أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 04/09/2022

الكاتب: حسن غريب أحمد-مصر

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

مواليد / شمال سيناء – العريش 13/6/1965 م

دبلوم معهد المعلمين و المعلمات بالعريش 1986 م

ليسانس آداب و تربية – جامعة قناة السويس – كلية التربية بالإسماعيلية – شعبة تعليم ابتدائي للتأهيل التربوي سنة 1994  قسم اللغة العربية والتربية الإسلامية

مدرس أول لغة عربية

عضو اتحاد كتاب مصر (عامل) برقم 2034

عضو نادي القصة بالقاهرة

عضو دار الأدباء بالقاهرة

عضو أتيلييه الفنانين والكتاب بالقاهرة

عضو الجمعية العربية للفنون والثقافة والإعلام

 رئيس مجلس إدارة نادي الأدب بشمال سيناء

أمين عام جماعة الأدب العربي بالإسكندرية فرع شمال سيناء

عضو جمعية سيناء الثقافية بالعريش

عضو الجمعية  المصرية للمواهب بالقاهرة

عضو متحف التراث السيناوي بالعريش

عضو باتحاد الكتاب العرب للانترنت

 

الجوائز:

حاصل على درع التفوق الأدبي 1998  من وزير الثقافة في مؤتمر إقليم القناة وسيناء الثقافي بالسويس

حاصل على جائزة إذاعة لندن الــ بى بى سي  المركز الأول

على مستوى الوطن العربي فى برنامج(أوراق) سنة 2001 م في القصة عن قصة (مكاننا)

حاصل على إحدى عشر شهادة تقدير وامتياز في مجال الخدمة الأدبية والثقافية

من مؤتمرات إقليمية  وعامة من الهيئة العامة لقصور الثقافة

المركز الأول في مسابقة النقد والقصة لمجلة النصر للقوات المسلحة ( أكتوبر الذاكرة المتجددة) عام 2002 م

المركز الثاني في مسابقة مجلة (الصدى) الإماراتية عن مجموعة دراسات نقدية حول (إشكالية النص الروائي) عام 2003 م

المركز الأول فى الشعر الفصحى بصحيفة (العروبة) عام 2004 م

المركز الأول فى القصة بمسابقة الجمعية المصرية للمواهب عام 2003 م

 

صدر للكاتب:

الحب الأول وقصص أخرى – مشترك – دار الشوربجي للطباعة بسيناء

الانحدار إلى أعلى – مجموعة قصصية – دار الجمعية المصرية للمواهب للنشر والطباعة بالقاهرة

ديوان لاوقت للآه – دار الجمعية المصرية للمواهب  للنشر والطباعة بالقاهرة

رواية – تجاعيد على حجر من ذهب – دار نشر ثقافة شمال سيناء

هذه الجثة لى – قصص قصيرة – دار نشر إقليم القناة وسيناء الثقافي بالإسماعيلية

اتجاه إجباري – قصص قصيرة دار نشر وطباعة إقليم القناة وسيناء الثقافي

رغبات تحت المطر – رواية – ثقافة شمال سيناء

ما تبقي من البوح – ديوان شعري – دار سما للنشر بالقاهرة

امرأة تعزف على الأسلاك الشائكة – مجموعة قصصية – الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة إبداعات

التقنيات الفنية خلف ظاهر النص – دراسة أدبية – دار الوفاء للنشر

السردية والحكائية – دارسة أدبية  - دار سينا للنشر والطبع بالعريش

نشر للأديب العديد من القصص والشعر والنقد في الصحف والمجلات الأدبية المتخصصة

 

تحت الطبع:

1-هكذا كلمني البحر " ديوان شعر قصصي "

2-حنظل الشمــال " روايـــــــة "

3-قصص – عينان في الأفق الشرقي – اتحاد كتاب مصر

4-دراسة أدبية – واقعية اللغة في الحوار – الهيئة العامة لقصور الثقافة – سلسلة كتابات نقدية

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

المد القادم

تمرد

قهوة بنكهة امرأة

وجه آخر للبؤس 

الشقاء فوق العادي

الحب الآخر

خطوات من هناك

رماد الماء

 

 

وجه آخر للبؤس!!

 

 

إحساس ما يجعلك تعتقد أنه لسبب ما غامض بعض الشئ سيكون هذا اليوم أشد بؤساَ ، وأنت تبدأ يومك يتملكك هذا الشعور والذى رغم كل شئ كان له سطوة كبيرة عليك 0 أنت تتناول أوراقك وحقيبتك لتغادر ليس مهما لماذا تغادر 00 لكن عليك ذلك 0 وهكذا تتأمل وجهك فى المرآة عند الباب قبل خروجك 00 العيون نفسها التى تنظر بشكل غريب تمتلئ بألوف من الأشياء وتتوقف عند شئ واحد لماذا تنظر هكذا ؟ حيث ليس مهماً أن تنظر تتودع بشكل مدهش فى الوجه وحتى الألف غدا مألوفاً جداً لكن دون جدوى تتفحصه كلما نظرت هنا فى المرآة مازلت أن تتحسس جلدك تلمس رأسك 00 يراودك شعور بالاشمئزاز وأنت تفكر أن الجميع يروك 00 تفتح الباب وتخرج 00 شئ ما يجعلك تفكر إلى أين أنت ذاهب ؟!! هل تعى أنت ذلك ؟ هل أنت متأكد أنها الطريقة الصحيحة وكيف تخطئ 00 ليس مهماً إدراك كل شئ 00 إنها مسائل كيفية لقد تناولت فطورك 0 ليس مهماً تناوله لكن لم يكن هناك ثمة شئ يجعلك تفكر بكيفية الذهاب بدونه إلى العمل 0 أنت ذاهب إلى العمل إذن 00تلاحظ الجرائد على الرصيف المقابل 00 تقطع الشارع بكل ثقة ليس ثمة ما تحزن عليه لم يحدث شئ 00 تبدو متأكد من مرورك بسلام تفتح المحفظة هناك بعض المال 00 تأخذ ثمن الجريدة فقط أنت تتأكد إن كان هذا المال لك 0 ثمن الجريدة لم يترك الانتباه للنقص فى المال تقف فى الموقف 00 لقد أصبح غريباً ومألوفاً 00 تتحسس ساق المظلة تنظر إلى السيارات التى تمر إنها مليئة بالناس ممن  تعرفهم أنك تفكر بمسائل غريبة لو تستطيع أن ترافقهم إلى بيوتهم أو لو أنك تعرفهم جميعاً تبدو الفكرة مضحكة 00 لكنها منطقية جداً لديك وجديدة 0 وتشعر باتساع متاهة علاقاتك لكن 00 لكنه تفكيرك دوماً كان يتوقف عند من تعرفهم 00 تفتح الحقيبة هل الأمر مهم ترى الجريدة تتذكر لم عليك انتقاء الجريدة ؟ وماذا ستقرأ فيها ؟ هل الأمر يستحق أنك ترى أن العالم مثير لو عرفنا الأخبار أولاً 00 ماذا هناك أيضاً ؟ تقلب الأوراق وأنت تتحاشى سماع الكلمات من هذه وذاك أنت تتصنع كعادتك الهروب من النظرات هذه بطاقة اشتراك بالمكتبة العامة بالعريش تتذكر إن كنت زرتها 00 تفكر أنها ستفقد صلاحيتها هل استخدمتها بشكل جيد ؟ تبدو عليها صورة من المنطقى جداً إنها لك أنها تشبهك أنها صادرة فى عام 98 وهو هذا اليوم آهٍ تتذكر أى يوم هذا لقد تأخرت لم يأت ذاك الأتوبيس الذى تنتظر آه لقد تذكرته أخيرا 00 هل أنت بخير ؟ شئ ما يجعلك تشعر بفراغ قاتل 00 يجعلك تنكر علاقتك بالأشياء تراودك الأسئلة 00 هل عليك أن تخرج للعمل ؟ أنت مستعد الآن وللحظة أن تهرب مما يرادوك لكنك تشعر برغبة بالبقاء هكذا مستكن إلى أن تتحرك 00 ها الأتوبيس يوقظ دهشتك واستسلامك ها أنت تصعد 00 تضع حقيبتك فى المقعد المجاور أنه فارغ تنظر إلى رجليك أنهما متصلتان بجسمك لكن شعورك بهما يتضاءل 00 أنت تفكر ما الذى يجعلك متأكداً أنهما رجلاك تملكان الأهمية وأنت فقدت للحظة الإحساس بهما 00 شعور رهيب تأكد به شعور سائد تتساءل لماذا لا تنزل فى أى مكان ؟

هل من الضرورى أن تنزل هنا 00 و لكنك تنزل 00 هل نزلت فى الموقف الصحيح 0 ؟؟

 

 

قهوة بنكهة امرأة !!!

 

 

أعبث بأصابعى 00 أشبكها معاً 00 أحركها معاً 00 أحركها برتابة وأسير وحدى 00 أردت لحظات أسرقها من هذا الضجيج كى أكون وحيداً 00 أعانق خيالات محزنة و ذكريات تتشبث بى فلا تبرح ذاكرتى أبداً 0 كنت أنساب بخطوات تتماشى وإيقاع البحر الممدد جانبى 00 أضئ دمعاتى فيه أعمد روحى به 00 لكن البحر بعيداً يعتنق كآبة و حزناً غريبين 00 رحت أتلمس فى وجوه الذين حولى سبب حزن البحر 00 أتوقف براحلتى فوق تقاسيم وجوهم 00 هؤلاء يرقصون تحت شجرة نخيل مفضلة أوراقها بدمع البحر  ،  وأطفال يكركرون فرحاً كلما زلزل الموج قصوراً قد بنوها فوق الرمل الناعم 00 وتلك 00 ما تلك – فتاة – امرأة وماذا ترتدى ؟ 00 أحقاً ترتدى شيئاً ؟ تسير بغنج وتؤدة تلاحقها الأعين – نظرات تأكلها 00 إعجاب – رغبة و 00 وهى تخترق أزواج العيون 00 تمشى بمهل تلاحقها الكلمات الرخيصة فتبتسم بوقاحة لا بل ببلاهة  0 وهناك ثمة شئ فى جانب الشاطئ 00 شئ كبير – كبير جداً 00 تفرست بملامحه الغامضة ما هو 00 نورس أبيض كبير – أم ملك من ملوك البحر 00 مرت اللعوب من أمامه متعمدة 00  تحاول إجتذاب نظراته 00 لكنه ظل جالساً ما تحرك و عيناه غارقتان بكتاب يقرأه 00 كتاب 00 تهاوى إلى مسامعى صوت ناعم يهمس فى أذنى بدفء يطغى وشوشات يناير البادرة 00 و شردت مع ذلك الصوت الدافئ 00 آه إنها فيروز 00 إنه صوت فيروز ينبعث من مكان قريب يختلط بصوت أغنية راقصة لكنه ظل واضحا قوياً دافئاً 00 فأذوب مع كلماتها 00 أتوحد مع كلماتها 00 أصبح لحناً 00 مقطعاً من أغنية 00 تحركت عيناى بحركة  لا إرادية إلى تلك الزاوية المهيبة إلى حيث يؤدى النورس الأبيض صلاته 00 إلى حيث يجلس ذلك الشاب الصامت 00 و بحثت بنظراتى عن تلك اللعوب 00 لابد أنها تلهو بعيداً بعدما يئست من هذا الصامت ولو بنظرة 00 كانت وسط البحر تركض 00 تسبح 00 تضحك 00 كانت أصداء ضحكها الأجوف ترتد على أمواج البحر 00 تستبيح لنفسها عذرية مياه البحر 00 والمياه  تهدر تموج تعلن ثوراتها 00 رفضها 00 لكنها مازالت هناك فى قلب خنجراً ينغرس بأعماقه و الأيادى المتعطشة للرغبة تتقاذف جسدها من تحت الماء 00 تملكنى شعوراً بالأشمئزاز 00 وعدت بنظراتى إليه كان  كأن مازال يقرأ 00 لو أعرف ماذا يقرأ ؟ !!

أتعمد أن أسير من أمامه 00 أقترف جلبة كى ينظر إلىَ  00 لكنه لم يرفع رأسه ولم يتطلع أبداً  00 جلست فى مكان قريب منه لم يكن بينى و بينه إلا مسافة قصيرة 00 بل مسافة طويلة 00 طويلة جداً  00 مساحات شاسعة من مشاعر كثيرة 00 أشياء كثيرة وحزن كثير 00 كان يقرأ لو أعرف ما الذى يقرأه ؟ !! 00 لو أطفئ فضولى قليلاً 00 اقتربت بنظراتى من الكتاب 00 لا شئ واضح 00 يساورنى شك بأنه لم يكن يقرأ بالكتاب بل صفحات هى من كانت تقرأه !! تقرأ عينيه 00 أحاول أن أشغل نفسى 00 أدندن مع أغنيه فيروز التى تخترقنى 00 تسافر إلى دواخلى 00 " قديش كان فى ناس على المفرق تنطر  ناس و تشتى الدنيا و يشبه شمسية وأنا بأيام الصحو ما حدا نطرنى " كنت منهمكاً جداً 00 مشغولاً جداً 00 لكننى أحسست بشئ  يخترقنى 00 بشئ يحرقنى 00 رفعت رأسى فكانت هناك عيونها تحدق بىّ 00 عيون تطفح بموسيقى دافقة تتناغم و صلوات فيروز 00 كانت هى الصامتة 00 هل تراقبنى منذ مدة ؟ 00 وهل كان صوتى عالياً وأنا أغنى ؟ كانت ماتزال تنظر إلىّ  تحدق بىّ 00 عيناها قويتان 00 تنشران موسيقى هادئة وملامحها السمراء تتشرب حزناً عميقاً 00 نظرت إليها و ابتسمت كانت ابتسامتى واسعة صادقة 00 ومشجعة 00 لكنها ظلت محدقة بىّ  تصلبت نظراتها 00 وتجمدت تعابير وجهها 00 فلم أستطع فك لغز نظراتها وانكمشت على نفسى 0 فخفضت بصرى أحدق فى الحفرة التى أحدثتها فى الرمل الناعم 0 لم أدر كم مر من الوقت ؟ !!  كم مضى ؟ !! وأنا أحدق فى اللاشئ كل ما أذكره حينها 00 أننى حين رفعت  رأسى  لم تكن عيون هناك تحدق بىّ  ولا عيون تغرق فى كتاب ولا فيروز 00 حتى لتغنى 0

 

 

تمرد

 

أحست بالخدر يأكل ركبتيها ، فأرخت ساقيها على سريرها الضيق التى كانت قد استقلت عليه منهكة " منذ الظهيرة 00 كانت قد قضت ساعات الصباح فى تنظيف المنزل ككل صباح تكنس هنا ، و ترتب هناك 00 هكذا بحركات تقوم بها دون تفكير و كأنها أدمنت صباحاً " تعبأ " حتى الإنهاك 00 بعد ذلك – و كطقس مقدس إعتادت عليه – انتقلت إلى المطبخ لتعد الطعام قبل أن يعود والدها عند الغذاء 00 بحركة كسولة اختصرت كآبة الحياة التى تعيشها 00 سحبت جسدها الفتاة لترفع برقبتها على المخدة المرمية كيفما اتفق على طرف السرير 00 و بكبرياء خبيث مالت برأسها و خفضت عينيها لترى و بفخر مسحوب بشخير من الرغبة الضيفين اللذين حلا مؤخراً على صدرها كقدر محتوم 0 أحست بخدر فى أعلى رقبتها 0 فأعادت نفسها بحركة كسولة إلى وضعيتها السابقة لتستقر عينيها مجدداً على سقف الغرفة نصف المظلمة 0 كانت منهكة ووحيدة  و عاجزة عن استجماع تفكيرها حول شيئاً بعينه 00 كل ما كانت تستطيع أن تفعله هو أن تجول بناظريها أرجاء الغرفة و أن تتمحص الأشكال التى رسمها الفقر على السقف       و الجدران 0 علها تجد شكلاً " مألوف "  لديها و أن تنطلق  بخيالها فترى جدران الغرفة و قد تقاربت لتطبق عليها من كل الجهات 0 قريباً يحل المساء 00 والدها تناول طعامه و اضطجع فى غرفته كوحش هده الجرى وراء فريسته 0 ووالدتها ذهبت لتزور شقيقتها التى سيقت إلى عجوز لم تره من قبل منذ أيام قليلة 0 تحركت الفتاة عن سريرها بحركة سريعة و قد مضت عيناها و أضاء وجهها كانت ترتدى فستانها الوحيد و كأنها تسابق الريح 0  خرجت من غرفتها حافية القدمين على رؤوس أصابعها 00 ومن خلال وريقات الياسمين التى غطت النافذة بأكملها أستطاعت أن تراه مستغرقاً فى سبات عميق 00 فتحركت بجسدها الفتى الذى أحسته ليس لها ، و ببطء  شديد إلى باب المنزل و فتحته و خرجت 0 كانت و قد مشت فى الشارع برعب يقطع أوصالها لا تمتلك أدنى فكرة عن وجهتها 00 كل ما كانت تيقنه هو أن الغرفة ستبقى فى داخلها إلى الأبد تلاحق كل خطوة من خطواتها 00

 

 

المد القادم

 

 

ترتج الصور فى الذاكرة العجولة بالنسيان 00 ترتطم بهالات الفراغ 00 فتصره و تنهى بقشور الصدأ  على بابى الموصد 00 و حافة سريرى المجهد ، و الساعة التى تحمل الأيام  الهرمة 00 تسند قبرى بعقاربها منتبهاً كل ليلة 00 و أنا تحتها  أقع  فوق سريرى 00 أتعرق حمى و أترقرق دمعاً و ذكرى 0

و الصدى  يجتاح مدينتى الآثمة 00 هذه المدينة التى نفتنى إليها 00 أصابعها السوداء 00 أنفاسها العجوز 00 تواريخها الممسوحة على الأرصفة المطروقة بخطى التائهين التائقين للموت ، و نخيلك الشامخ الذى يعرى الوشاة من ضحكات و تلويحات 00 أخرجوها من جيوبهم بعيداً عنها 00 تمتد أصابعها 00 تلوى أعناقاً خملت وجوهاً مأمولة بغد أفضل 00 و تحتوينى بقايا المطلة على البحر 00 البحر الذى تجمع بداخلى صاخباً بصمت 00 قد ينتظر المد القادم لكى يثور 00 و لكن على الورق 0

 

 

الشقاء فوق العادي

 

جاءتنى متسللة عبر زجاج النافذة المكسورة .. باردة جداً ومنتفضة ، ترسل إلىَّ بأطرافها فاشيح بوجهى عنها .. تتدلل تحيط بى ، صفعنى صوتها . . ــــ ممن تهرب ؟

 ولا أستطيع  ..  ـــ لن تفر .. لن تفر ..  تردد الصوت فى جنبات المكان بينما جذبت جسدى إلى زاوية من الحجرة .. أقبلها وهى تزهو بملامحها البشعة ، وإحتلالها لكل مساحة من الفراغ ، أغرقت الرأس فى هوة مظلمة بين ذراعى .. أطل منها الحلم  شاحباً: ـــ تحبنى ؟ .....ـــ هل ستبقى كثيراً هكذا ؟ .. قلها ( تضاحكنا  .. وساد صمت لفترة ) .

محوطاً بالجدران المرهقة .. كادت تهزمنى .. قاومتها أفلتت ، نهضت محاولاً الخروج .. منعتنى تجمعت من النافذة ، والشقوق .. مما بين الحائط والباب .. عظامى نفذت إلى أعماقى .. سرت فى شريان الدم .. إندفعت معه إلى حيث الحلم ينسحب .. يجر خلفه مرارة الواقع .

ـــ سنتقابل غداً  .. أليس كذلك ؟ قالتها فى قلق .. وبمثله نطقت :

ـــ آه ـــ ما بكَ ؟ ـــ لا شىء ـــ تكذب ـــ لا تشغلى بالك ـــ صارحنى ـــ فقط .............( سئمت ) .

ارتسمت على وجهها خطوط الدهشة اتسعت عيناها : منى ؟ مضغت إبتسامة يأس .. هززت رأسى يميناً ويساراً  .فى تودد رجتنى :

ـــ ابق قليلاً . أردت أن أفعل .. طاردنى شبح الهزيمة ..  انتزعنى منها .. ابتعدت ، نادت : سأنتظرك .. غصت فى بحر الرؤوس والأحجار ، والحديد ، انحدرت على ذات الطريق العفن .. هبط الدرج الهارب من الضوء .. دفعت الباب .. داعبتنى أشعة خافتة .. متكوماً فى ركن الحجرة الرطب .. حين توغل الليل هاجمتنى مرة أخرى .. باردة جداً .. حاولت تثبيت أوراق ( الكارتون ) التى سقطت .. فى فراغ الزجاج المهشم ـــ لم يمنعها ذلك : ( صبية الحى الملاعين لا يتركون شيئاً فى مكانه ).. ( سأريهم ) .. مرتجفاً سحبت كل الأغطية .. سددت بها كل الثقوب والفتحات : ( لن أدعها تفعل ما تريد هذه المرة ) بقى جزء من النافذة دون غطاء .. خلعت الجلباب .. قذفته به .. نامت ناوشتها .. نفثت زفيراً ساخناً فى قبضة يدى المضمومتين على فمى .. اغتاظت .. ضحكت .. احتدت ثورتها أنفجرت ضاحكاً ، ومع الدفء الذى بدأ يملؤنى أحسستها ترحل .. من ثقب الباب . فوق السرير .. هادئاً قبلت الصورة التى تركتها حبيبتى حين تقابلنا منذ سنوات مضت .. ودعتها فى نشوة المنتصر أطحت بها بعيداً .. وكدت أن ابكى  *

 

 

الحب الآخر !!!

 

أعجبت لخطاك الممزقة و كاهلك المثقل و أفكارك المهترئة و شفتيك المضمومتين اللتين لا تنفرجان عن آهة أو كلمة تردين بها و تحطم عظام صدرك فى إنحداث كل شئ 00 تخدشيننى بنظرة هادئة وديعة فأحس  بقشعريرة تسرى إلى رقبتى و بقبضة باردة تضغط على بقوة 00 لن يزعجنى ذلك بل أشفقت عليك لأنك اجتزت سؤالاً يدور فى رأسك المتخم بعلامات الاستفهام يرسلك إلى محطتين 00 كنت تستشعرين الدفء منها و تبحثين عن وليد يعطر هواجسك المكتظة بعقلك الثرثار و ارتميت على هذا العصب كى يزيل حيرتك 00 تشاغلتُ  باللعب عنك بالمظلة المغلقة 00 و كان صمتك يخيم على بدون أوتاد ، حتى لقد أخذنى هذا الصمت الرهيب فى هدأة الليل و سكون الأشجار العارية و حفيف الأوراق اليابسة لتكنسها على مهل ريح عجوز 00 حينما رفعتُ عينى و ارتطمت بعنيك ، توجل لهذه الابتسامة التى تتسع و تتسع لتنفجر ضحكة هستيرية مدوية تكسر فيها صوت الليل و تبث الرعب فى أنحاء جسدى  فارتجفت و ما أن تطرق عيناك بحزن يطلق فيها لنظراتك حتى تثبت الرجفة و تصرخ النبضة فى صدرى 00 حين تحفر الدموع  خديك بسخونة و تختلط مع أمطار  تشرين البادرة 00 تحاول الابتسامة لتوهمنى بأن الخطوط الطويلة التى انزلقت على وجنتيك ما هى إلا أمطار لا تدرك 00 ما اضعف حيلتك 00 فحين دنوتُ  منكِ  00 التهبت أصابعى 00 إذ لامست انهمار الدمع كركام من هاتين العينين و يتضارب مع حبات المطر برودة تعكس صورة أحياء لى 00 بما ثبت عليك أوهمتك بما أوهمتنى به 00 و مضيتُ اتتبع حركاتك و سكناتك 00 فطفرت من عينى تساؤلات مبعثرة لم تجيبى على أى منها 00 بل أشحت بوجهك عنى ، كى لا تتخبط الأسئلة و تضيع الأجوبة فى  سواد شعرك المبتل و انحناء ظهرك باتجاهى 0 0 لم أفهم 00 لم أفهم  ماذا يدور بخلدك ؟ أو حتى وجومك الذى لم تتمكنى من إبقائه سراً فى صدرك 00 لم اشعر بيدى حين لوحت لكِ من بعيد ، وجدتك تصغرى و تصغرى حتى اصبحتِ نقطة سوداء فبيضاء فلا شئ 0

أجدنى وحيداً على الكرسى المبلل أضم مظلتكِ  التى تركتيها و مضيتِ لاهثة وراء حزنِ دفين لا اعلمها كلها 00 تمنيت ُ  دائماً أن تديرى قرص الهاتف 0 تضربين معى موعداً فى وقت ِ كهذا 00 مطر مسائى 00 و صديق يجاذبنى أطراف حديث رطب 0

و حين فعلت لم أصدق 00 جاءنى صوتك عبر أسلاك الهاتف و لم تقلّ سوى كلمتين " أنا أنتظرك " قفزتُ من سريرى حتى ارتفعت عن سطح الأرض وكدت الأمس سقف غرفتى و شعرتُ بالغثيان إثر نوبة قئ انتابتنى لتسلسل الأحلام فى رأسى التى اقتادتنى إلى عالم غريب من نسج الخيال المتمادى ، و الذى دائماً ما يجرجرنى إلى متاهات ممتدة 0

 

 

خطوات من هناك

 

وقع خطواتك كان واضحاً جداً ليلة البارحة ..  حتى إن النوم قد هجر جفنى ، لم تكن وحدك فجلبة الخطوات الأخرى مع الصرير المصاحب لها أكد لى ذلك .. جمدت على سريرى و أنا أسمعكم تجتازون حديقة المنزل ، صوت فتح الباب زادنى رعباً  " إنك تقترب فالممر المؤدى إلى حجرتى ليس طويلاً " .. أغمضت عينى لا أدرى كيف طفرت الدموع من بين جفنى اللذين كادا  أن يلتحمان ببعضهما .. لا أدرى كيف بكيت ؟  لم أكن أعى أننى أبكى ..  كل ما وعيته إنك أتيت .. كيف سأستقبلك أو كيف ستستضيفنى ؟ بل ما الزاد الذى أستطيع حمله قبل أن أصير ذراعيك ؟ يا إلهى لم يعد هناك متسع من الوقت ..  بدت لى دقائق حياتى صورة هزيلة لامعنى لها .. أصابعى المتشابكة فوق صدرى تحجرت .. قلبى لا أدرى إلى أى قعر قذف بنفسه .. لسانى كان يتلفظ عبارات الضراعة .. ترامت هنا وهناك .. لم أستطع حينها أن أحدد إن كانت تصدر عنى أم لا !! أحسست أن كل جارحة فىَّ تحولت إلى توسلات صارخة .. الأرض مادت من تحتى بشدة ..  وها قد وصلت حجرتى فماتت الجلبة على عتبتها .. ها أنت تدنو يلفك الوجوم .. آه أنفاسك بدأت تلفحنى .. لا أجروء على فتح عينى لأراك لكننى أشعر بك تماماً تحوم حول سريرى تقف على يمينى ستمد ذراعيك الآن نحو وجهى .. آه يا إلهى أصابعى المشنجة كادت تتكسر وهى تتقلص بشدة فوق ضلوعى .. لم يمد ذراعيه بعد .. ترى هل ذهب لا .. لا .. إننى أسمع حثيث خطواته على السجادة ..  عاد ليقف عند رأسى أشعر بهذا تماماً يا إلهى ستلسعنى لمسات أنامله الآن .. لا محالة ما هذا إنه لا يأتى بأى حركة ، لكنه لا يزال عند رأسى ..  أيعقل أنه يتأملنى ؟ ..  آه ما أصعب هذه اللحظات ..  نعم ربما تمنيتك أحياناً  و أعترف أنى أنست فى نفسى ترحيباً بك فى الأيام الأخيرة الماضية .. لكننى لم أتوقعك الآن أو على الأقل ليس بهذه الطريقة .. ما اتعسنى و أنا اشعر بك قائماً عند رأسى ..  أنتظر وأتخيل برعب كيف ستبدأ  ؟  لكننى لا أستطيع التخمين ..  كيف ستنتهى ؟ .. لازلت ساكناً ما الذى تفكر به وأنت تنظر إلىَّ يا ترى ؟  يا إلهى .. ها أنت تنحنى فوق رأسى .. أنفاسك الباردة تحرقنى .. جداول العرق على جسدى تبعثرت فرقاً منك .. أسنانى غارت فى فكى لشدة ما اصطكت فزعاً ..  قسوة نظراتك إخترقت جسدى ..  سحقت عظامى ..  لا زلت منحنياً فوق رأسى تستمتع بتعذيبى .. لا .. يا إلهى لم أعد أحتمل  ..  خلصت اصابعى المتشابكة من بعضها بصعوبة .. رفعتها فوق رأسى لأدفعه عنى ..  فتحت عينى .. ألجمتنى المفاجأة .. حاولت النطق .. لم أستطع .. أدركت أننى بت طوال الليل أصارع طيفاً ظننته الموت  *

 

 

رماد الماء!!

 

نظر إلىّّّّ صديقى عندما حدثته عنكِ بشفقة شديدة وقال: هذا جنون 00 إنسها الأول 00 بحثت كثيراً 00 بحثت من كل قلبى 00 ليس لأن النسيان إحساس 00 بل لأنى أقتحم أسوار الجنون بإرادتى 00 أحياناً أتساءل سؤلاً سخيفاً لماذا تقف الحافلات ؟ 00 كم أتمنى ألا تصل هذه الحافلة 00 ألا تقف 00 لأنها ببساطة تأخذنى من نافذتى الملونة الجميلة 00 تأخذنى من ذكرياتى إذا وقفت الحافلة علىّ أن أحمل حقيبتى المعلقة على طرف المقعد 00 وأتصنع ترتيب هندامى المبعثر من الاسترخاء لساعة كاملة 00 وأنزل من الحافلة لأدخل مستنقعاً موبوءاً بالأمراض 00تفوح منه رائحة كريهة 00 ودخلت وبدأت أسير على يدى 00 دخلت 00 الفصل وقف الطلاب والطالبات على أيديهم وأرجلهم معلقة فى الهواء 00 جاءت المديرة العجوز تمشى على يديها وتضع نظارتها مقلوبة 00 إننى أنتظر كل يوم انتهاء الدوام بفارغ الصبر 00 فقد تجرحتْ يداى ـ ثلاثة أعوام وأنا أسير عليها 00 وتعود الحافلة وتعود النافذة وتنساب صور غير صور وحكايا متعبة أرهقها رائحة الأسفلت الملتهبة وحرارة شمس يوليو 00 وتبتسم صورتها 00 تبتسم ببراءة مصطنعة 00 تخفض عينيها حياء كاذباً 00 عندما تتحدث إليك وأنا أحترق مع زاويتى السوداء 00 تنسج لك ملايين الأكاذيب وأنت تصدقها بطيبة وارتفاع 00 بل دعنى أقول بسذاجة وهباء وكنت أتألم 00 أتألم من أجلك 00 ومن أجلى 00 ابتلع مرارة فى حلقى 00 بصورة قاتمة 0ولأول مرة ولآخر مرة أتمنى أن تقف الحافلة 00 ووقفت الحافلة أخيراً وانتهت رحلة ثلاثة أعوام طويلة 00 تجمدت النافذة الصغيرة 00 لم تعد ترسل الصور والحكايا والذكريات 0

ابتسمت ابتسامة صغيرة 00 شعرت أن كل شئ قد انتهى الألم 00 التعب 00 حتى الذكريات غداَ سأسير حافى القدمين عند شاطئ النخيل أشم رائحة الياسمين وأجلس على العشب الأخضر وأنتظر حلماً رقيقاً كندى الفجر وأنتظر أعواماً جديدة ستأتى وتبلسم الجراح وتغرس على شفتىّ ابتسامة حلوة

 

أضيفت في 29/10/2006/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية