أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 04/09/2022

الكاتبة: لينا شباني-لبنان

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتبة

بطاقة تعريف الكاتبة

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتبة

 

مواليد 1968 الرياض السعودية

الجنسية: لبنانية

مكان الاقامة: لبنان-جبل لبنان-منطقة عاليه

الشهادة الجامعية: اجازة في الفلسفة وعلم النفس والاجتماع-جامعة بيروت العربية

تاريخ التخرج: 1995 - تقدير جيد

 

اللغات والكمبيوتر:

-اللغة العربية: كتابة وقراءة بشكل ممتاز

-اللغة الانكليزية: كتابة وقراءة  بشكل جيد

-الكومبيوتر: طباعة وانترنت

 

الهوايات:

-القراءة في كل الموضوعات الثقافية والاجتماعية

 

الكتابة والتأليف:

-قصص قصيرة

-مقالات نشرت في عدد من الصحف والمجلات اللبنانية-والعربية ( نهار الشباب- شباب الغد- شؤون جنوبية-مجلة العربي(.

-مدونة الكترونية  تحت اسم الامواج  

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتبة

الدفتر الثالث

الدفتر الثاني

الدفتر الأول

 يوميات ولد شرير

 

يوميات ولد شرير(؟)

 

شاركت في ندوة عن مرض الإكتئاب في إحدى المحطات التلفزيونية، وذلك بصفتي طبيباً نفسياً. بعد الإنتهاء من بث الحلقة على الهواء مباشرة، خرجتُ من مبنى التلفزيون، فإقترب مني شابٌ في العشرينات من عمره، وقال دون مقدمات "ارجوك يا دكتور ساعدني".

 

وفوجئت به يبكي شبه منهار، فهدأت من روعه وطلبت منه أن يزورني في عيادتي، وعندها قال: "إن لم تساعدني فسوف أنتحر"، عرفتُ ان الأمر خطيرٌ جداً، وأن الموضوع لا يحتمل التأجيل، وبأنني يجب أن آخذ تهديده بالانتحار على محمل الجد.

 

وحين أبديت استعدادي لمساعدته قال انه سوف يأتي غداً الى العيادة، فأعطيته العنوان، ورجوته أن لا يفكر بأي شيء الى أن القاه غداً في العيادة.

 

حضر في موعده تماماً ، وكان يحمل حقيبة صغيرة، جلس أمامي شاحباً، منهكاً، يائساً، وما إن سألته عن حاله حتى أدمعت عيناه وقال:" لم أعد احتمل يا دكتور"، وبدأ يتكلم بكلام غير مترابط، فهمت منه انه لم يعد يحتمل آلام روحه وآلام جسده.

 

وفهمت ان مشكلته وآلامه يعانيها منذ سنوات طوال، وأخبرني ان كل الاطباء الذين يزورهم ينصحونه باستشارة طبيب نفسي.

 

وبعد أن تكلم لأكثر من ساعة، قال انني يجب ان أقرأ دفاتر يومياته كي أفهم مأساته، ولا أخفيكم سراً كانت هذه أفضل طريقة لأفهمه، اذ أنه يبدو متوتراً ومشوشاً، لذلك فكلامه غير مترابط وفكره مضطرب.أعطيته أدوية مهدئة، وحددت له موعداً.

                                                 

مساءاً بدأتُ أقرأ دفاتر يومياته التي بدأ بكتابتها منذ أن كان في السادسة من عمره، وذلك بناءاً على نصيحة معلمته في المدرسة التي أخبرتهم انهم اذا ما أرادوا أن يعرفوا ماذا حصل في طفولتهم فعليهم أن يدونوا يومياتهم الى أن يبلغوا سن الرشد.

وقد جاءت يومياته على الشكل التالي بعد أن لخصتها وصححت اخطاءها اللغوية قدر ما استطيع.

 

 

 

 

الدفتر الأول

 

بدأه يوم 20 تموز 2000

أنا حزين جداً ، غداً عيد وماما لم تشتري لي ملابس جديدة، لأن بابا ما معو صرامي. هكذا قالت ماما فقلت لها أن الملابس ثمنها مصاري مش صرامي،  فصرخت في وجهي وقالت روح من وجهي يا بلا مربا.

 

23 تموز 2000

 فادي  صديقي كان يرتدي ملابس العيد، مع أنه يتيم، يعني ما عندوا بابا ليشتري له ملابس . سألت بابا فقال أن مؤسسات رعاية الايتام تعتني به فقلت له ولما لا تعتني هذه المؤسسات بي؟ ضحك بابا وقال لما موت بيعتنوا فيك فسألته ايمتن رح تموت؟ بابا ضحك بصوت عالي لكن ماما صرخت بوجهي وقالت أنني شيطان ومش طفل. فقال لها البابا انو لازم يكون عندك حس الفكاهة يا عليا.

سألت خالتو ملاك شو يعني حس الفكاهة فقالت يعني مزح. وفهمت ان البابا يحب المزح وانه لا يزعل مني مهما قلت او فعلت .

 

25 تموز 2000

هذا أسوء عيد مر علينا لقد تشاجر بابا مع ماما وقد امضيا العيد لا يتكلمان مع بعض الا امام الناس. وحين أخبرت تيتا ان ماما وبابا كل ليلة يصرخان في غرفتهما ، ضربتني ماما وقالت ان الولد المهذب لا يقول اسرار منزله للناس. لكنه لم يكن سراً، لأن جارتنا طانط سعاد سمعتهما وسألت الماما لما كان صريخهما عالياً. لكنني لم أسمع الاجابة لأن ماما طردتني من الغرفة. أصلاً تيتا مش ناس، تيتا هي أم الماما.

 

26 تموز 2000

اليوم زارنا عمو شوقي وسمعته يقول لبابا طول بالك يا خيي ان شاء الله عن قريب رح لاقيلك وظيفة. فقال بابا حاسس اني مش مطوّل، عن قريب رح روح وارتاح من عذابي. فقال عمو شوقي بعيد الشر. ولكن لما يقول عمو هكذا ان كان بابا سوف يرتاح اذا راح واذا كانت مؤسسة الايتام سوف تعتني بي اذن لما يكون بعيد الشر.

 

من 1 آب حتى آخر الشهر 2000

أمضيت هذا الشهر في اللعب مع فادي، وقد سمح لي أن العب بالعابه، وقد علمت أن هناك امرأة تعطي والدة فادي مصاري وتقول لها أن هذا مال المحسنين. يبدو أن المحسنين يعملون بعكس بابا الذي لا يعمل ولا يشتري لي الملابس والالعاب.

 

2 ايلول 2000

زارتنا اليوم تيتا، وقد أحضرت لي كاتو، كان لذيذاً جداً. لكنها كانت حزينة، ثم رأيتها تبكي وقالت لماما أن خالتو ملاك سوف تموّتها بتصرفاتها الطائشة. ولم أفهم ما معنى ذلك ولم أسأل كي لا تضربني ماما.

 

3 ايلول 2000

حضرت اليوم خالتو ملاك وكانت خائفة جداً، ثم جاء خالو عباس وأمسك خالتو ملاك بشعرها وهي تصرخ وتقول والله العظيم التقيتو صدفة وما كنا متواعدين. لكنه ضربها، وبابا ابعده عنها وصرخ بوجهه هيك بتحل المشاكل يا متعلم؟ شو تركت للجاهلين؟ ولم أفهم سوى أن خالتو ملاك قد قامت بشيء سيء لأنو خالو عباس كان هايش مثل الثور. هكذا قالت ماما. كنت احلم بأن يكون لي اخوة، لكن لم أعد أريد كي لا أصبح ثوراً مثل خالو عباس. ولأنني خائف جداً فقد زربت نفسي في غرفتي.

 

4 ايلول 2000

زرت اليوم فادي، ووجدت ان غرفته اجمل من غرفتي، فهو عنده العاب أكثر وملابس أكثر وعنده ايضا كومبيوتر و play station   . تأكدت اليوم ان اليتيم احلى من الذي عنده بابا.

 

5 ايلول 2000

زارنا اليوم عمو شوقي، وقد أحضر لي معه دبابة تعمل على البطاريات، فرحت بها كثيراً، ودخلت الى غرفتي كي العب بها، وتذكرت كيف انني كنت اريد دبابة كبيرة لأقتل بها الاسرائيليين. لكنهم قبل أن يصبح عندي دبابة انتحروا عن البلد، هيك سمعتها في التلفزيون ولم أفهم معناها ، فقال بابا اولا قل اندحروا وكتبها لي كي اهجيها واحفظها جيداً، وقال أن معناها أن الاسرائيليين الكلاب راحوا على جهنم. فسألته ان كانوا قد أخذوا معهم الى جهنم طياراتهم التي يقصفون بها الاولاد أم تركوها للناس في الجنوب؟ ضحك بابا وعمو شوقي وخالو عباس كثيراً وقال بابا نيالك يا حبيبي على هبلك وقال عمو شوقي الله يديمها عليه نعمة.

بعد أن لعبت بالدبابة ، خرجت من غرفتي لأشرب، فسمعت عمو شوقي يقول لبابا هانت يا خيي الفرج صار قريب. فقال بابا موت يا حمار.

ذهبت لأسأل ماما لما يقول بابا لعمو شوقي موت يا حمار، أمسكتني من أذني وقالت كم مرة فهمتك يا بلا تهذيب انو ما تتسمع على حكي الكبار؟ بست التوبة ووعدتها أن لا اعيدها ابدا.

 

15 ايلول 2000

لم اكتب منذ مدة لأنني كنت انتظر ان تسجلني ماما في المدرسة مع فادي، لكنها قالت أنها لم تستطع وانها سوف تنقلني من مدرستي الى مدسة حكومية . فبكيت كثيراً وقلت ان خالو عباس يقول ان المدارس الحكومية في بلدنا تشبه الزريبة وانا لست حماراً كي اذهب الى الزريبة، انا اريد أن اذهب الى مدرسة للناس . فقالت ماما حتى لو رحت على السوربون رح تبقى حمار. طبعا لم افهم، لكن خالتو ملاك افهمتني انها جامعة في فرنسا يذهب اليها الكبار ليتعلموا. فتصورت كيف يذهب الكبار الى السوربون وهم يرتدون المريول ويحملون الشنطة على ظهرهم. وضحكت كثيراً جداً وأصرت خالتو ملاك على أن تعرف لما اضحك، اخبرتها فضحكت. لكن ماما قالت لها قلت لك انو حمار ورح يبقى حمار. زعلتُ كثيراً من الاهانة واردت ان استعطف ماما فقلت انني لن اذهب الى السوربون لأن الكبار رح يدعسو علي مثل النملة. فضحكت ماما وخالتو ملاك ، وانا لم اعرف ماذا افعل فضحكت.

 

7 تشرين ثاني 2000

انا اذهب الى المدرسة منذ يوم الاثنين، وهي لم تعجبني ، انا مشتاق لفادي ولرفاقي.

سوف قاهر بماما لأنها طلعتني من مدرستي.

 

1 تموز 2001

لم اكتب في دفتري كل السنة، لأنني كنت حزين . بابا وماما تخانقوا كتير، تيتا قالت انن بيتخانقوا على كشك الجيران. سألت بابا ما معنى ذلك ضحك علي، وماما امسكتني من اذني وقالت لي يا بلا تهذيب.

كانت كل السنة علاماتي ساقطة، ثم صارت على الحافة. خالو عباس قال لماما ما قلتلك انو ابنك بالمدرسة الحكومية رح يصير حمار. عندما قال خالو ذلك ركضت الى غرفتي ووقفت امام المرآة، وكنت ما ازال عبودي ولم اصبح حماراً. ضحك علي خالو عباس وماما ايضا ضحكت.

 

5 تموز 2001

ظهرت نتيجة المدرسة ، ونجحت بالدفش. هذا ما قالته ماما . وعاقبتني على حمرنتي.

 

8 تموز 2001

بابا حزين جدا، ولم يعد يضحك معي. رأيته يبكي في المطبخ.  ذهبت الى غرفتي وبكيت انا ايضاً.

 

12 تموز 2001

لم اكتب لأنني زهقان، ولأن الدنيا زعلت بابا.

 

21 تموز 2001

سمعت بابا يقول لعمو شوقي انه لن يكون سعيداً الا اذا شرب ديمون ( يقصد الديمول) ركضت الى ماما وقلت لها ان تحضر الديمون لبابا كي يصبح سعيداً. ضربتني وزربتني في غرفتي.

 

22 تموز 2001

كل الكبار يقولون كلاما لا افهمه. وكلما جلست معهم تطردني ماما وتقول لي اذهب والعب مع فادي.

 

25 تموز 2001

كنا نلعب انا وفادي في منزله، وكانت جدته عندهم، وقالت لنا ان لا نخرج الى الشرفة لأنها وضعت قنينة ديمون كي ترش الزرع. تذكرت ان الديمون هو الذي يريد بابا ان يشربه كي يصبح سعيداً. وقد قال لماما ان هي احضرت له الديمون سوف تكون مزحة جميلة. سرقت قنينة صغيرة من الديمون دون ان يراني فادي.

 

26 تموز 2001

استفقت صباحاً وكانت ماما تتشاجر مع بابا ، وهو حزين جداً، لأنها قالت له انت ما عاد تنفع لشي. جلس على الشرفة ودخن كثيراً، وحين تكلمت معه لم يضحك. ذهبت الى ماما وقلت لها انني لا احبها لأنها زعلت بابا، فقالت لي انني ابن كلب وما بستحق انها عم بتربيني. عند المساء ترك بابا كوب العصير على الشرفة ودخل الى الحمام، وضعت له الديمون في الكوب كي يصبح سعيداً ويضحك على المزحة. وعدت الى غرفتي كي أنام. سوف اخبره في الصباح انني انا مزحت معه.

 

27 تموز 2001

استيقظت صباحاً وكانت ماما وتيتا وخالتو ملاك وكل الناس يلبسون ملابس سوداء. وعندما رأتني ماما بكت كثيراً وقالت بكير يا منير، رحت بكير يا حبيبي. وسألت الى اين ذهب بابا بكير؟

اخذني عمو شوقي الى غرفتي، واخبرني ان بابا رحل وتركنا وحدنا. خفت ان اقول ان بابا لم يحب المزحة. لكنني سألته ان كان بابا زعلان مني فقال عمو شوقي ان بابا لا يمكن ان يزعل مني، وقال ان البابا كان يجب ان يذهب لأن الله يريد ذلك. سألته هل سيكون سعيداً عند الله، فقال انه سعيد جداً. فقبلت كلامه، لكنني حزين لأن بابا لم تعجبه مزحتي، وفضل ان يذهب الى عند الله.

 

1 آب 2001

ما زلت انتظر ان يعود بابا من عند الله. ولا افهم لماذا الناس يزوروننا كلهم كلهم.

 

2 آب 2001

قلت لماما ان بابا رحل لأنه زعل منها بعد ان صرخت في وجهه. ضمتني وبكت. يبدو ان ماما نادمة لأنها زعلت بابا، عندما يعود سوف اقول له ان يسامحها.

 

1 ايلول 2001

اخيراً لم يعد منزلنا مليء بالناس، بدأوا يذهبون حتى عدنا وحدنا انا وماما. ما زلت انتظر عودة بابا. عمو شوقي وزوجته طانط ليلى وخالو عباس وتيتا وخالتو ملاك يزوروننا كثيراً. تيتا تقول لماما دائما طلعي من الحزن وانتبهي لأبنك. وعمو شوقي يجلب لنا اغراضاً كلما اتى . وخالو عباس ايضا.

 

2 ايلول 2001

زارتنا اليوم طانط أم فادي، وقالت لي ماما أن أدخل أنا وفادي لنلعب في غرفتي.

 

10 ايلول 2001

أخبرتني ماما انها سوف تعيدني الى مدرستي مع فادي، وقالت بشرط أن تنجح. فوعدتها أن أكون شاطراً. المهم أن أعود الى مدرستي مع فادي.

 

11 ايلول 2001

لن أكتب طوال السنة، لأنني أريد أن أدرس كي أنجح، ليفرح بابا ويعود.

 

 

 

 

الدفتر الثاني

 

13 تموز 2002

أخبرت فادي ، للمرة الأولى أنني انتظر أن يعود بابا. فقال لي أنه لن يعود. فقلت ولما لن يعود، اكيد أن الله سيتركه يعود مع والد فادي، ضحك فادي عليّ وقال أن والده ووالدي ماتا، وقال ايضاً أن الاموات ما بيرجعوا يا أهبل. سألته هل مات بابا وابوه كما مات الناس اللي قصفتهم اسرائيل؟ قال أجل ماتوا كلهم ولن يعودوا. يعني يموت الناس وحدهم ودون ان تقصفهم اسرائيل؟ بعد أن ذهب فادي بكيت لأن بابا لن يعود ابداً.

 

14 تموز 2002

سألت اليوم عمو شوقي لماذا يموت الناس؟ فقال أن الله هكذا يريد. قلت له أنني لا أفهم ما يقول، فقال أنني عندما أكبر سوف أفهم.

 

25 تموز 2002

أنا سعيد لأن أمي احضرت لي play station  ، لكنني حزين لأنني مشتاق الى بابا.

1 آب 2002

أخبرتني اليوم تيتا أن خالتو ملاك سوف تتزوج وتسكن في منزل آخر مع زوجها. عندما حضرت خالتو ملاك سألتها ان كانت ستنساني وتحب زوجها، فقالت انها سوف تحبنا نحن الأثنين فزعلت. ضحكت وقالت انها ستحبني انا أكثر بكثير.

 

3 آب 2002

زارتنا اليوم خالتو ملاك مع خطيبها عمو ناصر. ابعدته عن خالتو ملاك وجلست أنا بجانبها، وهو ضحك ووضع يده على رأسي.

 

10 آب 2002

زارنا اليوم خالو عباس وقال لأمي انه وجد عملاً. سألته ماذا سيعمل فقال مصور في التلفزيون، فقلت له أنني سأراه في التلفزيون كل يوم، فقال أنه سيكون وراء الكاميرا وليس على الشاشة.

مساءاً نظرت وراء التلفزيون فلم أجده. ماما قالت الله يعينك على هبلك، خالك داخل التلفزيون مش وراه. تعجبت كيف يكون خالو الكبير داخل تلفزيون صغير، سوف يختنق. ماما ضحكت عليّ وأنا تذكرت أن بابا كان دائما يضحك حين أتكلم معه.

 

20 آب 2002

لم أكتب طوال الأيام الماضية لأنني كنت زهقان، لأن فادي ذهب مع أخوه وأمه الى القرية وأنا بقيت وحدي مع ماما.

 

 

30 آب 2002 

ما زلت زهقان ، وانتظر عودة فادي. أتمنى أن أذهب الى القرية لكن ماما تقول مش وقتها هلق.

 

5 ايلول 2002

البارحة كان عرس خالتو ملاك ، رأيتها ترتدي فستان أبيض جميل، كانت مثل الذي يقف داخل الغيمة. في الصالون سمعت عمو ناصر يقول لخالو عباس انه يحب خالتو ملاك كثيراً، وقال ايضاً لخالو أنت فكرت أنو في شي صار، بس ملاك أشرف من الشرف. خالو باس عمو ناصر وقال له مبروك. ثم أمسك خالتو ملاك بيدها وأخذها الى السيارة وباسها كثيراً ثم ذهبت مع عمو ناصر.

اليوم سألت ماما ما معنى ما قاله عمو ناصر، صرخت عليّ وقالت ما رح تبطل قلة التهذيب. لكنه ليس جواباً، فأنا لا أفهم وأريد أن أفهم، فمن اسأل.

 

20 ايلول 2002

عاد فادي من القرية ولعبت معه كثيراً في الأيام الماضية، وعندما أنام في سريري ليلاً أبكي كثيراً لأن بابا مات والاموات ما بيرجعوا، هيك قال لي فادي وعمو شوقي ايضاً.

 

21 ايلول 2002

سألت ماما كيف مات بابا؟ فصرخت عليّ وقالت بطل اسئلتك البلا طعمة.

 

24 ايلول 2002

أريد أن أعرف كيف مات بابا، لكن لا أحد يقول لي. كان خالو عباس سيقول لي لكن ماما منعته. فوعدني أن يخبرني عندما أكبر.

 

25 ايلول 2002

ذهبت الى الجامع وطلبت من الله أن يجعلني كبيراً كي يخبرني خالو عباس كيف مات أبي.

 

26 ايلول  2002

قفزت من سريري في الصباح وذهبت لأقف اما المرآة كي أرى ان كان الله قد جعلني كبيراً. لكنني ما زلت عبودي ولم أكبر.

 

28 ايلول 2002

بعد يومين سوف تبدأ الدراسة ، لذلك سوف اخبيء دفتري هذا كي لا تراه ماما عندما أذهب الى المدرسة.

 

14 تموز 2003

البارحة كان عيد ميلادي، أصبح عمري تسع سنوات. أحضر لي خالي عباس كومبيوتر هدية عيد ميلادي وايضاً هدية نجاحي في المدرسة. اما خالتي ملاك وزوجها العم ناصر فقد احضرا لي ساعة لأنني أصبحت شاباً. عمي شوقي أحضر لي ثياباً جديدة. وأحضرت لي جدتي الكرة التي وعدتني بها وبيجاما للرياضة. اما أمي فقد أحضرت لي سكوترلألعب بها في القرية مع فادي.

 

25 تموز 2003

ما زلت أكتشف برامج الكومبيوتر، وخالي عباس يساعدني على التعلم، وقد أخبرني أنني عندما أجيد استعمال الكومبيوتر سوف يضع لي عليه أنترنت.

 

30 تموز 2003

سمعت اليوم جدتي تقول لأمي أن خالتي ملاك بدأت تتوحم ولم أفهم ما معنى ذلك، وعندما سألت جدتي غضبت أمي وقالت أن أسئلتي البلا تهذيب لا تنتهي، لكن جدتي كانت تضحك وتقول أنني أصبحت شاباً. أنا أحب جدتي كثيراً لأنها تحبني وتضحك عندما اكلمها. كما كان أبي.

 

5 آب 2003

علمت اليوم أن خالتي ملاك سوف يصبح لديها طفل، سألتهم من أين سوف تشتريه. فقالت جدتي أن الاولاد لا نشتريهم، بل ان الأم تخرجهم من بطنها، فسألتها كيف تخرجهم، قالت أن الطبيب يفتح بطنها ويخرج الطفل.

أنا خائف جداً على خالتي ملاك لأن الطبيب سوف يفتح بطنها.

 

14 تموز 2004

  البارحة أصبح عمري 10 سنوات. وقالت لي أمي أنني يجب أن أتصرف مثل الرجال لأنني أصبحت كبيراً. وعندما جاء خالي عباس وعمي شوقي وقفت بجانبهما فوجدت أنني ما أزال صغيراً .

 

16 تموز 2004

زارنا اليوم خالي عباس ومعه فتاة جميلة اسمها فاتن وأخبرني انها خطيبته. وفهمت لوحدي هذه المرة انها سوف تأتي الى منزل خالي عباس وتنام بجانبه على السرير وسوف تنجب طفلاً.

 

17 تموز 2004

نسيت أن أكتب البارحة أن طانط فاتن كانت ترتدي فستان مثل نانسي يعني مزلط لكنه كان جميل. وهي ايضاً جميلة.

 

18 تموز 2004

اليوم عرس خالي عباس، وسوف يسكن مع طانط فاتن في منزل جديد، وسيتركان جدتي لوحدها. وأنا قلت لجدتي أن تأتي لتسكن معنا أنا وأمي كي لا تخاف وحدها في البيت.

 

 

 

 

 

الدفتر الثالث

 

13 تموز 2005

 انه دفتري الجديد، وقد أصبحت في ال 11 من عمري. وقد فهمت هذه السنة أشياء كثيرة. لقد فهمت كيف يتزوج الناس وكيف يولد الأطفال. وعرفت أن الانسان يموت لأن عمره قد انتهى. وأنه لكل ميتة سبب.

اذن ما السبب الذي أمات والدي؟

 

14 تموز 2005

سألت جدة فادي عن الديمول الذي ترشه على الزرع كي تموت الحشرات ، ولما يشعر الأنسان بالسعادة اذا شربه. ارتعبت جدة فادي وسألتني لما أقول ذلك، فأخبرتها كيف قال أبي أن الديمول سوف يجعله سعيداً. دمعت عينا الجدة وقالت أن أبي بالتأكيد كان يمزح عندما قال ذلك، لأن الكل يعرف أن الديمول مادة قاتلة مثل السم والسلاح. وقالت أن والدي ايضاً كان يعرف هذا. يا الهي لقد وضعت الديمول في كوب والدي وهو قاتل. كيف  مات أبي ، هل مات لأنه شرب الديمول؟

 

20 تموز 2005

زرت خالي عباس وحدي، وسألته كيف مات والدي؟ فأخبرني الحقيقة، وقال أن أبي كان يريد دائماً أن يموت لذلك فقد شرب الديمول وانتحر. صرخت في وجه خالي عباس وسألته هل توفي أبي لأنه شرب الديمول؟ فقال خالي أن الطبيب الذي فحصه قال انه توفي بسبب الديمول، فأخبروه أن أبي دائماً كان يتكلم عن الانتحار والديمول، لكن أمي كانت تعتقد أنه يمزح.

30 تموز 2005

طوال الأيام الماضية كنت مريضاً جداً، كانت حرارتي دائماً مرتفعة وأمي أخذتني الى الطبيب كثيراً، وهو يقول أنني لست مريضاً، لكنه لا يعرف سبب حرارتي المرتفعة. وسألني كثيراً عن مدرستي واصدقائي وايضاً سألني عن أبي. بكيت وأخبرته أنني مشتاق الى أبي كثيراً. خفت أن أقول له عن الديمول لأن أمي سوف تقطع رقبتي. يا الهي لقد مات أبي لأنني وضعت له الديمول في الكوب.

 

1 آب 2005

اريد أن أعرف كل شيء عن الديمول، أريد أن أعرف كيف كنت السبب في موت أبي.

 

3 آب 2005

رفضت أمي أن تكلمني عن مادة الديمول، وصرخت في وجهي وقالت لي ارحمني يا بلا ضمير وبطّل اسئلة. وكانت تبكي كثيراً. هل أخبرها بما فعلت؟ ماذا ستفعل بي اذا أخبرتها؟

 

5 آب 2005

ذهب فادي وعائلته الى القرية، لكن نحن لم نذهب لأنني أصبحت أمرض كثيراً، وأمي وخالي عباس يأخذاني الى المستشفى وهناك يجرون لي فحوصات كثيرة . والطبيب يقول أن مرضي نفسي. وأنا لا أفهم ما معنى ذلك.

 

30 حزيران 2006

كانت هذه السنة صعبة جداً، لقد غبت كثيراً عن المدرسة لأنني مرضت كثيراً، واليوم ظهرت النتيجة وقد رسبت في صفي، وأمي حزينة جداً وتبكي كثيراً. هذه أول مرة لا تضربني لأنني كسول.

 

13 تموز 2006

أصبح عمري اليوم 12 سنة، والآن أصبحت أفهم أكثر أنني قاتل. لقد قتلت أبي .

منذ الصباح اسرائيل تعتدي على لبنان، وتقصف كثيراً بالطيران، وانا خائف جدا.

 

15 تموز 2006

ذهبنا كلنا الى سوريا، أنا وأمي وجدتي وخالتي ملاك وزوجها والخالة فاتن، لكن خالي عباس أوصلنا الى سوريا ثم عاد الى لبنان لأنه لا يستطيع أن يترك عمله. ثم أتى عمي شوقي وزوجته واولاده. وايضاً التقينا بفادي وعائلته وكانوا يسكنون في منزل مجاور مع أقاربهم.

فرحت لأن فادي أتى الى سوريا وسوف أراه كثيراً. هو يسألني دائما لما أصبحت حزينا هكذا، لكنني أخاف أن أخبره،  سوف يكرهني ويقول أنني قاتل. وربما عرفت الشرطة ووضعوني في السجن.

 

20 ايلول 2006

عدنا الى منزلنا بعد أن انتهت الحرب، منزلنا في القرية ومنزل فادي ومنزل عمي شوقي دمرتهم اسرائيل، وأصبحوا ركاما كما يقولون في الاخبار. منزل جدتي في الضاحية قد دمر ايضاً. وقد أتت لتقيم معنا أنا وأمي بعد أن أصلحنا منزلنا. ما زلت أمرض كثيراً، والطبيب يقول أنهم يجب أن يعرضوني على طبيب نفسي. لم أحب الفكرة، محمود شقيق فادي يقول أن الطبيب النفسي هو للمجانين. وهذا ما تقوله أمي أيضاً، حين تبكي وتقول لخالتي ملاك انها ربتني كي أصبح رجلاً، لكنني بدأت أجن. وتستمر بالبكاء وتقول لما أبني مجنون يا رب؟ هل أنا مجنون؟

 

21 ايلول 2006

ربما أنا مجنون لأنني قتلت أبي، لكنني لن أخبر أحداً بذلك، لأنني خائف جداً. أصبحت أرى والدي في الحلم كثيراً، وهو يصرخ في وجهي: يا مجرم... يا مجرم... واستفيق وأنا أصرخ، وتأتي أمي وجدتي الى غرفتي على صوت صراخي.

 

انتهت مذكرات المريض ( ع ).

 

اذن المريض (ع) قد قتل والده عن طريق الخطأ، أو دون قصد، والسبب هو أنه لم يجد اجابات شافية لأسئلته الكثيرة، التي ان دلت على شيء فانما تدل على وعي كبير وارادة على الفهم.

 

وقد رفض  المريض (ع) أن يخبر التفاصيل لأحد ، بل اكتفى بأن قال أنه يتردد على طبيب نفسي ليتخلص من امراضه وكوابيسه.

 

بعد سنة من علاجه كتب المريض (ع) ما يلي:

خضعت طوال السنة لعلاج طويل مع الطبيب النفسي، الذي كان متفهماً جداً، ولم ينعتني بالقاتل أو المجنون. بل أصر على أنني كنت طفلاً لا أعي ما أسمع وما أفعل. وقال أنه ليس خطأي ان كنت لم أفهم ، فكل الاطفال لا يفهمون الكثير من مصطلحات الكبار، لهذا يجب أن يكون الأهل على وعي وفهم كبير بحاجة الطفل الى طرح الأسئلة لايجاد الأجوبة التي تعينهم في حياتهم وتفتح امامهم الأمور الغامضة.

 

وقال أنني لم أكن طفلاً غير مهذب لأنني أسأل كثيرً، بل بالعكس، كثرة طرح الأسئلة دليل على وعي مبكر، وعلى طلب المعرفة والفهم. لكن عدم اجابة الأهل على أسئلة ولدهم لا يعني أن يفسر الولد ما يسمعه على قدر فهمه وحده، وأيضاً لا يجب أن يسأل اصدقاؤه، بل عليه أن يبحث عمن هو أكبر ليسأله، حتى لو اضطر للانتظار كثيراً.

 

وقال الطبيب ايضاً أن الكبار من حولي يتحملون المسؤولية معي على عدم فهمي للامور، لكنه ليس ذنب أحد ان توفي والدي، فموته حصل بسبب خطأ غير مقصود، ولا أحد مذنب بهذا الموضوع. والأهم أفهمني أن والدي في مكانه ليس غاضباً مني، فهو أكثر انسان يعلم أنني غير مذنب، وأنني لم أقصد ايذاؤه . قال أن والدي وهو في السماء يعلم تماماً أنني لم أكن سوى طفل لا أقدر عاقبة الأمور، ولم أكن أعلم حتى أن الديمول (وليس الديمون) هو مادة قاتلة. وأن والدي حين اعتبره سيريحه، كان يتكلم بلسان كبيرٍ يائسٍ من حياته، ومن هو في وضعه دائما يعتبر الديمول والسم والسلاح وكل شيء مميت، هو راحة له.

 

وقد عملنا كثيراً على فكرة أننا حين نقوم بفعل دون قصد ودون فهم، فلسنا مسؤولين عنه أمام ضمائرنا وامام الله وامام القانون وامام الناس أيضاً، فالخطأ هو خطأ، وليس ذنب أحد.

 

وعملنا ايضاً على فكرة أن لا أحد يدينني أو يحكم عليّ بسبب ما فعلت. وان والدي بالتأكيد يسامحني على فعلتي. ولكنني أصررت على أن لا يعلم أحد بما فعلت، ووافق الطبيب في الوقت الحالي.

 

تحسنتُ ببطء خلال السنة الماضية، وقال الطبيب أنني ان تابعت هكذا فسوف ينتهي علاجي بأسرع مما حدد لي سابقا.

 

بدأ مرضي يخف، كما أنني بدأتُ أرى والدي في الحلم، فيضمني ويضحك ويقول لي أنه ليس غاضباً مني، بل هو يريدني أن أنجح وأن أصبح رجلاً عظيماً. واقتنعت أمي بأنني لست مجنوناً، وبدأت تفهم ما هو العلاج النفسي.

 

ولعل أهم ما تعلمته خلال علاجي، بالاضافة الى تحسن أسلوبي بالكتابة، هو أنني كنت طفلاً أبحث عن اجابات لأسئلتي العديدة والكبيرة والتي تدل على أنني أحمل عقلاً كبيراً واعياً. وايضاً أهم ما فهمته هو انني كنت طفلاً من حقه أن يسأل، من حقه أن يتعلم، من حقه أن يفهم.

وان كنت سأعطي لمذكراتي هذه عنواناً كما نصحني الطبيب، فسوف اعطيها عنوان "من حقي أن أفهم" .

ولأنه دائماً وأبداً من حقي أن أفهم، فسوف أتابع علاجي، وأتابع دراستي، وأتابع القراءة، وسوف أسأل منذ الآن فصاعداً أناساً مثقفين أكبر مني وأكثر فهماً .

 

 

 

ملحق:

المادة 1 من شرعة حقوق الطفل:

لأغراض هذه الاتفاقية، يعني الطفل كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة  ، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه.

المادة 13

1-يكون للطفل الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حرية طلب جميع أنواع المعلومات والأفكار وتلقيها واذاعتها، دون أي اعتبار للحدود، سواء بالقول، أو الكتابة أو الطباعة، أو الفن، أو بأية وسيلة اخرى يختارها الطفل.

المادة 37

(أ): ألا يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية أو المهينة. ولا تفرض عقوبة الاعدام أو السجن مدى الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثماني عشرة سنة دون وجود امكانية للافراج عنهم.

المادة 40

1-تعترف الدول الأطراف بحق كل طفل يدعى انه انتهك قانون العقوبات أو يتهم بذلك أو يثبت عليه ذلك في أن يعامل بطريقة تتفق مع رفع درجة احساس الطفل بكرامته وقدره، وتعزز احترام الطفل لما للآخرين من حقوق الانسان والحريات الأساسية وتراعي سن الطفل واستصواب تشجيع اعادة اندماج الطفل وقيامه بدور بناء في المجتمع.

(ب)-4- عدم اكراهه على الادلاء بشهادة أو الاعتراف بالذنب، واستجواب أو تأمين استجواب الشهود المناهضين وكفالة اشتراك واستجواب الشهود لصالحه في ظل ظروف من المساواة .

 

أضيفت في 17/10/2010/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتبة

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية