أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 04/09/2022

الكاتب: محمد عباس على-مصر

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

المهنة مهندس كهرباء

-كاتب قصة قصيرة ورواية

-نشرت بالصحف المصرية (الاهرام -- الجمهوريه -- القاهرة.. الخ)

-والمجلات العربيه (الكويت -- العربى -- الحرس الوطنى -- الفيصل -.. الخ)

 

كتب مطبوعة منها

-الوهم والضحكات

-حين تميل الجران

-حلم الذى هوى

 

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

كلاب المدينة

بعث

الهاتف

 الميزان

 

 

 

الميزان

 تمهيد

معجونة كلماتها بالدموع..تنظر الى الاعين حولها..الاعين تبادلها النظرات ..بينما على الارض بجوارها يقبع البيض المكسور التى كانت تنوى بيعه فى السوق مختلطا بالجبن والطين..الكل ينتظر رحيلها ليهرول نحو البرعى  طلبا لرضاه..البرعى يقف امام حانوته حاملا نظراته الثعلبية مقسما انه لا دخل له فى هذا بل هى رغبة الباعة فى السوق !

 

1- الطرد

 

يحيطون بها كالقيد ..ملامحهم عابسة الى حد العاصفة ..اعينهم ضيقة تتأجج فيها النيران ،والسنتهم حادة تقطربالحروف السوداء..تدير عين الرعب فيهم..تهطل فى اعماقها امطار الرعب ..ترتعد..تهمس للمرأة السمينة بجوارها ،مستجيرة بها : - خالتى ام محمد !

 

 

الهاتف

 

 

 

يتجه بعينيه الى الهاتف..فى نظرته اليه سخط ..يراه بعين لم يره بها من قبل ..صمته يثيره ..يزيد ناره اشتعالا ..يقترب منه ..ترتمى نظرته مرهقة على كيانه الرمادى ..لم ير منافقا مثله ..قبل خروجه الى المعاش كان لايكف عن الرنين ..حدق فى لوحة ارقامه البازغة من احشائه..شده الصفر بفراغ قلبه..استدارته حول نفسه ..فراغ اعماقه ..ادار وجهه عنه بقوة ..قديما كان الاصفار حوله ..يضعهم حيث يشاء..عن يمينه ليكبر بهم ..او عن يساره مادام لايحتاجهم ..عادت عيناه رغما عن ارادته الى الحلقة الدائرية للصفر من جديد مضيقا عينيه ..ارتعد والفراغ يجذبه ..شعر برأسه تدور ..عينيه تتوهان ..الصفر يصبح له عمق يحتويه..يسحبه الى فراغه..يدور ..يدور ..الحلقة تضغطه ..حاول فتح فمه او تسلق جدران الحلقة المفرغة ..لم يستطع ..ارتفع رنين الهاتف..انزلق من متاهته قافزا بعينيه الى السماعة..مؤكد الطالب (سميحه).

عادت صورتها تلوح له وهى تحدق فيه بعينين كفوهتا مسدسين ،وترميه بكلمات كطلقات رصاص لاتخيب: -  لن ابقى معك بعد الآن

تنفرط سلسلة الصور متعاقبة امام عينيه ..يرى نفسه يستمع ..يحدق بعينيه ..يلهث

..يصرخ ....يضرب الجدران..يحطم الاثاث ..وهى لاتبالى به ..عيناها بحيرتان

تغطيهما الثلوج ..تفتح الباب ..لاتكلف نفسها مشقة النظر خلفها وتمضى .

يهز رأسه بقوة ..تتبخر الصور ..كما تبخرت من قبل مرارا .

رفع يده الى الهاتف قاصدا الرد ..عاد وخفضها ..(لن ارد عليك )..مواجها الهيكل البارد بعناد ..حادثته نفسه ..قد يكون (حسام )..يريد تبرير جريمة امه ..لأول مرة منذ تزوجها تقف امامه ..تنطق بدون اذن منه ..تقول كلاما لايرضيه ..الكل تعود ان ينحنى امامه ..مادامت تمردت فعليها ان تتحمل ..هى التى عادت بعد زواج آخر بناتها الى البيت ..جهزت حقيبتها وقالت له : - الآن انتهت مهمتى ..وسأرحل .

قسما لن يعود عن عقابها..لن يسامحها لأنه لايوجد ذنب بدون عقاب .

انتبه للهاتف  يعوى..صراخه يوجع اذنيه ..يدق فى ارجاء دماغه ..يدور بعينه متحاشيا النظر اليه ..تصطدم نظراته ببروده الجدران ..ترتد الى الكيان الرمادى المتوجع ..يتمنى لو يقذفه كما كان يفعل قديما على الارض ليخرسه ..تركه مقسما الايرد واستدار عنه الى الخارج ..توقف ..قد تكون سماح ابنته العروس ..ستقول ان امها لديها ،وانها تعتذر له ..تطلب منه ان ينسى جريمتها من اجلها واخيها ..هى ..هى سماح ..مؤكد ستقول هذا وترجوه ان يقبل بالعفو عن امها ..امتدت يده الى الهاتف ..لسعته برودته حينما لمسه ..غاصت نظراته فى طيات شعور جارف بهزيمة مرة لم يعرفها قبلا وعاد يبتعد وهو يحدق فيه مساءلا نفسه كيف فقد دفئه القديم .

دارت عيناه شاردتين فى بثور ونتؤات تحيط به على الجدران ..عاد الهاتف لصراخه..قرر الابتعاد عنه نهائيا ..فوجىء بيده واهنة تمتد ..ترفع السماعة الى اذنيه

ورأى نفسه يقول بصوت غريب على اذنيه : -الو   !!

 

بعث

 

 

 

ليس غريبا ان تكون – واخوك –فى مكان مغلق ..ترفرف فوق رأسيكما طيور سوداء،تنعق بصوت حاد يهزصدريكما ،وانتما معلقان من ارجلكما

..كل معلق الى حلقة مثبتة فى السقف والرأس لأدنى ..والصمت ينزف

ناره فى الاحشاء ..والعيون ترى الكون مقلوبا ..والفكر يدور.

اخوك التوأم تحتويه سكينة ..يبدو كلوحة عبثية رسمها مجنون ..بينما تركض انت فى فضاء لحظاتك ..تطاردك الصور والخيالات ..تصرخ ..تتكلم ..تحرك ذراعيك بالكاد كحشايا مكدسة بقطن معطن قديم ..تطلق عليه اسئلتك حروفا باكية ..لايرد ..الحجرة مغلقة والظلام غول ..والزمن سهام تنغرز فى الاحداق ..يفتح الباب الحديدى الصدىء مصدرا عويلا صاخبا ..تدور فى داخلك دوامات من انين ..ترددها هامسا كأنما تخاطب بها الجدران اللزجة الغارقة فى السواد ..تسمع فحيحا قادما من غور عميق..(هل حان وقت الحوار؟)..تنتبه لنفسك ورأسك  للأرض مقلوبا تهمس ..(بلى )..يثور اخوك ..(اياك ان تنطق بحرف )..ترتجف (لا أملك طاقة اكثر للآحتمال )..تنزف كلماته انينا ( حذار من الضعف)..تتدافع الدموع رغما عنك (تعبت )..يصرخ فيك (حتى لو مت)..تنطلق قهقهة ماسخة تمجها اذناك ..(اسمع نصيحته ولا تتكلم )..وتسمع ازيز كرباج مجنون وهو يشق الهواء قادما اليك ..يرتعد جوفك ..(سأقول كل شىء)..يعاود اخوك الصراخ ..(لا)..تتلاشى صرخاته وسط ضجة العجلة الحديدية الصدئة وهى تدور ، وجسدك يواصل الهبوط حتى تتكور على الارض ..يعاود اخوك الصراخ ..يعالجه الكرباج ..تزداد صرخاته ..يزداد ارتعاد جوفك..فجأة يصمت اخوك ..تنظر اليه..جسده يبدو لعينيك مصلوبا على جدار اسود يعتليه شبح بلا ملامح ..تصرخ انفاسك ..ترتعد نظراتك وتندك النبضات فى صدرك ، بينما تتردد مذعورة فى فضاء رأسك كلمة (اخى....ى ى ى)..وانت تنظر اليه ونزيف نظراتك انين ..تسمع امرا بالنهوض ..رغم عجزك تقوم ..تسمع امرا بالكلام ..تفتح فمك لتتكلم ..ترى اخاك طائرا يرفرف بجناحيه فى فضاء المكان ..امام الاعين وبجوارالكرباج والجنزير والحلقة الحديدية اعلى السقف..يدور هنا وهناك حرا لايملكون ايقافه ..تتابعه عيناك ..تشهد شفتاك مولد ابتسامة وانت تراه يبتسم لك ..يعاودون اصدار الامر بالكلام ..تتجه بوجهك اليهم ..تحدق فى الاعين هادئا ..مغلق الفم !

 

 

كلاب المدينه

 

 

رأته ..تفجرت البسمة على شفتيها..نسيت الورق الذى اتت من اجله ،الضيق الذى كان منذ لحظات يخنق انفاسها ،والطابور الذى لايبشر بانتهاء..وتعلقت نظراتها به !

وجهه يتميز عن وجوه الكلاب التى تعرفها بصفاء جسده ونقاء بشرته التى تفوح منها رائحة نظافة ..مؤكد يأكل مالم تسمع عنه الكلاب الاخرى ..الطابور طويل بطول الملل الذى لاينفك يطاردها ..ينقبض ويتلوى كأفعى تلتصق بالرصيف ،بينما الشمس تتربص بالاجساد المتراصة  ، وهى تنتظر دورا لايجىء  ..تعاود شغل عينيها به.. يسير مختالا..مرفوع الذيل كأنه اسد ..الطوق فى رقبته ناعم الملمس ،رقيق ،تمتد منه سلسلة

معدنية انيقة ،تقبع نهايتها فى يد متراخية تسحبها على مهل  .

تنتبه للطابور ، على غير توقع يتحرك ..صارت اقرب من ذى قبل ..ترى الشباك الان

والرجل الجالس خلف القضبان الحديدية الخضراء اللون،والمنديل الكاروهات الذى يغطى صلعته ..عما قليل تسلمه الاوراق ،تتجاهل غلظته وتجهم وجهه الذى ينز العرق من خلاياه ،ودوران رأسه الخالى من الشعر،تتغاضى عن كم السباب الذى يسيل من زوايا فمه ..تسلمه الورق وتأخذ ايصالا بالاستلام وتمضى ..يقولون انه لايتسلم الاوراق الا ومعها خمسة جنيهات صحيحة تسلم له باليد ،يأخذها جهراويلقى بها متبرما فى صندوق من الورق المقوى فى نهاية مكتبه ،بجوار الجدار ،كل هذا وهو يلعن من اضطره للتعامل  مع هذه النوعية من البشر يوميا .

تدير وجهها عنه مشفقة من لحظة مواجهتها له ..لن تعطيه شيئا ..   .مؤكد سيرميها بكلمة من العيار الثقيل ،وستضطر لتحملها من اجل خاطر الورق .ترتطم نظراتها بفسحة الطريق ..ترى الرجل يمسك السلسلة  ..يرخيها ليعطى الكلب فرصة الحركة يمينا وشمالا ..يشدها اذ ا

رآه يحاول الخروج عن الدائرة المسموحة له ..الكلب لايستقر على حال ..يشم الارض ..يدور حول نفسه ..يرفع رأسه ..يرمق كلبا على البعد بائس الملامح مترب الوجه بغضب ..يحاول الوثوب اليه..تعبس قسماتها وهى تراه يجاهد محاولا الوصول اليه

مكشرا عن انيابه ،معلنا عن نيته فى الفتك به ،مرسلا صيحاته هادرة فى الارجاء ..تبتعد  بوجهها عنه ..الكلاب فى القرية لها شأن آخر ..تنتبه لنفسها وعينيى الرجل الضيقتين ترسلان نارهما الى قسماتها من خلف القضبان الحديدية الباهتة اللون ..مدت يدها بالاوراق..قلب فيها باحثا عن المعلوم

هرولت يدها الى كيس نقودها ..ثلاثة جنيهات ضئيلة امامها ..لاشىء آخر ..ارتعشت نظراتها .. هى كل ماتملكه ..ستعود بها من حيث اتت ..هزها صوته الغليظ مستحثا ..امتدت اصابعها مرتعشة وسحبتها ..مدتها اليه

حدق فى خلايا وجهها المرتعدة بنظرات ذئبية البريق  ، محاولا التفتيش فيما وراء ها

هربت بعينيها رغما عنها الى الارض ،  وقلبها فى فضاء صدرها يهرول هابطا الى

مالا انتهاء..مؤكد سيلقى بالاوراق اليها ..ستعود لتأتى بالنقود ..تكابد الوقوف فى الصف وانتظار دورها من جديد و..  انتبهت له يترك الشباك ..يتجه بجسده الثمين فى خفة  نحو الباب ومنه الى الطابور ..قبض على رسغها بيد والجنيهات الثلاثة فى اليد الاخرى وقد احمر وجهه الغارق فى عرقه وضاقت عيناه اكثر وارتفع صوت تنفسه ،اما هى فقد شعرت بجسدها يترنح ،وتنسحب المرئيات من امام عينيها فلا ترى الا ضبابا ،واطرافها تتثلج ،ولولا انه يمسك برسغها لتهاوت ارضا .دفعها الى رئيسه خلف المكتب المواجه للباب مباشرة صارخا  :  - 

-هاهى امرأة والنقود بيدها ...لتصدقنى !

وتركه ومضى..تأكدت العيو ن المتابعة ان هذه المرأة قد انتهت ..هى قضية لامفر منها يخزى بها العيون ويلهيها عن نفسه ويثبت بها انه برىء ،خاصة انه عاد الى الشباك وتسلم اوراقا اخرى ومعها المعلوم .

اعتدل الرجل من جلسة الاسترخاء التى كان يجلسها وحدق فى وجه المرأة الاصفرطويلا ..امسك الورق بيد والنقود بيد اخرى ..نظراته حادة ..صارمة ..لم يقل لها احد انهم سيقبضون عليها والاماعرضت نفسها لهذا ..بحثت عن صوتها لتتكلم ،عن ريقها لترطب به جفاف حلقها ،عن اعصابها لتتماسك ..لم تجد شيئا من هذا ..قاسها الرجل بنظراته من اسفل الى اعلى  ..اخيرا وبصوت بارد  النصل سأل :

-  هذه نقودك  ؟

راودتها فكرة أن تنكر هذا ..تقسم انها لاتعرف تلك الجنيهات المتهالكة وليست لها بها صلة ولم ترها من قبل ..تذكرت الاعين التى تابعتها وهى تفتش  كيس نقودها  وتخرجهاهزيلة منه ..هزت رأسها متخاذلة بمعنى نعم واطرقت برأسها .

قال مؤنبا :-   الرجل يأخذ خمسة جنيهات ..يشقى ويعرق ويستحقها ..ماهذا البخل ؟

الاتستحين ..؟

كانت السماء باهتة الازرقاق ،والشمس تميل عن قبتها غربا والغبار ركام فى الطرقات

..رجع بظهره الى الوراء  متراخيا كما كان ، اما هى فلم تنطق بحرف !

 

أضيفت في 24/03/2010/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية