أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 04/09/2022

الكاتب: عبد الله المعتوقي-المغرب

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

عبد الله المعتوقي من مواليد ورزازات جنوب المغرب، مزداد في العاشر من يونيو 1985، حاصل على الإجازة في الآداب سنة 2006، كاتب لمقالات وقصص في عدد من المنابر الإعلامية

•جريدة منار الجنوب

•جريدة المساء

•جريدة دنيا الوطن الالكترونية

•جريدة عالم برس الالكترونية

إلى حد الآن لم انشر أي كتاب، وأنا في طور ذلك.

لدي مجموعة قصصية تحت اسم شمس الضحى لم تنشر بعد

وأعمل الآن أستاذا للإعلاميات ومهمة إدارية في مدرسة خاصة

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

إعادة النداء لاحقا

خيانة في لباس الحب

دون تأجيل

وصال في وجه الفراق 

 

وصال في وجه الفراق

 

أخيرا وجدت نفسي بطل هذه الأبيات الشعرية التي نظمها نزار قباني " أكرهها، وأشتهي وصلها "، لكن بهذه الصيغة " تكرهني، وتشتهي وصلي".

ارتديت معطفي الجديد ، وأنا واقف أمام المرآة أمشط شعيرات صمدت في وجه عواصف الحرمان ، وكلي أمل وشوق يطيران بي وبوجداني إلى عوالم أخرى تنسيني حماقة ما أنا فيه من بيع الرمل بالذهب ، والياقوت بالفحم ، لا أميز حينئذ بين صحوتي وغفلتي ، كلما في الأمر أنني ذاهب للقاء قلبي ولا أدري عنه شيئا ، وأعدد مناقب الفقيد كما الباكي الراثي أمام الأطلال. 

 

أتزين للقاء وفي ذاكرتي شريط قديم يعبق بالحنان والدفء الذي افتقدتهما فجأة ، فأسهو عن قصد وغير قصد حكايات زماني ، وما آلت إليه أحوالي ، لكن في هذه اللحظة التي أقف فيها مودعا حاضري لأسافر إلى ماض بعيد ما أحلى ذكراه ،لكن بالسرعة التي يختفي فيها البخار على المرآة حين ينفخ عليها ، تختفي تلك السعادة إلى إشعار آخر ، فكأنها النافخ ، وكأني المرآة ، ووصالها ذلك البخار السريع الاختفاء.  

 

فمنذ زمن بعيد ، وأنا احتمي وراء لقاءات جافة لا طائل من ورائها ، سوى كمد الجراحات فقط ، فكلما اشتدت نار وجد قديم في كبدي ، نار تنبعث في قلبي الجديد لجأت إليه ، فقد رسم ونقش عليه غرام ماض ، لكنه لازال حاضرا شاخصا أمامي كالظل لا يفارقني ، رغم يقيني أن من شغفت بحبها تكرهني.

 

التي تكرهني وتشتهي وصالي ، هي الأخرى أحبتني فيما مضى ، وتكرهني ، ولا زالت تحبني رغما عن أنفها ، وهذا سر وصالها لي ، أما كرهها لي فيذهب بها كل مذهب بعدما تأكدت أن علاقتها معي من ضروب المستحيل للظروف التي لا ترحم ، وبدورها تكمد جراحاتها كما أنا بذاك الوصال الغريب ، وتزيد عليه بطبخها لسم في كل علاقة تنسجها مع ضحية يقصد قلبها ، فلن تسقي قلبه إلا من المهل بيس الشراب وساءت مرتفقا.

 

والأغرب في هذا وذاك هو يقيني بالفراق الممزوج بالأماني المعسولة، وإصرارها على الوصال الخالي من الصبابة والأشواق، وهكذا تقتل الحب ألف مرة في اليوم وتحييه مرة واحدة، ذنبها الوحيد هو امتلاكها لقلب علم غيرها الحب والإخلاص، وعلمها هي الحب والخيانة.

 

 

 

دون تأجيل

 

اغرورقت عيني بدموع النوم ، حين رجعت من رحلة بحث كَلَّت فيها أطراف قدماي ، مذ استقبلت يومي بكرش خاوية على عروشها ، رحلتي هذه تختلف عما هو متعارف عليه في الرحلات، فلقد أصبحت من هواياتي كل أسبوع إن لم أقل كل يوم ، غريبة لأنها أولا هوايتي المفضلة ، و ثانيا لأنها تشبه إلى حد بعيد أفلام نسجت من الخيال ، و ثالثا لأنها تحولت من البحث عن تقرير المصير والبحث عن الإستقرار إلى هواية لا أجد طعم الراحة والسعادة إلا حين أزاولها .

والغريب في الأمر أنني نسيت ما أبحث عنه عندما قررت خوض غمار البحث ، ودخلت متاهة لم استطع منه خروجا ولا إلى الهدف ولوجا ، أقرأ في كل مساء عندما أرجع قصة كتبتها من رحتلي ، فتعددت الرحلات وتعددت معها قصصي ، أخرج كل يوم باحثا عن ( نسيت ما أبحث عنه) المهم أنني أبحث .

سنتين مرت من عمري بسرعة البرق بعدما قررت أن أستقر في بيتي ، وأن أبحث ( الآن تذكرت ما كنت أبحث عنه) عن شريكة عمري ، ورفيقة حياتي ، بعدما ضاقت بي الدنيا بما رحبت أيام كنت عازبا أكتوي بنار الوحدة ، ووحشة الغربة .

الآن بعد أن قصدت فراشي الذي رمتني إليه عيني المغرورقتين بدموع تغشي عيني فأغيب في شطآنها، أبدأ قصصا أخرى في الأحلام ما أسعدني حينها . لكن ما أقصر الزمن عندما تحس بالسعادة . طبعا سعادتي أتذوق طعمها الحلو فقط حين أحلم ، فعندما لا أسمع إلا صمت الصمت، تكبر في داخلي رغبة جامحة في إحداث شركة الأسرة مع شريكة أشترط فيها شروطا لا تجمعها إلا رؤوس الأصابع عندما أعدها على كل من صدفته من أصدقائي القدامى عساني أظفر بهذه الإنسانة التي قدرها الله لي أن أعيش معها بقية عمري القليل .

بثمن بخس أصرف لقوت يومي ، ودراهم معدودات راتبي كل شهر ، فيما الاقامة بالعمارة سكني ، فلا ناقة لي فيها ولاجمل .

وأنا أبحث ذات يوم ، ظهرت لي فتاة في مقتبل العمر ، مرتدية حجابا أفغانيا ، اقتفيت آثارها إلى حيث تسكن ، ولم أتردد في طرق بابها ، بوجه جريئ كلمت أباها عندما فتح الباب ، لقد كان إنسانا لطيفا وبسيطا ،  استقبلني و أحسن مثواي ، إنه كان من المحسنين ، لكن جرأتي انتهت عند هذا الحد ، فتنكرت عما جئت لأجله ، وهكذا خرجت بخفي حنين إلا طعاما يكفي معدتي مدة غير يسيرة .

فهذه واحدة من قصصي المتعددة التي أطرق فيها بيت الغرباء ، باحثا عن فردوسي المفقود ، كل أسبوع أصادف فتاة أبدا الكلام معها قاصدا التعرف إليها ، لكن وساوس عقلي تنهي بسرعة مدة لقاءاتنا فأرجع إلى سيرتي الأولى ، فتارة أتهمها بزيف رغبتها في ما أصبو اليه ، وتارة أخرى أتهم سنها الذي يقترب من سني ، فبين التارتين يكبر وسواسي ، وتلف الضبابية ما أطمح إليه .

ولعل أغرب وأطرف جواب صدفته من أحد رفاقي في الزمن الغابر، هو عندما سألني سؤال الحريص على صديقه ، فَلَا ألتقيه إلا ويصوب إليَّ نصائحه المتكررة ب "امْتَى تْجْمَعْ رَاسْكْ' ، وكان جوابي إذاك أن عددت عليه شروطي ،(أن تكون بيضاء ، وكبيرة ، وتعمل ) ، فأجابني جوابه المضحك : لم أجد لك أحسن من الثلاجة، فهي كبيرة وطويلة ، وبياضها يفوق بياض ثلوج الأطلس ، وتعمل ليل نهار ..

 فهو لا يتردد في إسداء النصح إلي بأن  أقرر مصيري يوما ما بعد كل هذه المدة التي قضيتها في الأحلام . وأن أتوكل على الله ، واقصد بنتا "على قد الحال" .

بعد أن نمت تلك الليلة استيقظت صباحا فقررت أن لا أخوض غمار تجربتي ، وأن أخالف المعتاد ، وأدع هوايتي التي أدمنت عليها، فكان شيئا فريا ذلك ، وكأنني مدمن تبغ يريد أن يترك رآتيه تستريحان من جو أسود يصبغهما به مع كل شهيق وزفير .

صبرت يومه أن أكف عن تلك الحماقات ، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، وبمجرد أن خرجت من البيت رن هاتفي ، فكلمت السائل فإذا هي أمي الحبيبة ، شددت معي لهجتها ب "اجمع راسك" ووضعت ثمن رضاها أن أتزوج هذا الصيف دون تأجيل ، فلبيت طلبها دون تأجيل .أملا في رضاها الجليل .

 

 

خيانة في لباس الحب

 

اصفرت الدنيا من حول سعد وهو جالس في الحديقة يتنسم عبير الزهور ويتغذى بغداء العقول، آخذا بين يديه كتابه يلف أوراقه عسى أن تنسيه تلك القصص التي يتلوها قصته الغريبة الأطوار.

 

منذ أسبوع و لون الدنيا يتغير أمام عينيه عدد مرات سماعه حكايات رماها إلى مهملات الزمان الغابر ، ويغيب عن عالمه كلما دارت رحى أفكاره إلى كلمات في لباس المتنكر تبطن ما لم يكن في حسبانه ، ويضرب عن الكلام كلما تسللت إلى أسماعه كلمات يموت لسماعها شوقا بالأمس ، ويحي عذابا لذكراها اليوم .

 

فجأة قام وقد غاب عن وعيه ، أو ربما وعيه غاب عنه من شدة الأسى والحزن عليه ، يرمي بكلمات متفرقات الحروف ، وأقواله أقرب إلى الهذيان ، وحركاته إلى تمايل السنابل الفارغات ، وحده الكتاب من وقف صامدا على دفتي أوراقه التي وصلها قراءة ، لا أحد يدري ما الذي جعل أطرافه تترنح هذيانا ، ولا من جعل أقواله حروفا أو كلمات مقطعة .

 

أما أنا فقد استوقفني المشهد الذي رأيته وأنا على عتبة الباب ، وكأن الزمن قد توقف لاستقبالي بدلا عنه ، كل شيء توقف في ذهني ، في اللحظة التي رأيت فيها شخصا غير الشخص الذي كنت أعرفه ، وصورة غير تلك الصورة التي كانت تؤنس وحدتي ، وتحبب إلي الدنيا كلما رأيت وجهه البشوش ، وعينيه المعينتين تنظران إلي وتخاطبان عيني من حيث لا أشعر ولا يشعر .

 

فقد كان الصديق الذي اطمئن إليه فاحكي له جديد قصصي ، وغرائب أفعالي ، وكان لي الناصح الدليل ، والأخ الحنون .

 

إلا أنني لم استسلم للمشهد يوقفني وقوف العمود على الأرصفة ، ولم انتظر الزمن يستقبلني ويحييني ، إذ حييت بدلا منه ذكائي ، وتوسلت إليه ليجد لي مخرجا من هذا المضيق ، فما كان منه إلا أن أرشدني إلى قراءة تلك الصفحة من الكتاب التي ظل واقفا عليها ، فربما تحكي لي قصة هي المرآة التي تعكس حقيقة ما في سريرة الرجل .

 

هكذا قرأت القصة ففهمت حينها أن الرجل إنما قصد الكتاب ليستروح عن نفسه الكئيبة ، وإذا به يستعذب منها أشذ و أنكى ، فجرح الرجل الذي لم يشف بعد ،يزيد نزيفا كلما مثل شاخصا أمام أنظار فكره وخياله .

 

فقد قرأت خيانة كان حبيبان يتبادلانها بين كلمات الحب ، وان أحدهما يحب إلى الجنون ، والآخر يحب  إن كان إلى الجنون اقرب ، وأن الأول يحب ومستعد لبيع الدنيا من أجل ذلك الحب الغالي ، وان الثاني يحب أن يبيع كل شيء من أجل ألا يحب ، حينئذ فهمت الوضع جيدا ، وعلمت ما حل بالرجل ، وأن ذلك العشق الذي رأيته بالأمس أصبح خيانة ، وان صديقي في لبوس الأول ، وهبة في لبوس الثاني ، فقد كانت ترسل له الخيانة عبر كلمات الحب والإخلاص ، فما أغبن شراء الأول ، وما أسمج بيع الثاني .

 

ومن اغرب ما قرأت أن الأول رغم إدراكه الغبن في التجارة لازال يتمادى في شرائها، وهي النقطة التي أفاضت كاس يقيني بمطابقة القصة لصديقي الذي يكتوي بنار الجرح ويداويه بالتي هي الداء، 

 

حتى أنا وقفت عاجزا عن فهم ما يجري، وآفاق هذا الداء الذي يفتك بصديقي أمام مرأى عيني، غير أن شيئا في القلب يبقى صامدا أمام عاديات الزمان ، ونائبات الفتن ، لا يدركه إلا من في قلبه ذرة إخلاص.

 

 

 

المرجو إعادة النداء لاحقا

 

-آلو....

 

-من معي ..........

 

-من معي أنت من اتصل بهذا الرقم من ذي قبل ...

 

-لا ... لا أتذكر .... هل أنت سعاد ؟

 

-لكن من أنت وماذا تريد ............

 

-أود التحدث إليك ...

 

-انتظر إن أخي قد دخل ...

 

-آلو ...آلو ....

 

كانت هذه هي المكالمة الهاتفية التي جرت بين عمرو وسعاد، بعد فراق دام سنة ونصف، أسباب الفراق  نسجت خيوطها من تراكمات الغموض والضبابية التي لفت محيط الشابين ، مذ صنعا في" أرض الحاسوب" داخل صالونات" الشات " حبا دام حيا في قلبيهما لمدة سنتين ترجم إلى لقات حميمية بينهما ، وأشواق يتبادلان رياحها من شرق البلاد إلى غربها ، فوحده الحب من لَـمَّ شملهما في سماء أشواقه ومطر دموعه ،فعمرو يسكن غربا وسعاد تسكن شرقا ، وبينهما أكثر من ثمان مائة كلمترات .

 

هكذا إذا انقطع الخط الهاتفي لدخول أخ سعاد الذي يقمع حرية قلبها ، ويمنع عليها بالبتة والمطلق أن تأخد الهاتف ، الساعة حينها السابعة مساء ، بعد هنينة رن الهاتف ، وعمرو علم على التّو أن سعاد تملك فرصة الحديث معه ، فاتصل بها ، وجمل الخجل سبقت كلامه .

 

دار الحديث بينهما وكل يسأل عن أحوال الآخر متناسين الخوض في موضوع سبب فراقهما،لكن لحظات فقط حتى انقطع الاتصال .

 

سعاد كلها أمل أن تطوي مع عمرو تلك الصفحة السوداء –الفراق- وتجد صفحات أخرى بيضاء باقية يكتبان بين تناياها كلمات العشق ومشاعر الوجد وسهام النوى، لا غلاف الكتاب الذي ينتهي به ،أما عمرو فهو أكثر ترددا كأمواج البحر بين الرجوع إلى الحب الاأول وبين البحث عن حب ثان .

 

مرت الأيام بعد هذه المكالمة التي لم تشف غليل سعاد من شوقها ووجدها لعمرو، وكأنها سحابة عابرة سرعان ما اختفت كما يختفي بخار الماء الصاعد في السماء، هاتفها لم يفارق كفها محاوِلة الاتصال بعمرو بين الفينة والأخرى.

وحدها هذه الجملة " إن الرقم الذي تطلبونه خارج التغطية ، المرجو إعادة النداء لاحقا " ما تسمع في كل وقت وحين . فقد ضاع أمل هواها بين كل شات ورنين .

 

أضيفت في 23/04/2006/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية