أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 04/09/2022

الكاتب: عبد الجواد خفاجي-مصر

       
       
       
       
       

 

الحذاء-رواية

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

الاسم: عبد الجواد خفاجي أمين أحمد

اسم الشهرة: عبد الجواد خفاجي

تاريخ الميلاد ومحله: ولد بقرية "القارة" إحدي قري  مدينة أبوتشت التابعة لمحافظة قنا بجنوب مصر في 14/10/1958م .

المؤهل الدراسي: ليسانس الآداب والتربية عام 1992م جامعة أسيوط .

المهنة: مدرس  ثانوي – مادة اللغة العربية بإدارة أبوتشت التعليمية / مدرسة أبوتشت الثانوية الجديدة بنات (مصر – قنا – أبوتشت)

 

العضويات:

-رئيس النادي الأدبي بقصر ثقافة أبوتشت .

-رئيس تحرير مجلة الرواد التي تصدر عن جمعية رواد قصر ثقافة أبوتشت .

-عضو النادي الأدبي المركزي لمحافظة قنا .

 

مجال الكتابة:

-القصة القصيرة – الرواية – الشعر بنوعيه (الفصيح والعامي) – المسرحية – الدراسات الأدبية والنقدية . ومشارك ببحوث أدبية ودراسات نقدية عديدة في كثير من المؤتمرات الأدبية التي تقيمها وزارة الثقافة المصرية.

 

الكتب التي صدرت:

1- رواية (الراقصة والعجوز) عام 1986 عن دار الرقىّ بيروت – لبنان . 

2- مجموعة قصصية (تأريخ لسيرة ما) عام 2000 عن فرع ثقافة قنا .

3- رواية (الحذاء) علي نفقة المؤلف عام 2001 .

4- رواية " بغل المجلى " عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2007 م

 

له تحت الطبع:

1- شمس (رواية) .

2- خارج البطولة (مجموعة قصصية) .

3- من كنوز القرآن (إعجاز قرآني) خمسة أجزاء .

4- تفاصيل ع القد (مسرحية) .

5- استضافة النص (دراسات في الشعر العربي المعاصر) .

6- نحو تفريغ الحداثة ( مقالات في الأدب والنقد ) .

7- الحداثة النقيض ( نقد أدبي ) .

8- عودة الفلُّوص (رواية) .

9- نحو تغريب القصيدة العامية (نقد أدبي) .

10- أرض الخرابة (رواية) .

11- خارج البطولة (مجموعة قصصية) .

 

الجوائز الأدبية:

1- المركز الأول / عام 1996م جائزة إحسان عبد القدوس الأدبية في الرواية .

2- المركز الثاني / عام 1992م عن نادي القصة في مصر في القصة القصيرة .

3- المركز الأول / عام 1999م عن إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي في الدراسات الأدبية .

4- المركز الأول / عام 1999م عن إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي في القصة القصيرة .

5- المركز الثاني / عام 1992م عن هيئة قصور الثقافة في القصة القصيرة .

6- المركز الثالث / عام 1995م عن هيئة قصور الثقافة في المسرحية .

7- المركز الثالث / عام 1991م عن هيئة قصور الثقافة في الرواية .

8- المركز الرابع / عام 1991م عن هيئة قصور الثقافة في القصة القصيرة .

9- المركز الرابع / عام 1994م عن جريدة أخبار الأدب في القصة القصيرة .

وهناك عشرات الجوائز الأخرى عن جهات وهيئات رسمية وغير رسمية في مصر .

ينشر أعماله في جميع المجلات والدوريات الأدبية المتخصصة المحررة بالعربية في العالم كله وخاصة مجلات الشعر المصرية والثقافة الجديدة المصرية ومجلة القصة المصرية .

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

واحد مجنون

أبهذا الحفيد

 السلة

 

 

السَّـلَّة

 

سلة وحيدة في العراء .. مثبتة في حائط ينتصب وحيداً في مواجهة الميدان الدائري الكبير .. كان المكان خلواً من المارة أو السكان، فيما عدا سيارات مارقة سريعة .. وقف وحيداً وسط هدير السيارات يتأمل السلة التي تقترب من الأرض على مقربة من أسفل الجدار، فيما بدا الجدار شاهقاً ، تزينه جدارية رائعة من الفن الفرعوني القديم .. أية حكمة أن تكون السلة ها هنا مثبتة في الجدار؟ .. لا أظن أنها جزء من اللوحة، كما لا أظن أنها ها هنا للقمامة.

كان عليه أن يمرق باتجاه السلة .. لاحظ أنها نظيفة لامعة، بينما كانت تتناثر أسفل الحائط بعض الأوراق والأكياس البلاستيكية الفارغة ساقها الهواء إلى أسفل الجدار.. أية حكمة إن تكون السلة نظيفة والقمامة سائبة؟ .

اليوم هو يقف أمامها متأملاً، فارغاً رأسه إلا من الأسئلة .. كانت قد استوقفت أنظاره مذ رآها للمرة الأولى .. أثارت انتباهه سلة وحيدة لامعة نظيفة في العراء مثبتة في جدار يُشرِف على  عدة شوارع واسعة تمرق فوقها السيارات دون توقف .. انهمك في تأمل طلائها البرونزيّ، وشكلها المخروطي المنبعج قليلاً عند المنتصف .. عدَّ أسياخها الأفقية والرأسية التي تشكِّل جوانبها، وتوقف عند كلمات سوداء محفورة على لوحة فضية على مقربة من قاعدتها: "صُنِع في مِصر ـ  تاريخ التصنيع : أكتوبر 1975 ـ المنتِج : شركة النصر للصناعات المعدنية ـ رقم التصنيع: 143601 ـ نوع المنتَج : سلة قمامة ".

هي نفسها تلك السلة التي رآها فيما يرى النائم  قبل عام مضى.. رأى أن رأسه مقطوعاً يهوى إلى أسفل.. يلامس الأرض .. يتدحرج قليلاً قبل أن يستقر في سلة قمامة باتساعه تماماً .. فسَّرها المفسِّرون تفسيرات عَّدة متباينة، غير أنه لم يكن مقتنعاً بواحدة منها.

قال الذين يأخذون بظاهر النص إن رأسه سيُقْطع إثر جرم كبير يستوجب قطع الرأس، وربما أُلقيَ رأسه في سلة القمامة، بينما قال المغرمون بالمجاز والمُدْبِرون خلف الظاهر إن الرؤية تشف عن دنو أجله، وأن السلة بمثابة القبر الذي سيحوى جسده، وقالوا إن الرأس لفظ يُطلق عادة على سائر الجسد على سبيل المجاز.

وقال المغرمون بالقاموس: رأس الشيء قمته، وهو الهامة، ورأس القوم كبيرهم وسيِّدهم، وقطع الرأس في الرؤيا وتدحرجه إلى  سلة القمامة يؤوَّل إلى فساد العلاقة بين القوم وكبيرهم، وقالوا: قطع الرأس فساد الرأي والفتوى، وتدحرجه إلى سلة القمامة تدليل على استهانة الناس به.

كلها تأويلات من المفترض أنها مفزعة، لكنه ـ وعلى غير ما يجب ـ انجذب إلى السلة .. تلبسته حالة غريبة من الغرام بها، وإن كان ثمة أسئلة ما استبدت برأسه : ما الذي يجعلني منجذباً هكذا لهذه السلة؟ .. كان من المفترض أن تخيفني .. لا زلت أتذكر رأسي مقطوعاً ومحشوراً في جوف السلة.

لسبب ما أخرج من جيبه شريطاً ولفه حول رأسه، ثم أعاد لفه حول فوَّهة السلة .. تأكد أن فوهة السلة كافية لإدخال رأسه .. يا لها من مفاجأة غير سارة! ، ومع ذلك استسلم لشعور خفيٍّ لذيذ من الإعجاب بالسلة والغرام بها، وراح يعيد سؤالا: لماذا هي سلة للقمامة؟.. لماذا لا تكون سلة وحسب؟ .. لقد لفتت الجدارية أنظاره هي الأخرى: أحمس بعجلاته الحربية يطارد الهكسوس .. الهكسوس يبدون كجرذان البراري .. يفرُّون أمامه باتجاه أسفل اللوحة .. تماماً كما لو كانوا جميعاً يسقطون في السَّلَّة .. ربما لذلك هي جزء من اللوحة . الغزاة مصيرهم إلى سلة القمامة .. الغزاة قمامة يكنسها أحمس بجيشه الجرار.. هتف مع نفسه: السَّلَّة مقبرة الغزاة، وثمة تأويلات أخرى استبدت برأسه، كلها تُحَوِّم حول حقيقة ما تبدو ضائعة.. أهو الرأس ضائع أم الحقيقة ضائعة؟!.

مشهد قديم جمع بينه وبين السلة، لكنه تكرر كثيراً في أوقات  فراغه .. كان يأتي إلى هنا، حاملاً بعض الأطعمة.. يجلس أسفل الجدار .. يتناول غداءه ها هنا، ويقضي وقتاً طويلاً بجوارها .. ربما أنه يمتلك الآن تفسيراً للرؤيا: الرأس بيت التفكير ؛ ولقد خطفت السلة رأسه، أي استحوذت على تفكيره كليةً .. هذا هو التفسير الممكن، وربما لهذا لم تعد السلة مخيفة، وقد امتلك تأويلاً غير مخيف .. الدمويون قالوا بقطع الرأس، ولم يعد في رأسهم أن يكون الممكن هو التفكير .. أية سرٍّ ذلك الذي جعل تفكيره باتجاه السَّلَّة طويلاً وعميقاً ومختلفاً .. ثمة علاقة ممكنة ـ قد تكون ـ بين الحلم والواقع ، أو بين الظاهر والباطن .. بين الشعور واللاشعور .. مساحة مختلفة فوق العقل تربط بين معقِلِه والسلة .. لماذا هو هكذا مغرم بها، لا يفعل شيئاً مذ يحل بجوارها غير تأملها وإطلاق الأسئلة ؟!.

هكذا بدت السلة معشوقته التي تستبد برأسه وصدره، لكنما ـ وقد غادر مصر إلى الخارج لسنوات طويلة ـ هل ستظل السلة هكذا بالنسبة له؟.

الذي تأكد أنه ـ فور هبوطه من طائرة العودة ـ سجد على الأرض، وقبَّل تراب الوطن ، وتشمم رائحة رطوبته، ثم رفع رأسه باتجاه السماء، ساحباً نَفَساً  عميقا من الهواء .. لحظة أدهشت الجميع حوله .. لحظة كانت بالنسبة له تختصر تفاصل الشوق إلى السلة.. استقل سيارة مِن قدَّام المطار .. حدد لسائقها العنوان الذي سيجمعه بها.

نعم .. كانت أولى مطالبه ـ التي أملتها عليه نفسه ـ أن يراها ..  يعبئ عينيه منها، ويعيد تأملها من جديد .. يستلقى في ظلال الجدار ويتناول الغداء مثلما كان يفعل في الماضي .. سأعود إليك أيتها الحبيبة .. لم يكن بمقدوري ألا أفارقك .. يمكنني أن أصارحك : إننا نعيش في أشد عصور التاريخ فساداً .. لقد حالت الظروف بيني وبينك وأجبرتني تعاسة اللحظة على التغرب لسنوات عديدة بحثاً عن لقمة الخبز.. سأعيد تفاصيل عشقنا القديم .. لم تنسني سنون الغربة هيئتك وسكونك وصمتك وروعتك وصمودك تحت الشمس التي تلفح جوانبك ، وأنت تبرقين تحتها  حتى يحل عليك الظلام فتواجهين عتاوة الرياح ووحشة الليل .. لا يقطع وحشتك سوى هدير سيارات لا تلتفت إليك وأنت الفاغرة فاكِ بغير كلام في وجه السماء .. لكأن صمتك هو الكلام نفسه على نحوٍ بليغ .. إيه أيتها الحبيبة روعة وصموداً أمام عوامل التصرِّم وسنن التبدل في هذي الحياة .. يا لؤلؤة يدثرها الليل الموحش حتى يكللها ندى الفجر والضياء فتبرق من جديد. . لكأن ما بيني وبينك هذا الصمود ، وهذا البريق .. يبرق الأمل فينا ساعة فتشع فينا السعادة العابرة .. نرى الحياة بلون أبيض .. نسقط بعدها في يأس لحظتنا، لا ندري أيهما استثناء في حياتنا: البقاء مع اليأس أم الرحيل مع الأمل الكذوب .. نتدثر بالأسئلة .. باليقين الذي يربطنا بالسماء: دوام الحال من المحال، والله على كل شيء قدير.

أيتها الحبيبة ها قد أتيت .. اقتربت المسافة بيني وبينك ، سألقي بحقائبي بجوارك وأستعيد عندك كل الذكريات .. لن أزعجك كثيرا بتفاصيل غربتي الشاقة، ولن أبكي على فراق انتهى باللقاء، لكنني على أية حالة لن أكون صامتاً، سأحاورك كما يتحاور العشاق، وربما استمعت إلى لسان حالك وقرأت صمتك .. أيتها الحبيبة ها قد أتيت.

كان الميدان مكتظاً بالبشر السائرين والجالسين .. مزدحماً بأكشاك خشبية كالحة، وثمة عربات للسرفيس تمرق في كل الاتجاهات .. بائعي الترمس والبطاطا والفشار يتصايحون .. الجدار فيما بدا كان قاتماً .. تهدمت جوانبه، بينما الذي حلَّت بالمكان دكنة الأتربة والرماد .. غلالة من الرصاص تراكمت على سطحه .. طُمِست معالم الجدارية .. كَلَس من الأتربة والرصاص .. فعلت الرطوبة والأمطار أفعالها  بالجدار .. أين أنت أيتها الحبيبة.

نزل من السيارة وحمل حقائبه باتجاه الجدار .. يااااه .. يا للأسف العجوز ! .. لقد تفعصت جوانب السلة ! .. انمحى لونها البرونزي .. تحول إلى لون باهت قاتم .. أين البريق؟! .. أين روعتك القديمة .. انبعجت السلة للداخل، وتقصفت بعض أسياخها وانثنت  للخارج .. تراكمت القمامة أسفلها وبدأت تعلو باتجاهها : أوراق جرائد وخضروات .. طماطم مفعصة .. أكياس فارغة .. وتلك الرائحة!.

ثمة صبية حفاة متسخون يشلِّحون تحت الجدار .. يفعلونها ويمضون في سلام .. نساء بجلابيب سوداء كوجه الزمن .. أيتها السلة ليس بوسعي أن أفعل شيئاً .. لن يُصْلِح العطار ما أفسد الدهر .. لحظة من أشد لحظات حياته قسوة أن يرى السلة هكذا .. ظل وجهه ممتعضاًً .. غامت عيناه قليلا، ثم اغرورقت بالدموع .. مرر يده فوق جوانبها .. عادت يداه بقرف مثير .. لم تعد السلة إلا موطناً للذباب والبعوض .. سكن جوفها التراب المتكلس .. انمحت الكتابة من فوق اللوحة .. لاحظ أن ثمة حروف يمكن أن تُقرأ بصعوبة: صُنِع في مصـ .... عبارة وحيدة ناقصة لا تزال تقاوم الفناء، وإن كانت كالسلة تثير الشفقة.

بدأت أسئلة قديمة تدب في رأسه: كيف أن السلة فارغة والقمامة سائبة؟! .. لماذا لا  يضع قومي قمامتهم في السلال كسائر الشعوب ؟ لماذا الميدان يعج بالقاذورات بينما السلة فارغة؟! .. هل يشفقون على السلة؟ أم أن قمامتهم أضحت أضخم حجماً منها؟.

 ثمة خيبة ماثلة تهدد عشقه القديم .. نسي كثير من الأسئلة .. لم يعد راغباً في طرح أسئلة جديدة ... انمحت عنده رغبة الجلوس والتأمل .. ودَّ  لو يفر من المكان .. سأغادر الميدان القديم إذن سأتركك مضطراً أيتها الحبيبة . في لحظة ما بين الشفقة والأسى لاحظ أن ثمة ورقة وحيدة تلتصق بقعر السلة ، ورغم التراب المتكلس فوقها مد يده إليها .. ورقة وحيدة متكلسة في القاع .. لأول مرة منذ عهده بالسلة يلحظ شيئاً في قاعها .. نزعها برفق .. قربها من عينيه .. فرك ما فوقها من تراب .. تبدَّت له صورة رجل مهم .. رجل يعرفه الجميع .. لتكن الحقيقة إذن بعيداً عن كل التأويلات: السلال في بلدي للرجال المهمين .. دبَّ في رأسه جنون اليقين: الآن أعرف أن قومي يضعون الرجل المناسب في المكان المناسب.. حمل حقائبه ومضى، وإن كان ثمة سؤال بدأ يفرض نفسه: إلى أين المسير؟.

27/12 / 2008م

 

 

أيهذا الحفيد

 

ها أنت مستلقٍ على حشائش هجينة منحَّفة، مستسلمة لطلقات البول وأحذية  "المومسات" .. تبول أنت ــ أيضاً ــ على جدار التمثال رغم ادعائك أنه تمثال جدك، وأن روحة تناسخت في جسدك، وأنك آخر العباقرة.. تتأمل وجه التمثال وأنت تبول، وهو المستسلم لوقعته "المنيلة" منذ أن نصبوه هنا.. يستقبل وجه الصباحات والمساءات، والشمس تسأله عن سر المثول، ولا يجيب.. وتسأل أنت عن سر الشروق، وعن سر القلق الذى يربك السكون، ويطلق في شوارع القاهرة الزحام, وحين تهب في الصباح كي تغور في وجه الزحام مودعاً حشائشك حول جدار رخامي عتيق، لا تتورع عن النظر إلى وجه التمثال.. تمسحه بعينيك، وتتوقف عند حاجبيه البارزتين وشاربه الكث.. تفتش عن ملامح لعبقرية ما.. تعاود التذكر لكل ما قرأت في سيرة جدك.. تتمنى لو تقبض عينيك على وشيجة ظاهرة تعزز ما بينك وبين ذاك الرجل .

تقول ــ مرة ــ إنه جدك وعندما تفشل في إثبات النسب ــ مرة أخرى ــ تقول إن روحه تناسخت فيك، ومرات كثيرة قلت إن ما بينك وبينه تلك المحبرة المستلقية على راحته المفرودة دائماً، والريشة ــ تلك التي قلت إنها من ذيل ديك شركسي، ومرة  من ديوك "أم القرى" وأحيانا هو من ديوك "أم الدنيا"، غير أنك في كثير من الأحايين تتجاهل نسب الديك.. تلعن كل ديوك الدنيا، وتبارك ديك "أم الكتابة"، ذا يفزعك في نومة تسنح على الحشائش.. يؤذن في "نافوخك".. تعتدل.. تفرك عينيك قليلاً .. تخش في ملكوت الحشائش التي لم تنم مذ فارقتها أرجل القرادين واعتلتها العناكب الزاحفة إلى جسد التمثال.. تتأمل وجه جدك قليلاً.. تتوقف عيناك على المحبرة.. ثم .... وتستأنف الكتابة في شهقة العاصفة.

مشمول أنت بسرك.. بقلق الكتابة.. تعتلي صهوة الأفق، وأنت البادئ من توت القرى!. فيا لك أيها الحفيد الذي تغور في زحمة القاهرة.. كم فزعتك رفسات أقدام العسس، إذ يفتشون عن/ في أوراقك.. يلقون على مسامعك قولاً ثقيلاً، قبل أن ترفع رأسك المتوسدة حقيبة الأوراق !، وأنت .....!..  دائماً مستسلم لتلك الرفسات كاستسلام جدك لصفعة المغيب.

 أيها الحفيد .. أما زلت تفتح كتابا أسميته "تاريخ الـ...." لرجل البوليس علَّه يدرك أنك الحفيد الذي أتى من ريفه البعيد، علَّه يتركك، لتنام في ساحة جدك التمثال؟! .. يرفسك البوليسي وذاك الكتاب !.. وقلت مرة أنك رفعت قضية على الحكومة تطالبهم بثلاث وجبات فحسب مقابل بقاء التمثال شاخصاً، وقلت ......

أيها الحفيد .. إن حق استغلال الموتى مشاع لنا، ولك الله، والمجد في الآخر.

صامد أنت في وجه الجوع، كتمثال جدك صامد.. صامد في وجه الريح والشمس والطواحين السائرة.. تتمنى لو ينطفئ نور القاهرة ليلة.. ليلة واحدة لتنجز ما أنجزت المومس التي جلست بجوارك ليلة، وتلهت عن منظر وجهك بنتف شعر عانتها .. أفأنت تخجل، وتصر على أن تنجز مهمتك في ظلام القاهرة؟ .. أ فأنت تخجل أيها الحفيد، أم تخجل تلك القاهرة ؟!.

كل ما تدَّعيه مقبول أيها الحفيد، لكنما وجهك الأسمر.. عظامك البارزة.. جسدك النحيل.. عورتك البادية من الخلف .. لحيتك التي ... أف .. وتلك الرائحة!.

وتقول إن واحدة جاءتك ونسخت منك الكتاب ووعدتك بالزواج وبالنومة الناعمة. وتقول بأن مستشرقاً ــ لا تذكر اسمه ــ جاءك يوماً، وسألك بالعربية المكسرة عن قصة امتلاكك لهذا الكتاب الذى تتوسده.. أي كتاب أيهذا الرجل؟! أي كتاب وجدك الواقف على قاعدته الرخامية، يتشفع بالشمس والقمر وبالعبقريات التي تفر من حضرة البشر كي يغسلوه ولو مرة واحدة .

أما قلت إن عبقريتك تماثل عبقريته.. وأنك .... ألم تتعظ بعد يا صاحبي وتستمر في غيِّك، وفى ضلال الكتابة؟.

ماذا تكتب ؟! أفأنت داعرة ؟!.. ألك الأرداف، والنهود النافرة؟! .. انهض .. عد يا صاحبي إلى عصافير أريافك.. أ فزَّعتك العصافير أم الوهدة السانحة ؟! .. يا صاحبي هناك استفاض الوجد على الطين قبل انبثاق الأفئدة.. لماذا استكثرت على نفسك لقمتك السائغة، لماذا.... وعبق الصفصاف والسدر ورائحة الطمي حين تستريح بخدك على طراوته... لماذا...؟. والعشب النديُّ يُقَبِّل وجه فراشات الضحى .. يصافح أرغفة الفلاحين في جلسة الغداء......

.... أيهذا الحفيد.. قم .. جدك مُسخة القاهرة .. صنم تعتليه العناكب !، فليست أوراق جدك من أصناف ما تأكله الكلاب، ولا ذاك الكتاب الذي قلت إن جدك أودعه كل أسراره، وأشار فيه إلى كل مؤلفاته، ولا أنت أيهذا الحفيد الذى تحفظه من أصناف ما تحوي "الفتارين" التي تخطف الأنظار، وتستبيح المهج.

هل تحول الكتاب ـ تاريخ جدك ـ كل ذلك الذي قلت: "لا ريب..." إلى "سجق" .. "نقانق".. "همبرجر" .. " دجاج كنتاكي" .. أية أطعمة شعبية تخضمها أفواه تتثاءب وجع الليل على الإسفلت اللاعن وجه الصبح ؟!.

   وأنت أيها الولد الصعلوك ذو الخصيتين الضامرتين، تفشل حتى في اعتلاء ناصية امرأة قحبة تسلَِّك لك الطريق، وتصر على أن الجوع والتشرد من دلالات العبقرية !.. إخ..خ..خصٌُُُ ثم إخص .. نعم .. جدك كان عبقرياً يصر على الغباء، إذ ينتج للناس مالا يمت إلى أسنانهم .. لكأنه كان يجتاز الحياة عن طريق "رأس الرجاء الصالح" وتناسى أن "معدة الرجاء الصالح" هي الطريق القصير.

هكذا أنت يا المعتنق الصمود.. تموت جوعاً، وتصر على مضاجعة الحشائش التي ترقد حول تمثال جدك.. تعطر خديك ببول الكلاب وطرطرات الجرابيع.. وأنت .. أنت الذى قلت إن تمثالك القادم منصوب ـ كتمثال جدك ـ في مُخيِّلة الغباء يسير إلى ميدان جديد فوق أرض القاهرة .

ألا أنهض أيها الحفيد.. أ فتترك قطار الحياة.. تستمسك بالرغبة في التَّصَنُّم بعد موتك ؟، ما ضُّرك لو متَّ وعبد الناس أصنام "أم القرى" أو "أم الدنيا" ولم يعبدوك وما أنفعك ؟!

أنسيت يا صاحبي أن جدك الآن لم يعد ـ رغم صنميته ـ يستشرف وجهاً واحداً يؤمن بالعبادة لغير البطن والفرج الـ...إخ..خ..خص.

استمسك أيها الحفيد برغبة أخرى .. افتح طاقة في جبهة القاهرة، سمها ما تشاء لكنما لتكن كما تشاء القاهرة : "كشري" تحت لمبة نيون .. يحج إليك الناس .. ولتدخل الآن دائرة الخلود.

أيها العبيط .. في هدأة الليل، وقد نامت الطواحين والمُوتورات .. تجافي "المومس" التي تنام بجنبك وقد باعدت لك بين ساقيها قليلاً.. تحملت رائحتك العفنة ، وشدًّت لحيتك المجعدة .. تداعبك ، وتزم شفتها السفلى ؟!.

تقول إنها عجفاء !. أو هل نسيت أن التي ليست عجفاء لن تعيرك حتى البصاق .. أيها الغبي .. تدًّعى العبقرية ؟!..  مُصرُُّ على احتضان تراث جدك؟!..  تتأمل التمثال صباح مساء، وتتوقف بعينك على حاجبيه البارزتين وشاربه الكث، وأنت تحتضن الأوراق والكتاب والقلم، تعتليك رغبة صامتة للخلود .. يشرد ذهنك في ملكوت التشرد والعباقرة.. تقيم للجوع .. وتبقى محفلة للجنون والعلل السائمة.. تشد أطرافهم إليك : ابن رشد، أبى العلاء، الجاحظ، شكسبير، كافكا، هو جو، لامارتين، جان جاك روسو..... إلخ إلخ .. دعك .. دعك .. إلى النيل قم.. يمم وجهك للشروق الجميل، واستقم.

 لتكن مهنتك الصيد إذن .. من النيل إلى جيوب الناس .. فلتأكل الآن لحماً طرياً ولتنم عليه.. أ فلا يشق عليك أن تستمر في التأمل والشرود في الكف المفرودة  وريشة الطاووس والمحبرة ؟!.. أيهذا العبيط .. تهبُّ في هدأة الليل .. تتسلق التمثال .. وتضاجع تلك المحبرة ؟!

(ملحوظة : كثيرًا ما يتخلى الكاتب عن تجميل واقع قبيح يبارزه بقبحه ، من هذا المنطلق اعتذر لقارئ هذا النص عما ورد به من صراحة لفظية على الأقل)

 

 

واحد مجنون شَغَّال فى البلدية

 

لضحكتها لون الشفق ، ولعينيها رائحة الغروب .. عندما يلتقى هذا الأفق بالبحر عند آخر نقطة للمدى ، كنتُ هناك ، حيث الأسماك التى تتهيأ للمبيت ، والطحالب التى تتثاءب ، والموج الأزرق يحط رحاله على الشاطئ البعيد .. لماذا عندما أقابلها يتهيأ الوجود للمغيب ، ولماذا يحملنى الموج إلى الشاطئ البعيد ؟! كانت ها هنا فى الشارع .. تقف لها العيون فى محاجرها عندما تمر ، وتتهيأ الأحداق لاستيعاب الدهشة .. آخر مرة قابلتها كنت على وشك السفر ، وعدتها بأننى سأدبر الأمر ، وكانت أن ابتسمت وقالت : الأَوْلى أن تدبر قرشين . نعم .. نعم سأدبر القرشين ما دام الدخول من الأبواب يستوجب هذا . حقيقة لم أعد مستوعبًا لفكرة العيش بعيدًا عن الرياح التى تعصف بنا منذ كنا صغارًا .. الحلم بالشهادة الدراسية ، والطلبات مستوفاة التمغة ، والتعيين فى الوظائف الحكومية ، ثم القفز إلى ..... فى لحظة أخرى كانت اللعبة أعظم من هذا بكثير : الجامعة والمحاضرات ، والانكفاء على الكتب .. التقدير بامتياز .. معيد بالجامعة ..الدكتوراة .. الأستاذية ، ثم القفز إلى .... وكانت تحلم معى بالقفز ، هى فعلاً تجيد الجمباز ، ولها تطلعاتها إلى مواصلة القفز إلى البطولات ، والساحات الكبرى ، ومطارات العالم ، وكثيرًا ما كانت تنتهى بنا الأحلام إلى اللقاء فى " الفيلا " الصغيرة التى تحيط بها حديقة متواضعة ، وإن كانت غنية بالألوان والأصوات .. اقترحت عليها مرة أن أهيئ فى أحد أركانها أرجوحة بيضاء لصغيرين لنا ، واقترحت عليها أن تفتح النوافذ للشمس والهواء فى الصباحات ، وألا تتأخر فى النوم .

كنا على وشك أن نتفق بخصوص العصافير ، وكانت قد أصرت على حبسها فى أقفاصٍ فى الغرف ، وهى تردد : " عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجرة " وكنت مصرًّا على أن عصفورًا على الشجرة خير من ألف فى قفص . لكننا لم نكن نتعنت إزاء هذه المسائل الهامشية مادمنا نمتلك الأشجار والعصافير والأقفاص . والمبادئ دائمًا محل نظر ... هكذا اقترحتُ : إعادة النظر . واقترحتْ أن نترك المسألة للزمن .

لم أكن قد أخذت رأيها فى مسألة السفر إلى الخارج ، لكننى فاجأتها فى هذا اللقاء الأخير بأننى مسافر كأى طالب جامعى لقضاء الصيف فى الخارج . لاحظت أنها بدأت تشرد ، وهى الواقفة قبالتى داخل عتبة بيتهم ، وأنا خارج الباب أتلفت يمنة ويسرة . أعرف أن الوقوف مخجل جدًّا ، لكنما .... وهل كان أمامى عير أن أطرق بابهم هذا ؛ لأخبرها بهذا القرار المفاجئ .. كانت المرة الأولى التى أصر فيها على لقائها فى منزلهم ، لكنها فيما بدا لم تكن تملك حرية إدخالى إلى البيت.

ـ لا داعٍ للحزن أو الخوف .. سأعود ، وربما كان معى ما يكفى لأن نبدأ خطوة أولى . اعتـذر أبى ، وربما عجز عن تحمل مصاريف الدراسة . جدتى أعطتنى خلخال فضة ، وبعض العملات القديمة ، وأقرضنى صديق ثرى ثلاثين جنيهًا .. لم أكمل لها بقية الأحابيل التى تصيدت بها هذا المبلغ الذى أضعه فى جيبى .. استأذنتْ فى دقيقتين عادت بعدهما وهى تغمض كفها على شىء ما، وقالت بصوتٍ غضيض : كل ما أدخره سبعة جنيهات ونصف . وضعتُها فى جيب قميصى. قلت : هذا مبلغ يجب ألا أنفقه ، ربما لأنه يحمل رائحة هذا اللقاء . فاجأتنى والدتها بوقوفها فوق العتبة . كانت نظراتها حادة ، فيما لاحظت أن جسدها منتفخ وثدييها متهدلان ، وعينيها بغير رموش . كيف تنجب هذه الحيزبون حوريَّة ؟!

ـ بلاش لعب عيال يا نجاح . 

قالت جملتها هذه ، وحدجتنى بنظرات تنم عن استهانة فظيعة الوقع ...

لقاء قديم ، لكنما رائحته لا تزال تضوع ، عشر سنوات كاملة عشتها فى العراق ، لم أتحدث فيها مع أنثى ، ربما لهذا كانت " نجاح " هى الأنثى التى أقابلها كل يوم ، قبل النوم وبعده ، هكذا مثلما أغسل يدىَّ قبل الأكل وبعده ..يبدو أنه ليس من السهل أن يغير الإنسان عاداته ، من عاداتى – أيضًا – أننى أقرأ ، هكذا قالوا لنا صغارًا : " اقرأ باسم ربك الذى خلق .. اقرأ وربك الأكرم .. اقرأ علشان تطلع دكتور .. اقرأ .. اقرأ .. اقرأ " .. ربما لهذا لم أكن أفعل شيئًا غير القراءة .. قرأت كثيرًا فى مكتبات بغداد ، وعندما انتقلت إلى البصرة قرأت كل المكتبات العامة .. وماذا بعد؟! .. بائع جرائد يتجول فى ساحات البصرة وبغداد ! ، ولم أعد إلا ببعض أمهات الكتب ، حتى الدعاء المفضل لدىَّ لا يخلو من " أم الكتاب " .. عدت إلى أم الدنيا بأمهات الكتب ، لست أدرى كيف سترضى عنى " أم نجاح " ؟ .. على أية حالة قررت الذهاب إليها .. أعرف أنها ستقول : - " فُضَّها سيرة " ،  وربما تكون قد ماتت ، ونبدأ أنا ونجاح سيرة جديدة  كان الشارع على غير ما ألفته فى الماضى مزدحمًا بعربات الكارو والعيال ، ومتشحًا بأوراق الجرائد والخضراوات الساقطة وروث البهائم ، وثمة أكشاك كثيرة وغُرَز ، ومطبات و..... أعوذ بالله . عندما وصلت إلى بيتها هالنى أن حوائطه فقدت طلاءها ونَخَرَتْ ، وأن ..... الباب كان موصدًا تمامًا ، وثمة قضيبان على شكل " × " كبيرة مثبتان على الخشب ، وثمة لافتة صغيرة متربة كانت مثبتة بينهما تقول : " الباب من الخلف " .

هَبَطَتْ بعض صقور ميتة من السماء ، وربما أن الذى كان يدوى فى أذنَىَّ نهيقٌ صاخٌ .. يبست الحديقة فجأة ، والطيور التى فى الأعشاش والأقفاص جميعها ماتت ، بعض السحالى والورل المحنط على واجهات محال العطارين تُخرج لسانها لى ، وثمة رجل أسود ذو بثور طافحة على وجهه بدأ يحرك رأسه الضخم باتجاه رأسى ، وعيال قذرة كانت تتبرز تحت الحوائط ، وامرأة شبه مجنونة كانت تتلفظ بألفاظ نابية .. قرأت اللافتة المتربة جيدًا : " الباب من الخلف " ، وكان علىَّ أن أستدير . عند أول منفرج جانبى اتجهت إلى الشارع الخلفى .. لم تكن الشوارع هكذا ، ولا البيوت .. أتذكر أن بيتهم كان يطل على فضاء ، ولم تكن تلاصقه هذه البيوت والأكشاك والغرز .. السماء غائمة ، والشمس أظنها على وشك الغروب ، ثمة دكنة بدأت تحط فوق عينىَّ .. إلى أين قفزتِ يا نجاح ؟ !

لم يكن بالخلف باب ولا يحزنون .. ثمة فتحتان كبيرتان لمحلين كبيرين تعلوهما لافتتان : " تسالى الحرمين " و " عصير الأمانة " وفيما رحت أتساءل مع نفسى عن علاقة الحرمين بالتسالى ، والعصير بالأمانة وقعت عينى على " عم لبيب الصرماتى " .. الوحيد الذى بدا لى بهيئته القديمة ، حتى محله كما هو ، لايزال يستعمل المخرز اليدوى ، ويضئ محله بمصباح الكيروسين.

ـ فين بيت عبد اللطيف ؟

ـ الراجل – بعيد عنك – جاته داهية ، اتمسك فى قضية مخدرات ، ومات فى السجن ، والمرة ماتت من الحسرة ، والولد غار .. أخدوه الجيش ، وبعدين باع البيت ، وسافر للخارج .

ـ جاته داهية .. ماتت .. غار .. سافر .. ؟! أعوذ بالله ، والبنت ؟

ـ أخدها واحد مجنون شغَّال فى البلدية ، وساكن بيها فى العمارات الحكومية  .

ـ واحد مجنون شغال فى البلدية .. ساكن فى العمارات الحكومية ؟!

مضت ثلاث سنوات على هذا الموقف ، ومن يومها وأنا مُصِرٌّ على الذهاب إلى العمارات الحكومية فى المواسم والأعياد ، أسأل الناس والمارة عن واحد مجنون شغال فى البلدية .. كان الناس يضحكون أحيانًا من السؤال ، وأحيانًا يجيبون بإجابات ساخرة ، غير أن واحدًا منهم كان جادًا اليوم فى الإجابة عندما سألته عن واحد مجنون شغال فى البلدية ، امتعض قليلاً ، ثم .... أشار إلىَّ .

13 / 1 / 2005

 

أضيفت في 16/01/2008/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية