أصدقاء القصة السورية

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

 

مراسلة الكاتب

أدب الرسائل

آخر التعليقات / 40 / 39 / 38 / 37 / 36 / 35 / 34 / 33 / 32 / 31

لإضافة تعليق   / 30 / 29 / 28 / 27 / 2625 / 24 / 23 / 22 / 21 / 20 / 19 / 18 / 17 / 16 / 15 / 14 / 13 / 12 / 11 / 10 / 9 / 8 / 7 / 65 / 4 / 3 / 2 / 1

 
الاسم: احمد محمود القاسم
العنوان البريدي: AHMAD_ALQASIM@YAHOO.COM
MessageType: مشاركة حول أدب الرسائل
Date: 10/06/08
Time: 09:48

التعليق:

قراءة بين السطور في قصة (الأوبة)
للكاتبة والأديبة السعودية وردة الصولي
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
تنتاب المملكة العربية السعودية منذ فترة زمنية، موجة عارمة من الكتابة النسائية القصصية، من قبل كاتبات وأديبات سعوديات، اتصفن بالصراحة المطلقة، والشجاعة والجرأة، والتمرد، على واقعهن الاجتماعي المزري، والمظلم والتعيس، صار الموت لديهن أهون عليهن من معايشته، او القبول به، لقراءة تتمة القراءة (الاوبئة)للأعلى

الاسم: ماهين شيخاني
العنوان البريدي: mahin-sh60@hotmail.com
MessageType: مشاركة حول أدب الرسائل
Date: 09/04/08
Time: 18:16

التعليق:

المكالمة

التقط الرقم المكتوب على قصاصة ورق بلهفةٍ لا يصدق ,واخذ يتأمل الرقم .
- يا الله …لو كان صحيحاً , سأتحدث معهُ مطولاَ . بالتأكيد سيكون حديثهُ شيقاً لايمُل, إنهُ فنانٌ مثقف , ليس كغيرهِ من اللذينَ يحملونَ بزقاً أو طنبورة ويرتدون سترةً مُلونة ويضعون في أعناقهم كرافات .
لا …لا ابداً انهُ فنانٌ بمعنى الكلمة , كلهم يشهدون لهُ بذلك , حتى سعيد يوسف الأمير . الحديث يجب ان يكون موزوناً يمرُ من العقل قبل النطق والخروج من الفم .يا الله … كيف سأبدأ ..؟ !
- كان يحدث ذاتهُ - بعد التحية والسلام …هه… أ قول…أنا… أعوذ بالله من كلمة انا. لا… لا تصلح هذه البداية ,… ولا أستطيع التكلم ضمن قوالب جاهزة ومبرمجة سأفرغ مافي جوفي من كلام وسأثلج صدري وليقل عليَّ انهُ لا يعرف الإتيكيت – وتمتم – إذا كان الرقم خطأً .فماذا سأفعل ؟ .
التفت إلى أخته وقال: هل انت متأكدة من الرقم …؟ لا تحرجينني يا أختاه .
- أخذتها من صديقتي وهي تحدثت معهُ ؟!.
-
طوى القصاصة ووضعها في جيبه ولكنهُ لم يعد يحتمل الجلوس ، فنزل إلى بيته في الطابق الأرضي.

* * *
كانت النجوم ساطعة و متلألئة منتشرة في السماء ,و القمر مستدير كقطعة نقود مرسوم عليها وجهِ إنسان , وكأنهُ يقول : إنني أراقبُ تحركاتكم أيها البشر !. وبالرغم من مراقبة القمر للارض إلا انه كان يبدو جميل للغاية , يرتاحُ لها العيون ويدخل الأمل في القلوب.
وكانت الساعة تشير الى الثانية عشرة وبضع ثوان و الرقم المطلوب أثنا عشر أيضاً, رقم طويل يجب حفظه في الذاكرة ولابد من الانتباه والحذر,فأي لمسة خاطئة ستجعله ضمن قائمة المزعجين و هذا ما لا يريده .
اجمع قِواه اخيراً و بسمل ، تنفس الصعداء ، نظر في القصاصة والعيون صار يتأرجح كالبندول بينها وبين أرقام الهاتف وإصبعه تتحرك كضارب آلة كاتبة .
- صفر …صفر …أربع …ألخ.
- يا سلام… التقط الرقم بسرعة , يبدو أنني محظوظ الليلة …
- ترن …ترن …تناهت الى مسامعه : يس …ذيس…إز … نمبر؟ This is the number كاد لا يصدق حينه … وبلهفة المشتاق قال:
- ألو … ألو…
- من فضلك باستطاعتك التحدث بعد 20 دقيقة لو سمعت؟
- ألو… الو…
- من فضلك بعد 20 دقيقة وشكراً … اغلق الخط تجمد في مكانه ,تلبدت في روحه سحابة صفراء كئيبة،كان الصوت معروفاً…إنه هو … صوتهُ… بلا شك … نبرتهُ …أستطيع أن أميز صوته من بين أصوات العالم اجمع ولكن لماذا بعد عشرين دقيقة. أترى كان الرد من آلة التسجيل أو ما يسمونها السكرتيرة أم كان هو بالذات …
الرقم صحيح مائة بالمائة وهذا بيته !!.. وبشكل هستيري طلب رقم أهله في الطابق العلوي .
- ألو … يا جماعة,احلف لكم باني تكلمتُ معهُ وردّ علي وقال بعد عشرين دقيقة .
تعالت الضحكات من الطرف الثاني من الخط , وقالوا : سنأتي إليك حالاً…، لحظات وسمع وقع أقدامهم وهم ينزلون من الدرج , تجمع الأهل.
كان الهاتف على الطربيزة كشيء مقدس بينهم , ينظرون الى بعضهم بعضاً تارةً والى الساعة تارةً اخرى وبدا القلق يسيطر عليهم , الثواني اصبحت دقائق والدقائق أصبحت ساعات …
مازحهم قائلاً :لو كنتم الآن في الفراش… لكان افضل لكم من الانتظار ؟ . ما فائدة وجودكم هنا حتى هذه الساعة المتأخرة , سأتكلم معهُ وستسمعون صوتي فقط لان جهازي بلا أنتر فون.
ردّت إحداهن : لا عليك سنجلب الجِهاز من فوق [أشرت نحو الطابق العلوي ] . ونسمع صوتهُ.
-[قال في قرارة نفسه] ولكن ماذا سأقول لهُ . وبِماذا أفاتحه … وعن أي شيء سأتحدث ؟ . في السياسة لا يمكن وقد لا يحبذ ذلك , سأحرجه حتماً و سأحرج نفسي سيعتبرني ضيفاً ثقيلاً على مسامعه, سأقول له: نحن جميعاً – نحبك – صغيراً و كبيراً.
- هذا عادي جداً بالنسبة له ,لأنه فنان كبير ,فمثله يتلقون مكالمات مماثلة ليلاً نهاراً و هذه العبارات أصبحت روتينية لديه .
كلهم ينظر إليه، مبتسمون حيناً،منفعلون حيناً اخر ، جالسين في وضعيات مختلفة ،منهم مستلق على الارض و منهم على الكراسي باستثنائه فقط يتأرجح جيئةً و ذهاباً كأرجوحة غير مستقرة …أخيراً مرّت عشرون دقيقة كانت على أحر من الجمر ،أخذ الكرسي من أحدهم و جلس ليرتاح ويتكلم بأعصاب هادئة… … هيأ نفسه …استعد لرفع السماعة وبإصبعه بدأ الضرب على الأرقام الطويلة.
- ترن…ترن…و تووووت. ثم انفصل.
- لم يرفع أحد السماعة (قال في سره )
العيون جميعاً في اتجاه واحد ، و الكل آذان صاغية ، ينتظرون بلهفة واشتياق و لكن في الطرف الثاني لاجواب …مرة…اثنان…ثلاثة…
حاول عدة مرات و لكن دون فائدة .لا جواب .
تغير ملامح الجميع ،سمع صرير أسنان أحدهم و بدأ اليأس يفترس وجوههم.
- لا عليكم سأحاول مرة أخرى .
- صفر…صفر…أربع …الخ. ….و لكن دون ردّ أيضاً.
نظر الى الساعة كان عقربها الكبير مطبقاً تماماً على الرقم ستة أي إنهم انتظروا حوالي نصف ساعة عوضاً عن عشرين دقيقة.
- بصوت حزين و مقهور - قال أخوه: سأذهب …غلبني النعاس ، من منكم سيأتي معي ؟.
- اذهبوا الى فراشكم ،و تصبحون على خير .
بعد لحظات سمع صوت إغلاق الباب لدى مغادرة الجميع .أما هو فجلس على الكرسي ثانية . و استأنف عمله كضارب آلة كاتبه على الأرقام الطويلة …رنة…اثنتان … - هالو …هو سبيكينغ ؟ .
- الو…أبو جوان يتكلم .
- أهلاً و سهلاً،اعتقد أنت الذي طلبتني منذ قليل و طلبت منك التأجيل لمدة عشرين دقيقة، أليس كذلك ؟ .
- نعم …نعم أنا الذي كنت …
- أخي الكريم أتمنى أن لا تؤاخذني على التأخير ،كون الاتصالات معي كثيرة ويحتم عليً أن أبقى مع المعجبين .
- اذا لم نتحدث معك فمع من سنتحدث ،أنت فناننا القدير ؟!.
-أشكرك ، نعم يا أخ تفضل بالحديث ؟
- صدقاً لا أعرف كيف أبدأ و كيف أعبر لك عن مشاعري و أحاسيسي و عن إعجابي و احترامي لشخصك الكريم ،نحن جميعاً في هذه البلدة الصغيرة نحبك ، نعشقك و نعشق صوتك الصداح . أنت بلبلنا …لساننا…قلبنا ..؟.
كان صوته عالياً، و نبراته تمتزج بالحزن و الفرح ، فسمعوه في الطابق العلوي فقفز أخوه الصغير من الحائط فرحاً و فتح الباب الموصد لأخته . ودخلا الصالون منشرحين كأنهما أنجزا عملاً كبيراً ، يتهامسان .
- أصحيح هو ؟ لا نصدق …أتتكلم معه بالذات ؟ .
- بعد أن وضع السماعة - ابتسم و قال : صدقوني الحديث كان معه ،بالمناسبة سألني عن أحوالنا جميعاً و تمنى لنا الخير والسلام .
- و ماذا بعد ؟
- تصوروا فقد سأل عن الشتاء و المطر و الموسم ، يا لذكائه الخارق و كأنه يعرف معاناتنا مع المطر وشحه .ثم استأنف يقول : لقد سألني عن حبي للموسيقى، و على أية آلة أعزف ؟.
- وماذا قلت له ؟
- لقد أخبرته عن حقيقة حبي للموسيقى و الشعر فقلت :أموت في الموسيقى ولكنني مع الأسف لا أجيد العزف ،إلا أنني أعوض عن ذلك من خلال الشعر وخاصة الغنائي منه.
فقال لي : حسناً …عظيم جداً،ها أنا وأنت تجمعنا موهبة مشركة .
- غيره ؟…
- قال لي ،هل غنى أحد المطربين أشعارك. فقلت :
- نعم …هناك أربعة مطربين غنوا أشعاري وأستطيع ان اذكر لك أسماءهم (هنا قاطعني قائلاً ):
- أخي الكريم ،احضر الآن كاسيتاً جديداً لهذا العام . وسيكون جاهزاً خلال هذين الشهرين
- إذاً سنسمع جديدك في فترة قريبة .
- قال :هل لديك عنواني ؟
- للأسف لا يوجد سوى رقمك .
- اذا أكتب ، و أملى عليّ العنوان : PO box
وقال أأمل أن ترسل أشعارك سريعاً لكي ترى النور قريباً؟.
- أشكرك …أشكرك جزيل الشكر ، بصراحة لم احلم يوماً بهذه الفرصة ، أنها أجمل وأغلى فرصة …ان قلبي الآن يرقص من الغبطة والسرور، تصوروا أخوكم أبو الجوج أشعاره ستغنيها أحلى حنجرة في العالم …أنه لشرف عظيم ؟ .
* * *
بالرغم من تأخر الوقت فقد زال السهاد عن عينه ، تمدد في الفراش وهو يحلم بالمجد والشهرة وفكر في كيفية المراسلة ….
- العنوان لدي والأشعار جاهزة . فما المشكلة ؟ .
- ألا تعلم ما المشكلة ؟!
- لا…
- هل تتغابى ؟ أنت تعلم جيداً ما هي المشكلة ؟ .ليكن في معلومك إذا راسلت من هنا ،سيكون مصير الرسالة حتماً سلة المهملات ،إن لم يضف في المصنف المسجل باسمك في دوائر ال… ) ) . يا شاطر؟
- ماذا تقصد ؟
- إما انك لا تفهم أو انك فعلاً تتغابى ،الذي أعنيه مفهوم وواضح .
- ولكنها فرصة ثمينة ، قد لا تتاح لي مرة ثانية .
- إيه ..أنت حر ؟! واعذر من أنذر ..
- هناك حل آخر ؟
- تفضل هات ما عندك .
- لم لا أرسلها من مكان اخر ….أليست فكرة ممتازة ؟
- فكرة …يا لها من فكرة ،أتحسبهم أغبياء؟! ….
- يا الهي أصبحت أتحدث مع نفسي ،انفصام في شخصيتي يا ساتر..
- كانت هذه المحاورة بينه وبين ذاته الى أن استسلم للرقاد.
* * *

في الصباح الباكر و على غير عادته ، استيقظ أبو جوان منشرح الصدر ،مغتبطاً ،وكأنه ملك الدنيا ، لملم أوراقه و دفاتره القديمة ،رتب أشعاره المختارة و بخط مقروء وضعها في رسالة و أرسلها مع شخص سيسافر إلى محافظة أخرى و يرسلها من بريد تلك المحافظة .
- بعد فترة - ذاع الخبر وانتشر كالنار في الهشيم ، أشعاره سيغنيها المطرب الكبير في فترة قريبة جداّ . لمع نجمه و اشتهر كشاعر غنائي ،توافد إليه الفنانون و الصحفيون وصادقه الشعراء ودعوه الى الامسيات والمهرجانات ، واستقبله الناس بكل حفاوة وترحيب ،يسألونه عن أشعاره ودواوينه وجديده متى سيطبع .؟.ويتباهى بثقة غير معهودة حيث يرد :
- إنشاء الله ستسمعون …نعم وسيكون قريباً جداً .
بعد مدة زمنية لابأس بها، سمع من أصحاب الستيريو هات بان الفنان الكبير قد أنجز شريطه وسيتم توزيعه بعد عدة أيام فقط .
وتم توزيع الشريط ( الكاسيت ) فعلاً. وما ان سمع بوصول الشريط ،تحركت خلية النمل في جسده ولم يعد يتمالك ذاته وفضوله ، فبادر الى اقرب محل يطلب الكاسيت الجديد.
أخرج النقود ليحاسب …إلا ان صاحب المحل رفض رفضاً قاطعاً واقسم بأنه لن يأخذ قرشا واحدًا و أردف قائلاً :
- مستحيل يا أستاذ ، فتشريفك لمحلنا هو فخر كبير لنا ، ثم نحن لم نجزك و لو بعضاً من حقك وحق باقي الشعراء من أمثالك ،يجب ان نكرمك ونكرم كل عظيم مثلك ،انكم تضحون الكثير ، تبقى الشهرة للمطربين وانتم وراء الكواليس ،الشاعر في بلدان العالم له حصة على إبداعه بل ويأخذ أجراً ممتازاً ، ألا تستحق على الأقل هذا - الكاسيت - المتواضع.
- شكره على مجاملته الرقيقة،واتجه نحو الدار مسرعاً ، واجتمع الأهل حوله لسماع أشعاره الملحنة و المغناة بحنجرة أعظم فنان .

لمس مفتاح التشغيل بحنو وضغط ….الأغنية الأولى ….لا ليست هذه …..ثم ليس من المعقول ان يضعها في المقدمة ، (خليك واقعي أبو الجوج ،هناك شعراء كبار ألا تعلم أنه يغني لجكرخوين ،تيريز ، فقه طيران ) …قد تكون التي تليها …هذه أيضاً ليست هي …
مرت الثالثة ….الرابعة…انتهى الوجه الأول….
- الوجه الثاني …وصل الى الأغنية الاخيرة …مرت كسابقاتها ،تغيرت ملامحه واكفهر.
واصبح كبالونة تسرب منها الهواء ،صغر شيئاً فشيئاً ،وأحس بدوران الأشخاص والجدران من حوله و تمتم:
- لماذا…؟ لماذا طلب الأشعار مني ولم يغنها…هه؟!. هل مشاعر الناس عنده لعبة ،دنا من الهاتف ، رفع السماعة - انتبه له أخوه - سأله :
- سأتكلم مع الأفندي ،لم النفاق ؟ لم الكذب ؟.كان بإمكانه ان يقول الصراحة ،لماذا ورطني و جعلني أضحوكة بين الناس .
- إذا اخبره ليلاً …انه لا يستحق ان تهدر قرشا واحداً لأجله ،سيكلفك ثمن المخابرة الآن أكثر.
- لايهم ، لأخسر خمسون ألفاً ، يكفي ان أشفي غليلي الآن و في هذه اللحظة ؟ انه عديم الإحساس و الأخلاق ؟
وضع فهرس الهواتف أمام ناظريه ،وهو يرنو الى الرقم الطويل،وبدأت سبابته بالعمل،تفصد جبينه عرقاً، أوصاله ترتعد،عروقه كادت تخرج من رأسه ، لم يعدقادراًالسيطرة على جسده الملهب ،الضغط مرتفع حيناً و هابط حيناً اخر ،فقد التوازن والحكمة ،سمع ردّ الهاتف ….ترن….ترن …
- آه …التقط الرقم …يا لحظك العاثر…سأشفي غليلي منك .
- هالو …يس…ذيس أذ نمبر
- قاطعه بحده - هذا انت أيها الفنان …كم انت بارع ،حدثوني عن دهائك فلم اصدق ،إلى أن وقع الفأس بالرأس .
- صوتك ليس بغريب عني ؟ اعتقد بأنني سمعتك قبل الآن ؟ أنت من تلك البلدة الصغيرة للأسف لم اعد أتذكر اسمك؟ أو اسم بلدتك ؟.
- طبعاً ستنسى اسمي ،وهل يهمك أسماء وأحاسيس الناس….
- عفواً ،ماذا تفضلت ؟!..
- أظنك سمعت ما قلت …
- يا أخ اسمعني جيداً مازلت في انتظار أشعارك ،ولكنك لم ترسل إلي شيئاً إلى الآن …..
- نعم ، عليّ أنا…أفهم يا فنان ،المرء لا يلدغ من جحره مرتين ، و أنا لا اسمح لنفسي بأن الدغ من جحري مرتين ، اعتقد مرة واحدة تكفي ، إياك ثم إياك …
- صدقاً يا أخ أشعارك لم تصلني بعد ،وأنا في انتظارها.
- هل تبغي جنوني يا رجل ،لا تخرجني عن طوري ؟.أقول لك بعثتها …بعثتها منذ شهرين و اكثر …..بعثتها….- وقبل ان يضع السماعة - كان الصوت من الطرف الثاني ينادي : ….هالو ….هالو ……
بقلم : ماهين شيخاني – سوريا . 5-6-1996للأعلى


الاسم: احمد محمود القاسم
العنوان البريدي: AHMAD_ALQASIM@YAHOO.COM
MessageType: مشاركة حول أدب الرسائل
Date: 30/03/08
Time: 08:19

التعليق:

قراءة في رواية الكاتبة والأديبة زكية خيرهم:
(نهاية سري الخطير)
بقلم الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
الكاتبة والأديبة والروائية زكية خيرهم، كاتبة وأديبة مغربية مقيمة في النرويج، معروف عنها في كتاباتها بتحررها الاجتماعي وثورتها على القيم والعادات والتقاليد العربية الشرقية البالية، بحق وحقيقة، فهي بكتاباتها موضوعية وواقعية جدا، وبقناعاتها جريئة وصريحة أيضا، وتعرف جيدا من أين تأكل الكتف (كما يقولون)، تتمتع بذكاء بالطرح والسرد، وتؤمن بمساواة المرأة بالرجل بشكل كبيرة جدا، وأيضا تعمل جاهدة ضد اضطهاد المرأة واستغلالها من قبل الرجل العربي والشرقي، كما أنها تقف ضد ممارسة العنف ضد امرأة، والممارسات الخاطئة، سواء العنف الجنسي كالاغتصاب، لقراءة تتمة قراءة في رواية (نهاية سري الخطير)للأعلى


الاسم: احمد محمود القاسم
العنوان البريدي: AHMAD_ALQASIM@YAHOO.COM
MessageType: مشاركة حول أدب الرسائل
Date: 27/03/08
Time: 08:51

التعليق:

قراءة بين السطور، في كتاب فضيلة الفاروق (تاء الخجل)


الكاتب والباحث احمد محمود القاسم


فضيلة الفاروق كاتبة جزائرية، تتصف كتاباتها بالجرأة والصراحة، لها عدة كتب منها كتاب (مزاج مراهقة) وكتاب (تاء الخجل) وكتاب (لحظة لاختلاس الحب) وكتاب يحمل اسم:(اكتشاف الشهوة)، ويعتبر من أجرا كتبها صراحة وجرأة، فهي تتحدث عن مغامراتها الشخصية وقصة زواجها من رجل جزائري بعد انتظارها لأكثر من 30 عاما، وهي تنتظر فارس الأحلام كي يأتي ويخلصها من أحزانها وآلامها، ولكنها لم تكن تتوقع أن زوجها ينظر إليها في السرير، ليست كزوجة بل كعاهرة، تقول تشكي همها لصديقتها:
(هل تعريفين، حين تزوجت، كنت أظن أن كل مشاكلي انتهت، ولكني اكتشفت، أنني دخلت سجناً فيه كل أنواع العذاب، أنا "باني بسطانجي" التي منعت طيلة حياتها، حتى مجرد أن تفكر في ذكر، بين ليلة وضحاها، أصبح المطلوب مني، أن أكون عاهرة في الفراش، أن أمارس كما يمارس هو، أن أسمعه كل القذارات، أن أمنحه مؤخرتي ليخترقها بعضوه، أن أكون امرأة منسلخة الكيان، أن أكون نسخة عنه، وعن تفكيره، المشكلة تجاوزتني يا "شاهي" ولهذا تطلقت، ما اخترقني لم يكن عضوه، كان اغتيالا لكبريائي، وفيما أشعل هو، سيجارة انتصاره، ليتمم بها متعته، قمت أنا منكسرة، نحو الحمام، غسلت جرحي وبكيت، لم أكن احلم في تلك الليلة، فقد فاتني قطار الأحلام، وتركني واقفة على محطة مقفرة، تنعق فيها غربان الخيبة، ليلتها، لم يزرني الشاب الأسمر، الذي لطالما حلمت به، لم يلامسني بغابته الصغيرة، قبل أن استسلم للنوم تماما، ولم تحل سمرته علي، كليل رومانسي جميل، كانت تلك ليلتي الأولى، بدون رجل، كانت ليلة تنزف بين الفخذين إهانة قاتمة، ليلة لا معنى لها، حولتني الى كائن لا معنى له، حقارتي بدأت من هنا، من هذا الزواج، الذي لا معنى له، من هذه المغامرة التي لم تثمر، غير كثير من الذل في حياتي، وكثير من الانهزامية والتلاشي والانتهاء، في غاية السخف، كانت تحدث لي أمور لا افهمها، أمور تجعلني انتهي، وأتوقف عند لحظة اتخاذي لقرار الزواج، خمس وثلاثون سنة، وأنا في انتظار عريس يليق بحجم انتظاري).
المقطع السابق، مقتبس من كتابها (اكتشاف الشهوة) للتدليل على جرأتها وصراحتها فقط، كما أنها تابعت جرأتها وصراحتها في كتابها:(تاء الخجل)، هذا الكتاب، والذي قد يكون قد تضمن جزءا من مغامراتها الخاصة، بعد إحساسها بفشل زواجها وانتقالها من الجزائر الى باريس، واحتقارها من قبل زوجها وعدم احترامه لشعورها ولأنوثتها ورغباتها، بل كان كل ما يهمه، رغباته الجنسية الذاتية، وتنفيس رغبته وهياجه الجنسي فيها، وبالطريقة التي يرغبها غصبن عن أنفها، شاءت أم أبت، مع أنها كانت تستسلم لرغباته في الأخير، حيث كانت لا تتمكن أن تقاوم شراسته وحيوانيته.
رغم الإحساس والشعور، وأنت تقرأ كتابها (تاء الخجل) بأنها كانت تسرد مجرد سيرتها الذاتية، إلا أن الكتاب، معني بأن يظهر المعركة الشرسة الدائرة في الجزائر منذ العام 1995م وحتى يومنا هذا، أي منذ أكثر من خمسة عشر عاما، بين الجماعات الإسلامية المتشددة، والمتمثلة بجبهة الإنقاذ الوطني الجزائرية، والحكومة الجزائرية، والتي لم تعترف بفوز الجماعات الإسلامية والمتمثلة بجبهة الإنقاذ الوطني في الانتخابات في ذلك الحين.
تعرض الكاتبة فضيلة الفاروق، نماذج لما تقوم به جبهة الإنقاذ الوطني الجزائرية من ممارسات بشعة ضد النساء الجزائريات، بعد اختطافهن بعمليات عسكرية مباغتة، من مواقع سكناهن البعيدة عن سلطة الدولة وحمايتها، ومن ثم نقلهن الى الجبال، حيث تتمركز معسكراتهم وجماعاتهم المسلحة في الأحراش والمغر، حيث يتم توزيع النساء والشابات على الجماعات المسلحة، بما يشبه الغنائم، ليفعلوا بهن ما يشاءوا، حيث يتم تعذيبهن واغتصابهن، وفي حالات أخرى قتلهن، ومن تبقى لهن الحياة، يتم تشغيلهن في إعداد الطعام والشراب للجماعات المسلحة، لأنهن زوجات او بنات او قريبات لمسئولين او موظفين في الحكومة الجزائرية، تعتبرهم جبهة الإنقاذ، كفرة في خدمة دولة وسلطة كافرة أيضا، وبالتالي من الجائز الانتقام من نسائهن بأساليبها الخاصة، وبالطريقة التي تراها مناسبة، طبعا الكاتبة فضيلة الفاروق بشكل أو بآخر، تدين هذه الممارسات الغريبة والعجيبة، مع أن موقفها غير معلن بشكل مباشر، لما قد يسببه لها من تعرض قد يودي بحياتها.
تتابع فضيلة الفاروق في كتابها فتقول:
(الناس هنا لا يخافون ما تقوله المآذن
حتى حين قالت:اللهم زن بناتهم، قالوا: آمين
وحين قالت:اللهم يتم أولادهم، قالوا: آمين
وحين قالت:اللهم رمل نساءهم، قالوا: آمين
كانوا قد أصيبوا بحمى جبهة الإنقاذ، فغنوا جميعا بعيون مغمضة: دعاء الكارثة).
تقول فضيلة الفاروق أيضا، بناء على البيان الذي صدر عن الجماعات الإسلامية المسلحة رقم 28 الصادر في 30 نيسان 1995م، ( أنها قد وضعت دائرة معركتها للانتصار للشرف، بقتل نسائهم ونساء من يحاربونا، أينما كانوا في كل الجهات التي لم نعترض فيها لشرف سكانها، ولم نحاكم فيها النساء، وسنوسع أيضا دائرة انتصاراتنا بقتل أمهات وأخوات وبنات الزنادقة اللواتي يقطن تحت سقف بيوتهن واللواتي يمنحن المأوى لهؤلاء).
تقول فضيلة الفاروق في كتابها أيضا، أنه بناء على البيان السابق فأن هناك أكثر من خمسة آلاف امرأة، اغتصبن منذ العام 1994 م، وأكثر من 1700 امرأة اغتصبن أيضا، خارج دائرة الإرهاب. وأنها عندما زارت مجموعة من النساء المختطفات والمغتصبات ممن تم تحريرهن من أيدي جبهة الإنقاذ، يقبعون في إحدى المستشفيات الجزائرية لعلاجهن مما أصابهن من آثار التعذيب، وجدت أن الكثيرات منهن كانوا حوامل، ويرغبن بإسقاط ما بهن من الحمل، إلا أن إدارة المستشفى كانت قد رفضت طلبهن هذا، لأنهن يحتجن الى محضر من الشرطة، يثبت حقيقة حالتهن، فمن يدري أن يكن هؤلاء النسوة الحوامل، كن قد التحقن بجبهة الإنقاذ بإرادتهن، والإدارة لا تستطيع إجهاضهن على مسؤوليتها الخاصة، كون عمليات الإجهاض غير مسموح بها بشكل رسمي وشرعي، وقد وصفت الكاتبة حالات بعض السيدات الجزائريات التي تم اغتصابهن وتعذيبهن وانتحار البعض منهن مثل السيدة (يتيمة ورزيقة وغيرهن كثيرات).
تتابع فضيلة الفاروق فتقول، إن إحضار محضر من الشرطة، ليس بالأمر السهل الحصول عليه، ومتابعته، خاصة انه يحتاج أيضا لوقت طويل، لذلك لجأن الكثيرات منهن للانتحار، للتخلص مما هن فيه من معاناة وآلام حادة وحالات نفسية سيئة وقاسية، لأنه حتى أسرهن، رفضن استقبالهن، ومن استقبلتهن أسرهن، كان مصيرهن القتل، لغسل العار والحفاظ على شرف العائلة، كعادات أهل القبائل في مثل هذه الحالات.
استذكرني مثل، وأنا أقرأ كتاب فضيلة الفاروق:(تاء الخجل) يقول:
(من لا يقدر على الحمار يعض البردعة)
فما ذنب النساء والعذارى من الشابات والقاصرات الجزائريات، تعذيبهن واغتصابهن وقتل من ترفض منهن اغتصابها، في معركة سياسية بين الحكومة وجبهة الإنقاذ، حيث ليس لهن فيها لا ناقة ولا بعير، وأين ذهبت القيم الإسلامية والتي تحث على احترام النساء وتقديرهن والحفاظ عليهن وصون شرفهن، الم يقل الرسول الكريم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم): (استوصوا بالقوارير) أي بالنساء، واستوصوا بالنساء خيرا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
أليست تصرفات جبهة الإنقاذ الوطني الجزائرية تسيء للدين الإسلامي وللجماعات الإسلامية الأخرى وللقيم والأخلاق العربية وللشرف العربي من المحيط الى الخليج.
أهكذا يكون الرد على الحكومة الجزائرية التي رفضت فوز جبهة الإنقاذ الجزائرية في الانتخابات الديموقراطية من قبل جبهة الإنقاذ؟؟ فهي بذلك تعالج الموقف الخاطيء من قبل النظام الجزائري، بمواقف أشد خطأ منها، وأكثر وقعا سيئا على النفس البشرية من كل شيء، وبهذا تكون جبهة الإنقاذ، قد خسرت من قواعدها الشعبية الشيء الكثير، بدل من تعزيزها بروح ديموقراطية أعمق من ذي قبل.
رغم الأسلوب الجريء والصريح والشجاع التي اتصفت به الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق، والذي قد لا يروق للبعض من القراء والكتاب، إلا أنني احيي هذه الكاتبة، على صراحتها وجرأتها وشجاعتها في التعبير عما يجول في خاطرها، سواء المواقف المتعلقة بممارسات بعض الرجال الخاطئة، ونظرتهم الدونية الى المرأة، أو ما يتعلق بالموقف المدان والممارسات الخاطئة لجبهة الإنقاذ الجزائرية في ممارستها المشينة نحو نساء الجزائر الفاضلات.للأعلى


الاسم: احمد محمود القاسم
العنوان البريدي: AHMAD_ALQASIM@YAHOO.COM
MessageType: مشاركة حول أدب الرسائل
Date: 27/03/08
Time: 08:49

التعليق:

قراءة، في كتاب، الكاتبة سلوى ألنعيمي: (برهان العسل)


الكاتب والباحث احمد محمود القاسم


سلوى ألنعيمي كاتبة وصحفية سورية، تقيم في باريس، وكانت تعمل أمينة عامة في إحدى مكتباتها، كتابها الوحيد والذي جاء كقصة، هو كتاب (برهان العسل)، مع أن لها عدة كتب أخرى، بالأشعار، أما كتابها المذكور، والذي جاء على هيئة قصة، تسرد فيه سيرتها الذاتية، فهو كتابها الوحيد، والذي أثار ضجة إعلامية كبيرة، في الأوساط العربية، لجرأة ما جاء به من التعابير والأوصاف الجنسية المثيرة والمباشرة، تصريحا لا تلميحا، وجرأتها وصراحتها في التعبير عن رغباتها الجنسية ومكنونات نفسها، مما اضطر الرقابة العربية من منع نشر كتابها وبيعه في أسواقها، مما زاد من طلب الجمهور العربي له، على قاعدة كل شيء ممنوع مرغوب، وزاد أيضا من شهرة الكاتبة سلوى ألنعيمي إعلاميا على الصعيد العربي.
في عصرنا الراهن، وفي ظل العولمة، وفي ظل التكنولوجيا الحديثة، والتقدم الهائل لوسائل الاتصالات، والتدفق الكمي والنوعي للمعلومات، بالصوت والصورة، دون رقيب أو حسيب، عبر الشبكة العنكبوتية ومحطات الفضائيات وعبر وسائل الإعلام الأخرى، باعتقادي العميق والكبير، لم تعد للكلمة أهمية كبيرة في الإثارة، مقارنة بالصوت والصورة، لأن الصوت والصورة، سبقتا الكلمة بسرعة، وبأكثر كثافة وتأثيرا، ولا اعتقد بان الكلمة، ومدى دقتها ووصفها العميق للحركة والصورة، وللمواضع الخفية، قادرة أن تتكلم أكثر مما تتكلمه الصورة عن نفسها، وكذلك فيما يتعلق بالصوت أيضا، وبالتالي، تبقى الكلمة، اقل تأثيرا، مهما كان وصفها دقيقا وعميقا، فالكلمة، اقل تأثيرا من الصوت والصورة، فإذا كان هذا هو الواقع المرئي والمسموع، فلماذا إذن الاستهجان من الكلمة، مهما كانت شدة إباحيتها.
باعتقادي منذ سنين الأربعينات وحتى سنيي السبعينيات أيضا، كان من المستبعد أن ترى امرأة بملابس مثيرة او ترى جزءا من جسمها عاريا في مواقع عامة، حيث كان منظر كهذا، يثير دهشة وضجة كبرى، وقل أن تشاهد امرأة في شارع او موقف عام، وتظهر الكثير من مفاتنها للعامة، في تلك الفترة الزمنية بالذات، كان هناك أهمية تذكر للكلمة، حتى تكمل ما خفي من مواقع المرأة المكشوفة، فكانت الكلمات الجنسية وما تخللها من وصف للأعضاء او المواقع الجنسية المثيرة من جسم المرأة وللعملية الجنسية بشكل عام، أهمية كبيرة في تأجيج المشاعر الجنسية لدى الجنسين.
في عصرنا الحالي لم تعد للكلمة، مهما كانت تعبر عن حالات جنسية حميمة و مثيرة، تأثيرها الكبير في المجتمع الإنساني، أكثر من تأثير الصوت والصورة، لذا استغرب حقيقة، واستهجن، الرقابة العربية واستغراب البعض واستهجانهم لبعض الكاتبات العربيات، وما يكتبونه في بعض رواياتهم وقصصهم من صور جنسية مثيرة، وكأنها الكارثة والطامة الكبرى، وتناسوا ما يعرض بالصوت والصورة، عبر الشبكة العنكبوتية وعبر الفضائيات، لكل العمليات الجنسية، بشتى صورها وأشكالها و وأضاعها، بحيث لم يعد خافيا على أحد، صغر أو كبر، معرفة ما يحدث بين العشاق وبين الأزواج خلف الأبواب المغلقة، فلما كل هذه الضجة، على الكاتبات العربيات وكتاباتهم الموحية بالجنس، والعمليات الجنسية، أمثال سلوى ألنعيمي وفضيلة الفاروق وأحلام مستغانمي وعالية شعيب وليلى العثمان والهام منصور وعلوية صبح وعفاف البطاينة وليلى الأطرش و حزامة حبايب، فهل حقا هم تفوقوا في وصفهم للعمليات الجنسية في رواياتهم وقصصهم، وما يطرحونه من المواقف المثيرة للمشاعر، أكثر مما يعرض بالصوت والصورة عبر الشبكة العنكبوتية وعبر الفضائيات عربيا وعالميا ؟؟ لا اعتقد ذلك، لذلك، يصبح الاستهجان والرفض والامتعاض، لما نقرأ عبر كتب وروايات بعض الكاتبات والكتاب هو المستهجن والمرفوض .
ما استجد على القاريء والمواطن العربي في هذا المجال، هو جرأة الكاتبات العربيات عن الكتاب العرب، على وصف العمليات الجنسية وذكر الأعضاء الجنسية أيضا، بمسمياتها مباشرة دون تلميح ولف ودوران، كما كان يحدث في السابق، بشكل غير مباشر، بل ذكرها تصريحا وبشكل مباشر وليس تلميحا، ووصفها بدقة متناهية أيضا، والأكثر من ذلك، التعبير عما يدور في خلجات نفس الكاتبة من المشاعر الفياضة والحميمة، والشهوات الجنسية، والإعجاب والامتنان لما حدث ويحدث، سواء لها أو لبنات جنسها من قبل الرجل، وتفاعلها معه بشكل عميق، سواء كان الزوج أو العشيق، بطريقة شرعية أو غير شرعية، عبر العلاقات المفتوحة، وعن مدى رغبتهن في ذلك، ومتعتهن غير المحدودة أيضا، وشعورهن باللذة غير المتناهية من جراء هذه الممارسات، والإشادة بها والرغبة في تكرارها.
هناك جيل جديد وجريء جدا، من الكاتبات والأديبات العربيات، ظهرن على الساحة العربية، من الخليج الى المحيط واشتهرن بجرأتهن الكبيرة، في التعبير عما يجول في خواطرهن من المشاعر الجياشة والحميمة دون خوف أو وجل، أمثال ليلى العثمان وعفاف شعيب وحزامة حبايب وسلوى ألنعيمي وفضيلة الفاروق وأحلام مستغانمي والهام منصور وعلوية صبح وعالية ممدوح وعفاف البطاينة وليلى الأطرش ورجاء الصانع، وغيرهن كثيرات، وقد سبق هؤلاء الكاتبات والأديبات الجريئات، عدد من الكاتبات والأديبات الجريئات في سنين الستينات وبعدها أمثال د. نوال السعداوي وفاطمة المرنيسي وغادة السمان وليلى بعلبكي وكوليت خوري وغيرهن كثيرات أيضا، ليس المجال لتعدادهن هنا. وقد لاقى الجيل الأول، جيل د.نوال السعداوي وفاطمة المرنيسي الكثير من النقد والتجريح والتشهير، ووصفن بأقبح الأوصاف وأقذرها، لجرأتهن وصراحتهن في التعبير والكتابة، عما يجول في خواطرهن من الأمور الجنسية والحميمة، وفضحهن لمواقف بعض الرجال من المرأة وممارستهم الخاطئة نحوها، وقد صمدن تلك الكاتبات والأديبات صمودا رائعا وعظيما، ولم يتراجعن عن مواقفهن وكتاباتهن، على الرغم مما لاقينهن من الحصار والمنع والتجريح والتشهير، أما جيل الكاتبات الحالي، فمعظمهن ظهرن في ظل العولمة، وانتشار الشبكة الالكترونية العنكبوتية، واشتهرت كتاباتهن بسرعة، وانتشرت أسماؤهن بسرعة أيضا، كانتشار النار في الهشيم، ولم تلق كتاباتهن رفضا وتشهيرا وتجريحا، كما لاقته الكاتبات السابقات، ولم يتعرضن كثيرا للتشهير والتعنيف والتهديد، كما لاقته الكاتبات الأوائل.
أما الكاتبتان الأكثر جرأة وتصريحا في الكتابة والتعبير عن الشهوات والمغامرات والصور الجنسية في وقتنا الحاضر، فكانتا الكاتبة الجزائرية (فضيلة الفاروق) في كتابها (اكتشاف الشهوة)، والكاتبة السورية (سلوى ألنعيمي)، في كتابها (برهان العسل). والكتاب الأخير، كما قالت الكاتبة نفسها، كان عبارة عن دراسة عن الجنس في العالم العربي وفي التراث، و كان معدا لعرضه في مؤتمر يتعلق في هذا المجال، كان سيعقد في واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية.
لنقرأ بعض المقاطع للكاتبة السورية سلوى ألنعيمي من كتابها (برهان العسل):
كنت أذهب إليه في الصباح قبل العمل، اصعد الدرج ركضا، أدق الجرس رنة خفيفة، فيفتح الباب فورا، وكأنه كان ينتظرني وراءه، نصف نائم، ارمي ملابسي وأدخل السرير ملتهبة، التصق به، وأبدأ في تشممه، يرفع الغطاء، وتمر يده على تفاصيل جسمي ببطء شديد، يتذوق عسلي بجدية راضية، وأتفقد بشفتي، كل موضع من جسده، عيناي مفتوحتان وجسدي أيضا، بين تسرعي المتلهف، وتمهله المتلذذ، نجد إيقاعنا، يمر الوقت ولا نفترق، لا نتوقف، تحته، فوقه، الى جانبه، منبطحة على بطني، راكعة على ركبتي، بين كل وضعية وأخرى، كان يردد جملة يقولها دائما: عندي فكرة، كانت أفكاره لا تنتهي، وأنا أحب أفكاره وفلسفتة.
وفي موقع آخر من القصة تقول سلوى ألنعيمي:
كان يقول لي النساء نوعان:المرأة الخسة، والمرأة الجمرة، وأنا أسأله بخبث، وهو لا يرد، بل يجذبني الى صدره وأرتمي عليه، ويقبل عيني وشفتي، وأنا أمص ريقه، ويحسس على بطني، وأفتح ساقي، ويدخلني عميقا ليحترق معي، أود أن أساله؟؟ والرجال كم نوعا؟؟ وتنسيني متعتي ولذتي كل الأسئلة.
وتقول سلوى ألنعيمي في موقع آخر من القصة أيضا:
ما كنت أمشي معه في الشارع العام، وما كان يمشي الى جانبي، من دون أن يضع يده على مؤخرتي، يتحسسها من فوق الثياب، أو على اللحم مباشرة، أصرخ مبتعدة عنه: مجنون، نحن في الشارع العام، قد يرانا الناس!! كنت جبانة، وحريتي الجنسية العملية، لا تعبر عن نفسها إلا بعيدا عن عيون الآخرين.
كان يقول: تلفتين نظر الناس، عندما تبتعدين عني، إنهم لا يرون شيئا. لا أحد ينظر إلينا، لو تابعت السير بهدوء، يرد علي وعلى استهجاني، وهو يعيد يده إلي، الى مؤخرتي، وأنا أشهق رغما عني، والتصق به، وأنسى العيون الغريبة، صار يبحث عن باب أول عمارة نمر قربها، كي يجذبني الى داخلها، ويقبل شفتي، ويمص لساني ويتحسس صدري.
بداية كنت مضطربة، وبمرور الوقت، تعودت، وصرت أمشي الى جانبه، وعيناي تبحثان معه عن أي مكان يمكنني فيه، أن اقبله وأمص لسانه، وأتحسس جسده.
وتتابع سلوى ألنعيمي وتقول بعض النكات عن المرأة في كتابها:
في الثامنة من عمرها، أي في سن الطفولة، تقودها الى السرير، كي تحكي لها حكاية.
في الثامنة عشرة من عمرها، أي في سن البلوغ، تحكي لها حكاية، لتقودها الى السرير.
في الثامنة والعشرين من عمرها، لا تحتاج لأن تحكي لها حكاية، كي تقودها الى السرير.
في الثامنة والثلاثين من عمرها، أي في أوج شبقها، هي التي تحكي لك حكاية، لتقودك الى السرير.
في الثامنة والأربعين من عمرها، تحكي لك حكاية، كي تتجنب الذهاب الى السرير.
في الثامنة والخمسين من عمرها، تبقى أنت في السرير، لتتجنب أن تحكي لك حكاية.
في الثامنة والستين من عمرها، إذا قدتها الى السرير، فهذه هي الحكاية.
في الثامنة والسبعين من عمرها، أي سرير وأي مكان بحق الشيطان، وأي نوع من الرجال أنت!!!!!!!!
وفي موقع آخر تصف لقاءها مع (المفكر) والذي هو بمثابة عشيقها، مع أنها أوجدته في خيالها فقط، فتقول: (المفكر هو عشيقي، لم يخطر لي هذا أبدا، هل يمكن أن أكون عشيقة؟؟ لرجل لا أريد منه إلا أن يحضنني في مكان مغلق!!!! ثم أذهب بعد في التأويل، لأن المفكر قال لي كعادته: عندي فكرة، فيقترب من السرير، وانبطح أنا على بطني، رافعة ظهري، معتمدة على ذراعي، هو خلفي ولا أراه، تمر كفاه بإصرار، ترسمان حدودي من الكتفين الى الفخذين، لتستقرا على مؤخرتي، يشدني إليه، التصق به أكثر، كي امتلأ به أكثر، ادفن وجهي في الوسادة، لأخنق همهمات لذتي، المتوحدة مع حركاتنا وكلماتنا. كنت أعرف أن الجماع، ألذه أفحشه، ومع ذلك، كنت أحاول أن أكتم حتى أنيني، يشدني إليه، وتلك الوضعية هي أكثر ما أحب، وأكثر ما يحب هو أيضا.
هذا بعض مما تمكنت من اقتطافه من كتاب سلوى ألنعيمي:(برهان العسل)، وان كانت الكاتبة تتحدث بكتابها عن كثير من الأمور والقضايا الجنسية في التراث العربي والإسلامي باستفاضة أكثر، وجرأة أوسع وأعمق، وبتعابير لم نتعود لها في كتابات سابقة، وهي نفسها المتداولة بين عامة الناس، وفي جلساتهم السوقية، ومع هذا وذك، تبقى ممارسات البعض منا، في الخفاء وخلف الأبواب المغلقة بشكل شرعي ورسمي أو غير شرعي ورسمي، أكثر حرجا وإحراجا مما كتبته سلوى ألنعيمي وغيرهن من الكاتبات العربيات في أمور الجنس، والمواقف الحميمة والساخنة. ويبقى السؤال المطروح هو:
هل لو سمح بنشر كتاب سلوى ألنعيمي وغيرها من الكتب المشابهة، لكاتبات أخريات، كتبن في نفس الاتجاه التي كتبت فيه سلوى ألنعيمي كتابها، ستلقى مثل هذه الكتب، الانتشار والاهتمام والشهرة الواسعة، التي لقيها كتاب سلوى ألنعيمي (برهان العسل) ؟؟؟ حقيقة سؤال يستحق البحث عن جواب له، خاصة ونحن نعيش في عصر العولمة والانفتاح وعصر التكنولوجيا والتدفق الهائل والكمي والنوعي للمعلومات.للأعلى


الاسم: بشيري طيب مروان

العنوان البريدي: maroinedes@yahoo.fr
مشاركة حول أدب الرسائل
Date:17/02/08
Time:18:28
 
التعليق:
 
- في أدب الرسائل-  مقطع من روايتي أوزار أهل السامرة:
وكالعادة.. عندما يجيء الليل .. يبدأ انقباض القلب وتخبثه .. يستلقي على قفاه .. ويبدأ في قتال الروح بلا مكابح.. لكنه قاوم النوبة وتناول كتابا وبدأ يقرأ فيه .. وجده شبيها بنفسه .. قرأه بنهم وعشق ونفس مطمئنة ..
"ذاكرة الجسد" تأمل العنوان مليا وتنهد بحرارة.. كأنما أثار فيه الكتاب حنينا لذاكرة الروح ورغبة في استعادة الذكريات الجميلة من كتاب حياته الماضية.. ثم تأمل اسم صاحبة الكتاب ومرر عليه أصابعه في حنان بالغ.. وبدأ يحدثها بصوت مرتفع:
- سيكون هذا الليل لك .. يا أم الأدباء المساكين .. الأطفال الجدد على أرض الحروف والكلمات.. سأرفع هذا السواد لكل مل كتبت وما لم تكتبي.. وهل بقي شيء يكتب؟ .. نفذ البحر قبل أن تنفذ الكلمات.. يا لحماقتنا ونحن نغوص بأقلامنا اليابسة.. أجيبي يا أم الكلام.. لماذا لم تنصحي صغيرك بعدم الإبحار؟.. وهو الضعيف بلا زاد .. وأنت بما كتبت .. تدفعين به نحو التيار الجارف .. رميت بصندوق أحلامه في اليم .. ولم يكن قلبك فارغا كأم موسى.. أغريتنا بجسد الكلام الفاضح .. وتركتنا بين قتيل وجريح .. لولا أن تصفيني بسوء الأدب لقلت لا سلام معك ولا هم يحزنون.. ولو لم أكن بارا بوالدتي لعزمت القدوم إليك حاملا سبعين عتاب قبيح.. لكن رحمة الله خليقة بجعلي أقرئك سلام المتعب الذي غمطه سوء الحظ.. وهده القعود.. " فسلام ".. تحية من قلب رحيم .. منهك.. متصدع.. لقراءة تتمة المقطع (سيكون هذا الليل لك.. يا أم الأدباء المساكين)للأعلى

الاسم: احمد محمود القاسم

العنوان البريدي: AHMAD_ALQASIM@YAHOO.COM
مشاركة حول أدب الرسائل
Date:09/02/08
Time:12:32
 
التعليق:
 
دراسة بعنوان
....وتبقى الأنثى هي الأصل
الكاتب والباحث/احمد محمود القاسم
عندما قال نابليون " ان المرأة التي تهز السرير بيسارها تهز العالم بيمينها “ كان لقوله هذا معنى كبير جدا، يدل على ان للمرأة تأثير كبير جدا في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، خاصة إذا أعطيت الفرصة لتعبر عن كيانها ووجودها، ولاقت التشجيع المناسب، واستغلت عقلها وذكاءها وكافة امكانيتها المتاحة لها بحدود المعقول والواقع، بدون تجاوز كبير للقانون او المنطق او التقاليد والعادات الاجتماعية. لقراءة تتمة المقال (وتبقى الأنثى هي الأصل)للأعلى

الاسم: احمد محمود القاسم
العنوان البريدي: AHMAD_ALQASIM@YAHOO.COM
مشاركة حول أدب الرسائل
Date: 09/02/08
Time: 12:30

التعليق:

وراء كل عذاب امرأة رجل
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

أثار كتاب الدكتورة السعودية، رجاء بنت عبد الله الصانع (بنات الرياض)، في حينه، ضجة كبيرة جدا بالأوساط السعودية والخليجية، والعربية بشكل عام، كونه يفضح ممارسات بعض الرجال السعوديين في مدينة الرياض، مع بعض النساء السعوديات، وان كان هذا ينسحب على باقي المدن السعودية الأخرى من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن أقصى شرقها إلى أقصى غربها.
الدكتورة رجاء الصانع من مواليد العام 1981م، و حاصلة على شهادة بكالوريوس في طب ألأسنان، من جامعة الملك سعود في العام الدراسي 2005م في الرياض-المملكة العربية السعودية، والتي أتحفتنا بكتابها بعنوان: (بنات الرياض). لقراءة تتمة المقال (وراء كل عذاب امرأة رجل)للأعلى


 

موقع القصة السورية يطفئ شمعته الثالثة بنجاح

بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على انطلاق موقع القصة السورية

يخصص الموقع العدد الثاني 2008 من مجلته الشهرية

 (مجلة القصة السورية)

لأدب الرسائل

دراسات -  رسائل - كتب

ويدعو كافة الأدباء والصحفيين والكتاب العرب

والمهتمين في أدب الرسائل، للمساهمة بكتاباتهم في هذا العدد.

من خلال تزويدنا بدراساتهم وأبحاثهم ومقالاتهم

وأعمالهم الأدبية حول الموضوع.

على أن تكون الأعمال المرسلة من إبداع وتأليف الكاتب وليست مقتبسة.

أخر يوم لاستلام المواد والمشاركات هو 28/01/2008

للإطلاع على الصفحات المخصصة لأدب الرسائل ومتابعة العمل عليها

للتعليق والمشاركة بالندوة الخاصة حول أدب الرسائل

متمنيا دوام العطاء والنجاح

يحيى الصوفي جنيف في 20/12/2007 syrianstory@yahoo.frللأعلى

آخر التعليقات / 40 / 39 / 38 / 37 / 36 / 35 / 34 / 33 / 32 / 31

لإضافة تعليق   / 30 / 29 / 28 / 27 / 2625 / 24 / 23 / 22 / 21 / 20 / 19 / 18 / 17 / 16 / 15 / 14 / 13 / 12 / 11 / 10 / 9 / 8 / 7 / 65 / 4 / 3 / 2 / 1

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية