أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 04/09/2022

الكاتبة الكبيرة: عائشة عبد الرحمن / بنت الشاطئ / 1913-1998

       
       
       
       
       

عائشة عبد الرحمن-بنت الشاطئ

بنت الشاطئ بأقلام معجبيها

نماذج من أعمال الكاتبة

بطاقة تعريف الكاتبة

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتبة

 

عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) الأستاذة الجامعية والباحثة والمفكرة والكاتبة، ولدت في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر في منتصف نوفمبر عام 1913.

 

ابنة لعالم أزهري، وحفيدة لأجداد من علماء الأزهر ورواده، وتفتحت مداركها على جلسات الفقه والأدب، وتعلمت وفقاً للتقاليد الصارمة لتعليم النساء وقتئذ في المنزل وفى مدارس القرآن (الكٌتَّاب)، ومن المنزل حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 بترتيب الأولى على القطر المصري كله، ثم الشهادة الثانوية عام 1931، والتحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939، ثم تنال الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941.

 

وقد تزوجت أستاذها بالجامعة الأستاذ "أمين الخولي" أحد قمم الفكر والثقافة في مصر حينئذ، وصاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بـ"مدرسة الأمناء"، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وهى تواصل مسيرتها العلمية لتنال رسالة الدكتوراه عام 1950 ويناقشها عميد الأدب العربي د. طه حسين.

 

لم تكن بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة فحسب؛ بل نموذجًا نادرًا وفريدًا للمرأة المسلمة التي حررت نفسها بنفسها بالإسلام، فمن طفلة صغيرة تلهو على شاطئ النيل في دمياط شمال دلتا مصر، إلى أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967 والخرطوم، والجزائر 1968، وبيروت 1972، وجامعة الإمارات 1981 وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983.

 

وتدرجت في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا.

 

وتركت بنت الشاطئ وراءها ما يربو على الأربعين كتابًا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية،

 

 فلها مؤلفات في الدراسات القرآنية والإسلامية أبرزها:

التفسير البياني للقرآن الكريم،

 والقرآن وقضايا الإنسان،

 وتراجم سيدات بيت النبوة،

 وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات،

 ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها:

نص رسالة الغفران للمعري،

 والخنساء الشاعرة العربية الأولى،

 ومقدمة في المنهج،

 وقيم جديدة للأدب العربي،

 ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها:

 على الجسر.. سيرة ذاتية،

 

وقد سجلت فيه طرفًا من سيرتها الذاتية، وسطرته بعد وفاة زوجها "أمين الخولي" بأسلوبها الأدبي الراقي تتذكر فيه صباها، وتسجل مشاعرها نحوه وتنعيه في كلمات عذبة.

 

كما شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية في كل هذه المجالات، وقد جاوزت شهرتها أقطار الوطن العربي والإسلامي، وكانت كتاباتها موضوعًا لدراسات غربية ورسائل جامعية في الغرب، بل وفي أوزبكستان واليابان.

 

ولم تكتفِ بنت الشاطئ بالكتابة فحسب، بل خاضت معارك فكرية شهيرة، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلّفت وراءها سجلاً مشرفًا من السجالات الفكرية التي خاضتها بقوة؛ وكان أبرزها معركتها ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ذودًا عن التراث، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسوية، ومواجهتها الشهيرة للبهائية في أهم ما كتب في الموضوع من دراسات مسلطة الضوء على علاقة البهائية بالصهيونية العالمية، وكذا دراساتها الرائدة عن تراجم سيدات بيت النبوة، وأبحاثها حول الحديث النبوي: تدوينه ومناهج دراسته ومصطلحات.

 

ود."عائشة عبد الرحمن" بجانب إسهاماتها البحثية والأكاديمية والتعليمية البارزة، وتخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية، ثم بعدها بعامين في جريدة الأهرام أعرق الجرائد اليومية العربية، ونظرًا لشدة محافظة أسرتها آنذاك والتي لم تعتد انخراط النساء في الثقافة اختارت التوقيع باسم "بنت الشاطئ" إشارة لطفولتها ولهوها صغيرة على شاطئ النيل في بلدتها دمياط.

 

وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، وظل تكتب الأهرام حتى وفاتها، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998 بعنوان "علي بن أبى طالب كرم الله وجهه" وهو استكمال لسلسلة طويلة من المقالات بدأت منذ الصيف تناولت فيها سير آل البيت ومقاتل الطالبيين، وشرعت فى كتابة سلسلة مقالاتها اليومية الرمضانية كعادتها إلا أن القدر لم يمهلها لإتمامها.

 

وقد حظيت د. عائشة عبد الرحمن بمكانة رفيعة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، وكرّمتها الدول والمؤسسات الإسلامية؛ فكرّمتها مصر في عهد السادات وعهد مبارك، ونالت جائزة الملك فيصل، ونالت نياشين من دول عديدة، كما كرّمتها المؤسسات الإسلامية المختلفة بعضوية ضنت بها على غيرها من النساء مثل:

مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة،

والمجالس القومية المتخصصة،

وكرمها ملك المغرب،

ومن تصاريف القدر أن تكون آخر زياراتها خارج مصر لحضور فعاليات جامعة الصحوة الإسلامية بالرباط بنهاية أكتوبر 1998 ويحتفي بها طلابها الذين صاروا رواداً ومتنفذين، ولذا أعلنت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية المغربية عند وفاتها عن إقامة سرادق لتقبل العزاء فيها في لفتة نادرة تعكس مكانة بنت الشاطئ من الخليج إلى المحيط، وقد فقدتها الساحة الإسلامية في مطلع ديسمبر 1998، وودعتها مصر في جنازة مهيبة حضرها العلماء والأدباء والمثقفون الذين جاءوا من شتى الدول، ونعاها شيخ الأزهر وأمَّ صلاة الجنازة بنفسه.

 

لقد كانت -رحمها الله - من أعلام الأمة جاهدت بالعلم والقلم للدفاع عن دين الله، وتمثل مسيرة بنت الشاطئ في طلب العلم والكفاح من أجل الدراسة في الجامعة (في زمن كانت يقتصر فيه دور المرأة على المنزل) وفي البحث والكتابة في قضايا الفكر الإسلامي نبراسًا لأجيال متتالية، ولا شك أن مسيرتها وإسهاماتها ستظل علامة مضيئة للمرأة المسلمة المعاصرة، ورصيدًا فكريًا في الساحة الإسلامية

 

 

 بنت الشاطئ بقلم معجبيها

 

بقلم : الأستاذة إيمان الوزير

 

من معين نهر النيل العذب، نغرف وجهاً إسلامياً مضيئاً في سماء عالمنا الإسلامي المعاصر الذي خبت نجومه ، وقلت شموسه ، لكن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم  باق إلى قيام الساعة.

 

نتطلع اليوم إلى نموذج نسائي نهتدي عبر طريقه، وشخصية استطاعت أن تحفر في صخور صماء منعت المرأة خلال فتراتها من حقها في التعليم ، لتتجاوز هذا المنع وتصل بعلمها وتراثها الفكري مبلغ الرجال ، تلك هي بنت الشاطىء عائشة عبد الرحمن ، ابنة لأحد علماء الأزهر ، وسليلة أسرة مشايخ حملت على أكتافها لواء الإسلام في مصر .. درست عائشة في صغرها في الكتاتيب الخاصة بتعليم الفتيات فظهر نبوغها الأدبي والعلمي .. مما شجع جدها لأمها لإقناع والدها بإدخالها مدرسة اللوزي الأميرية للبنات والتي لم يكن يحظى بدخولها إلا النذر اليسير من الفتيات في عصر منعت فيه المرأة من التعليم.. واستمرت تنهل من عباب العلم وترقى في سلمه رغم الصعوبات في تحد واضح لكل المحاولات التي منعت المرأة من هذا الحق ، حتى تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة بتقدير امتياز وذلك سنة 1936م ، ثم حصلت على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف سنة 1941 ، وتزوجت من أستاذها الجامعي أمين الخولي الذي كان أحد رواد النهضة الفكرية والثقافية في مصر أبان تلك الفترة ، الأمر الذي أسهم في أن يلعب الرجل دوراً بارزاً في حياة بنت الشاطىء وتقدمها في المسار العلمي فلم تشغلها حياتها الزوجية وإنجابها لثلاثة من الأبناء عن مواصلة مسيرة التعليم فنالت درجة الدكتوراه بتقدير امتياز في الرسالة التي ناقشها د. طه حسين.

 

رغم ضعف الدور الذي لعبته المرأة في الحياة الثقافية والعلمية لتلك الفترة إلا أن عائشة عبد الرحمن استطاعت أن تخطو بثبات نحو القمة لتصبح رائدة في فكرها النسائي الإسلامي المتميز وترتقي في سلم وظائفها التربوية والتعليمية ، فتبوأت عدة مناصب منها أستاذة في الدراسات العليا بجامعة القرويين في المغرب ، ثم أستاذة اللغة العربية في جامعة عين شمس ، وأستاذة زائرة لعدة جامعات عربية منها كلية أم درمان وكلية التربية للبنات بالرياض وجامعة بيروت ، كما شغلت عضوية مجالس علمية كبيرة مثل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر.

 

بدأت حياتها الأدبية وهي ابنة الثمانية عشر ربيعاً في جريدة النهضة النسائية بلقب مستعار هو "بنت الشاطئ" ، وقد أحبت عائشة هذا الاسم كثيراً لما له من ذكريات طفولية في نفسها على شاطئ النيل حيث قضت طفولتها ، ففضلت أن تكتب به نظراً لشدة محافظة أسرتها ، خاصة وأن المرأة في تلك الفترة لم تتمتع بحقها في التعليم بله في الكتابة عبر الصحافة ، ثم انتقلت إلى جريدة الأهرام ، وقد استمرت تكتب بها حتى وفاتها سنة 1988 ، أخذت عائشة على عاتقها قضية تعليم المرأة واعتبرتها أساساً هاماً يرتكز عليه تنشئة الجيل في المجتمع المسلم ، فسعت من خلال كتاباتها التاريخية التي صاغتها بقالب أدبي عن سيدات بيت النبوة ، إلى إبراز شخصية المرأة المسلمة، والمعلمة المجاهدة، ودعمت من خلال مؤلفاتها أهمية دور المرأة وأهمية تعليمها وعدم الاستهانة بدورها في تطوير المجتمع الإسلامي والنهوض به من براثن التهميش.

 

برعت بنت الشاطئ في إبراز دور اللغة العربية والغوص في أسبارها وتقفي بحورها عن طريق كتابها الشهير "التفسير البياني للقرآن الكريم" الذي تناولت فيه تفسير السور القصار من القرآن الكريم وذلك من وجهة نظر خاصة ، حيث فسرت ألفاظ القرآن الكريم من الناحية اللغوية فعملت على تلمس الدلالات اللغوية الأصلية في مختلف استعمالاتها الحسية والمجازية ، زاوجت من خلالها بين العقل والنقل في نقلها البياني ، فثبتت ما نقله الأقدمون من تفسير مع ما يتفق والمنطق العقلي في قبول هذا التفسير، فاستطاعت بهذه الخطوة التجديد في التناول والهدف والتفنيد لآراء القدماء والمحدثين ، موجدة بذلك منهجاً جديداً ساهم في البناء الفكري للحضارة الإسلامية ومدافعاً عن اللغة العربية في عصر اعتبرت فيه هذه اللغة قاصرة عن إيجاد مصطلحات وافية في مختلف جوانب التقنية العلمية التي وصلت إليها البشرية في عصرنا الحديث. 

 

استطاعت عائشة عبد الرحمن المضي قدماً في دراسة علوم الحديث النبوي ، تلك العلوم التي أصبح من الصعب التجديف عبر بحورها ذات الأمواج الصعبة عند الرجال ناهيك عن النساء ، ولم تقف بطموحها الفكري عند هذا الحد ، بل وقفت في وجه الحركات المسمومة التي حاربت الإسلام وتصدت لها بكل صلابة وقوة ، مسلطة الأضواء على خطورة البهائية ومدى ارتباطها بالحركة الصهيونية العالمية.

 

إلى جانب كل هذا فقد كانت عائشة عبد الرحمن أديبة وناقدة متميزة تركت لنا تراثاً أدبياً ضخماً وهادفاً من أشهره قصة "على الجسر" التي روت فيها جوانب من سيرتها الذاتية ، واهتمت بدراسة وتحقيق عدد من المخطوطات منها "نص رسالة الغفران للمعري ، والخنساء الشاعرة العربية الأولى".

 

لقد استطاعت عائشة عبد الرحمن وضع المرأة في قالب فكري وعلمي وثقافي ، حين تمارس المرأة حقوقها في إطار يخدم مصالح مجتمعها وأمتها ودينها ، مجاهدة بقلمها للدفاع عن قضايا دينها والوقوف بقلمها في وجه التحديات والأخطار التي تعصف بحال أمتنا ، لتصل بعلمها وأدبها مواصل تؤهلها لنيل العديد من الجوائز من أبرزها جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي ، وجائزة الدولة التقديرية في مصر ، والعديد من الجوائز التي نالتها من مختلف البلاد العربية.

 

ستبقى بنت الشاطئ خالدة في ذاكرة الأمة الإسلامية تروي من خلال غزارة إنتاجها قصة المرأة المسلمة صاحبة القلم المجاهد في سبيل نهضة الأمة الإسلامية ورفعتها رحم الله عائشة عبد الرحمن وأسكنها فسيح جناته بما سطره قلمها الأغر من حروف أضاءت صفحات مشرقة في سجل الحضارة الإسلامية.

أضيفت في 27/05/2005/ خاص القصة السورية/ عن مجلة المنار

 

 

 

عائشة عبد الرحمن - بنت الشاطئ

المقدمة

الحمد لله والصلاة و السلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد و على آله و صحبة أجمعين، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، آما بعد.

 

يتناول هذا البحث شخصية الكاتبة والباحثة عائشة عبد الرحمن و التي تعتبر من اشهر الشخصيات الأدبية المعاصرة وذلك لما لهذه الشخصية من مكانة عالية وأثر كبير في عالم الأدب والتأليف، وذلك على مستوى العالم العربي كله.

 

وقد اختيرت هذه الشخصية كموضوع لهذا البحث وذلك لإبراز الدور الإيجابي للمرأة في المجتمع وأثرها على الحركة الأدبية والذي يجهله الكثيرون من الناس.

 

وقد تناول هذا البحث حياة الدكتورة عائشة عبد الرحمن من عدة جوانب، ففي البداية تحدثت عن مولدها ونشأتها ثم انتقلت إلى مسيرتها التعليمية وفيها ذكرت أهم الشهادات والدرجات العلمية التي حصلت عليها بنت الشاطئ، ثم تحدثت عن حياتها العملية وقد ذكرت بالتفصيل أهم المراكز التي تبوأتها في حياتها، ومن ثم انتقلت إلى التحدث عن أهم وأشهر مؤلفاتها في عالم الأدب والمنهج الذي سلكته في حلها للقضايا الأدبية ودفاعها عن الإسلام، وتناولت بعد ذلك وصفا لأحد أعمالها الأدبية حيث شرحت أسلوبها في الكتابة، وبعد ذلك انتقلت إلى ذكر أهم الجوائز الدولية التي نالتها تقديرا على عملها، واختتم بحثي بالحديث عن وفاتها. وختاما أرجو من الله التوفيق والنجاح.

 

مولدها و نشأتها:

هي عائشة محمـد عبد الرحمن المكنات ببنت الشاطئ، الكاتبة المصرية والباحثة والمفكرة والأستاذة الجامعية في الأدب العربي، ولدت في السادس من نوفمبر عام 1913 وذلك في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر، و هي من بيت علم وعلماء، فقد كان والدها عالماً من علمــاء الأزهر، وقد تربت على يديه تربية إسلامية صحيحة، فنهلت من جلسات الفقه والأدب التي كان يقيمها والدها كما حفظت القرآن الكريم في مدارس القرآن المسماة بالكتاتيب والتي كانت منتشرة في القرى آن ذاك.

 

تعليمها 

لم يكن تعليم الفتاة متاحاُ في ذلك الوقت، وقليلات هن الفتيات اللواتي استطعن اللحاق بركب التعليم وكانت عائشة واحدة من المحظوظات، على الرغم من أن والدها لم يتقبل الفكرة في البداية إلا أن عائشة استطاعت الالتحاق بمدرسة اللوزي الأميرية للبنات و ذلك بمساعدة جدها لأمها الشيخ إبراهيم الدمهوجي ، ومن هنا بدأت مرحله أخرى من مراحل حياة الكاتبة عائشة بنت الشاطئ حيث أخذت بتخطي مراحل التعليم مرحله تلو الأخرى تنهل من عباب هذا البحر الكبير.

 

حتى حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وذلك بترتيب الأولى على القطر المصري. و من ثم حصلت على الشهادة الثانوية عام 1931م. و لم تتوقف مسيرتها التعليمية عند هذا الحد بل التحقت بجامعة عين شمس وتخرجت من كلية الأدب قسم اللغة العربية، تلا ذلك حصولها علي شهادة الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 وفي خلال فترة دراستها الجامعية تزوجت عائشة من أحد فحول الفكر و الثقافة في مصر آن ذاك آلا وهو الأستاذ الجامعي أمين الخولي، وقد أنجبت منة ثلاثة أبناء ، ولم تشغلها مسؤولياتها الجديدة كزوجة و أم عن طلب العلم ، ففي عام 1950م حصلت على شهادة الدكتوراه في النصوص بتقدير ممتاز، وقد نوقشت الرسالة من قبل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

 

حياتها العملية

وعملت عائشة في عدة وظائف وتبوأت عدة مناصب مهمة، فعملت أستاذة للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وبعد ذلك أستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس من ( 1962-1972 ) بجمهورية مصر العربية،كما عملت أستاذة زائرة لجامعة أم درمان عام 1967 و لجامعة الخرطوم وجامعة الجزائر عام 1968 ولجامعة بيروت عام 1972 ولجامعة الإمارات عام 1981 وكلية التربية للبنات في الرياض( 1975-1983). ودرست ما يقارب العشرين عاماً بكلية الشريعة في جامعة القرويين بالمغرب في وظيفة أستاذة للتفسير والدراسات العليا. كما شغلت عائشة عضوية مجموعة من الهيأة الدولية المتخصصة ومجالس علمية كبيرة مثل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر ، و المجالس القومية المتخصصة ، و المجلس الأعلى للثقافة، كما كانت أيضاً أحد أعضاء هيئة الترشيح لجوائز الدولة التقديرية بمصر.

 

إنتاجها الأدبي

إلى جانب كل هذا كانت الدكتورة عائشة أديبة و ناقدة وهي صاحبة إنتاج أدبي غزير ومتنوع في الدراسات القرآنية مثل ( التفسير البياني للقرآن الكريم) و( الإعجاز البياني للقرآن) و تراجم سيدات آل البيت النبوي ومنها بنات النبي، نساء النبي، أم النبي، السيدة زينب، عقلية بتي هاشم، السيدة سكينة بنت الحسين. كما تطرقت لدراسة الغزو الفكري من خلال (الإسرائيليات في الغزو الفكري) وهي إحدى مؤلفاتها ، كما قامت بتحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها أيضاً دراسات شتى في المجالات اللغوية و الأدبية مثل : نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي ،وقد نشر لها العديد من البحوث المنشورة ومنها المرأة المسلمة، ورابعة العدوية، والقرآن وقضية الحرية الشخصية الإسلامية، و من الأدبيات و القصص لها ذخيرة كبيرة مثل: على الجسر، الريف المصري، سر الشاطئ، وسيرة ذاتية وقد سجلت فيه طرفًا من سيرتها الذاتية فتحدثت فيه عن طفولتها على شاطئ النيل ونشأتها و أيضا جاءت على ذكر زوجها الراحل ونعته في هذه السيرة الذاتية بكلمات رقيقة.

 

ولم يتوقف الإنتاج الأدبي للدكتورة عائشة عند هذا الحد بل كانت أيضاً تكتب للصحف والمجلات، فبدأت الكتابة، وهي في سن الثامنة عشر في مجلة النهضة النسائية وقد كانت تكتب تحت اسم (بنت الشاطئ)، وهو اسم مستعار مستمد من ذكرياتها و لهوها علي شاطئ النيل وقد فضلت كاتبتنا آن تستتر ورائه نظراً لشدة محافظة عائلتها آنذاك، وبعد ذلك بعامين فقط بدأت الكتابة في جريدة الأهرام المصرية، وهي تعتبر من أعرق الصحف اليومية العربية، فكانت بنت الشاطئ ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، وكانت لها مقالة طويلة أسبوعية حيث بقيت تكتب للأهرام حتى وفاتها فكانت آخر مقالة نشرت لها في تاريخ 26 نوفمبر 1998 وكانت بعنوان (علي بن أبي طالب كرم الله وجه).وقد تبنت الدكتورة عائشة عدة قضايا في حياتها خاضت بسببها العديد من المعارك الفكرية، فأخذة على عاتقها الدفاع عن الإسلام بقلمها فوقفت ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ذوداً عن التراث، كما دعمت تعليم المرأة بمنطق إسلامي.

 

التفسير البياني للقرأن الكريم

هو أحد مؤلفات عائشة بنت الشاطئ، ويتكون هذا الكتاب من جزأين ظهرت الطبعة الأولى منه سنة 1962م وكان من المؤهلات التي نالت بها أستاذ كرسي اللغة العربية وأدبها بجامعة عين شمس، وقد أهدت بنت الشاطئ هذا الكتاب إلى أستاذها وزوجها الإمام أمين الخولي.

 

تناولت بنت الشاطئ في هذا الكتاب تفسير السور القصار من القرآن الكريم وذلك من وجهة نظر خاصة، حيث فسرت ألفاظ القرآن الكريم من الناحية اللغوية فقد قدرت أن العربية في لغة القرآن فعملت على تلمس الدلالات اللغوية الأصلية التي تعطينا حس العربية لمادة القرآن الكريم في مختلف استعمالاتها الحسية والمجازية، ثم انتهت بتلخيص ملامح الدلالات القرآنية باستقراء كل ما في القرآن من صيغ الألفاظ وتدبير سياقها الخاص في الآيات والصور.

 

وقد تميز أسلوبها في هذا الكتاب بوضوح اللغة وسهولتها، وعملت على الاستشهاد بالكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد قامت بالربط بينها وبين السور القرآنية المذكورة في الكتاب ، كما أوردت آراء بعض علماء اللغة والدين من أمثال الشيخ محمد عبده والحسن البصري والزمخشري.

 

جوائزها

حصلت الدكتورة عائشة على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية للأدب في مصر والتي حازت عليها عام 1978م، كما حصلت أيضا على جائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، و الريف المصري عام 1956 م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994م. كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضاً أَطلق اسمها علي الكثير من المدارس و قاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.

 

وفاتها

وفي الأول من شهر ديسمبر عام 1998 رحلت عنا الدكتورة بنت الشاطئ بعد إصابتها بأزمة قلبية أدت إلى حدوث جلطة في القلب و المخ وهبوط حاد بالدورة الدموية، وقد خلفت خلفها ثروة هائلة من الكتب و المؤلفات ألا دبيه التي و إن عبرت عن شئ فستعبر عن جهاد هذه المرأة المسلمة والتي بذلت في سبيل علمها وقلمها الذي كان كالسيف البتار.لذلك ستبقى كتاباتها وذاكرتها قدوة لمن بعدها وعلماً يشير إلى المكانة السامية التي وصلت إليها المرأة المسلمة. وستبقى ذكراها خالدة في أذهان طلابها المنتشرين في كل بقعة من بقاع عالمنا العربي و الذين صاروا أعلاماً في الفكر و الأدب. كما سيهيم طيفها حول كل طالب علم تصفح كتبها أو تبنى أفكارها.

 

الخاتمة

لقد انتهيت في هذا البحث إلى المساحة الكبيرة التي تشغلها المرأة في كافة المجالات، فقد وقفت على أحد أهم الشخصيات النسائية البارزة ألا وهي عائشة بنت الشاطئ، والتي تعتبر علماً من أعلام الأدب العربي ومثال يحتدا به في حبها للعلم، وقدرتها على إثبات وجودها في مجتمع أغلب أفراده لا يعترفون بالمرأة كعنصر منتج.

 

ومن الصعوبات التي واجهتني في هذا البحث، عدم توفر المصادر الكافية وبالرغم من ذلك حاولت جاهدة أن أنتقي من هذه المصادر ما يثري بحثي، يوصل الأفكار في أبسط صورة.

 

وقد أكملت في هذا البحث ما توصل إليه غيري وأتمني لمن سوف يتناول هذا الموضوع من بعدي أن يكمل النقاط التي سهوت عنها، وأقدم شكري وتقديري إلي كل من ساهم في إتمام هذا البحث وإخراجه إلى النور، والحمد لله الذي هدانا إلى هذا الطريق.

 

قائمة المصادر والمراجع

عائشة عبد الرحمن / التفسير البياني للقرآن الكريم / الجزء الأول / دار المعارف / (ص 9-18).

رحيل الكاتبة بنت الشاطئ / جريدة البيان / 1998.

الموسوعة العربية العالمية / مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر و التوزيع / 1416هـ 1996م / ص 8.

 

نماذج من أعمال الكاتبة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضيفت في 25/05/2005/ خاص القصة السورية

 

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية