أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 02/09/2022

نصوص للكاتبة: وفاء عبد الرزاق

من مذكرات طفل الحرب  

إلى صفحة الكاتبة

 

لقراءة النصوص

 

 

النصوص

يوميات

البيت يمشي حافيا

من مذكرات طفل حرب2

من مذكرات طفل حرب1 

ندى الورد

السجائر التي رأت ظلي

بياض معصوب

أسماء تخصكم

تجليات الباب

جنون الورق

ذاكرة الصور

سفرة أولى باتجاه كلكامش

 

 

من مذكرات طفل الحرب  

( البحر ليس طفلاً  )

 

 

1 –

أمدّ رأسي إلى الدار

لأتذكر ما قالته ا لشجرة لأغصانها

تسبقني رصاصة تُشبهني تماماً

كلُ شيء يصبح طفلاً

حتى الأطياف الراحلة

تفرد أمي ذراعيها

يخرج وجهي من جيب قلبها

ليسبقني إلى العتبة

لكن الرصاصة تفتح عالمَ الحبر .

 

2 –

لأني أ خاف النوم وحيداً

تذكرت قصص جدتي

التي لم تخبرني ان المستقبل مسنن ا لحدّ

كما لم تحك ِ لي عن رياضة ا لتزحلق على الجليد

كل ما أتذكره منها :

إجلس بأدبٍ ياولد

وامش ِ مرفوع الرأس .

 

لا ياسمين في شرا يين النهر

لا نهر في جيوب أولاد ا لحارة

 

نظفتُ الأسبوع من أيامه

وكأ نني أ ستجيب للضوء المغسول

خرجتُ أغيظ براعم َ تلعب ( الغميّضة )

إنه اللعب ،،،، إنه ا للعب

أللعب يا أ طفال

شقاوة ملطّخة بدشاديشكم

وعند تبادل الحوا ر

كانت جدتي مثلما لعبة ضُغط زرها

ألعاب كثيرة حولي

لربما لجدات أخريات

وأنا ا ستمتعٌ بدهشة عيونهن

وأروي لهن عن مغامرتي

في التزحلق ببرك الدم  .

 

3 –

لستُ بحاجةٍ لأب

كما لستُ بحاجةِ جمال الفصول

أو لأم ٍ بردائها تفتحُ الدروب .

الدائرةُ كما تصورها ا لجغرافي

تكره التحايا صباحا ً

وتكره  أن أُدعى حُلماً مثلا ً .

ممتنٌ لها جداً

تلك الرصاصة ا لتي

ستصبح أ سرتي القادمة

حقاً لستُ بحاجة ٍ

إلا لمزاج الدويّ .

 

4 –

لا تغلقوا أبوا بكم

شجيّ صوتي في خيبات ا لقلب

وجميلٌ وجهي في عيون أولاد الحارة

الذين رأيتهم

بما ليسوا بحاجةٍ إليه

سيصبحون  مجرد دويّ .

 

5 –

السماءُ تسقط فوق رأسي

والأرضُ تلعب ا لنرد

الغيمة ليست نبياً

والدخانُ ليس الله

وأنا

أكفّن يدي بثوب الفضاء .

 

اللذين نسوا لعبهم ارتدوا آخر قمصانهم

ثم التحمت أ شلاؤهم  بي  وكأنها تنتظر زائراً

واللذين يصلحون للرواية المشوّشة

سيقرأون في كتب التراب

عن أطفال ٍ من أغلفة الرصاص

ابتنوا لهم بيوتاً .

 

6 –

وشششششششششش

وشششششششششش

 

كي لا يُقال ترك الدفتر خاليا ً.

 

 

 من مذكرات طفل الحرب

 

(  امرأة ٌ واحدة ٌ  )

 

دون قلم ٍ يشاكس أوراقي

أو استئذان ِ حائط ٍمغفّل

تحت شجرة لا فصول لها

جلستُ أكتب بأصابعي

عن مدرسةٍ تعرّت للهواء

وانتقي من ا لنجوم امرأة ً  واحدة ً

تتسع لمناخ استهزا ئي ببطاقة رعناء

بطاقة ا لتمويل

مخدعها جيب أ بي الذي كساني بالجراح

كما كسته ا لحروق

هل سبق ان شبعتم بدخان

أو رقصتم على قفزات الشظايا ؟

هكذا رقصت زينب ا بنة جارنا

وأهدتني عينها الممتلئة بالدخان لأشبع .

  

(     مدرستي تومىء إليّ   )

 

أشم صمغ َ الجثث

أقلب اوراقَ الحرب

باحثاً عن ا سم ٍله من أنفاسي بللها

أجلسُ على كرسيّ بنصف رِِجل

الدفترٌ المحروقٌ

الذي كان حلماً

وبمهده ارتعش علمُ الصباح

لم يجلس في حضني كعهده ومدرس اللغة

وجدته  مستنداً على عكازه

 

الذكريات بلا أذرع ٍ

والطنين يصفق لعمرٍ غضّ

فتسقط من عكازها

ذكرياتٌ بلا أذرع ٍ .

 

أيكفي أن أقول باقة الورد تغري الألوان ؟

أم الرغيف يعرّي الدنيا من ملابسها ؟

أساقطة ٌ هذه الدنيا ؟

لماذا الصفّ ُ اليوم قبحٌ أخرس ؟

دفتر الرسم مجرد دمامل

أحاول أن أرسم فيه

أوزة ً تهرب من ذَكر ٍ يلاحقها

أو حمامة يجلس الشبّاكُ بحضنها

أحاول أن أثقب الريح

لأرسم لمدرستي باباً

لكنها تسقط ُ من عكازها

بلا أذرع لتثقبني

شهادة ٌ مدرسيّة ٌ عرق عليها ا لطين

المقلوع من صور الماء .

 

أيكفي أن اقول على باقة الورد تحجرتْ الألوان ؟

 

(   من بيت حامد  )

 

نارٌ تأكل الرؤوسَ

وأحشاءً أعشابها نهبُ شرار

كلُ شيء تلاشى

أيتها الأرض الأكثر صبرا ً على حمم ٍ تلتهم الأسئلة .

  

(   جمّا ر  )

  

على اعناق ا لنخيل

ضاع

ذلك الذي يُقال له " ا لجمّا ر "

كان يصغي له النهر ُ

واللقاح أجنحة منه

وجهي . 

 

(  مشط أمي  )

 

قاربي الورقي

يجدّف بالموت

الغيمات بلعن أرياقهن

وخبأن للظامىء زهرات سود .

 

قاربي الورقي لم يرفع رأسه عالياً

لأن الطير بلا أجنحة

والنخيل أعقاب سجائر

ولأن السماء لم تأسف كطفل

تأخذه الجذوع إلى لقاحها

مات مشط أمي منتحرا ً  . 

 

(   منّة افتراضيّة  )

 

ما زلت أكره السلاحف

التي على وشك ان تصبح مدينة

تخرج من مؤخرتها ا لحشرات.

 

 

(  دُمية ٌ زرقاء  )

 

يا  قافلات المدى

لا تسرقن صوتي

مازلت املك ا لشجيرات الزرق

والمراكب التي ودعتها بنات ا لبحار

مازالت حولي الأذرع الزرق

الذبح الأزرق

ودمية زرقاء

على ثوبها بيت أزرق

وبقايا شفة مزرقة

قُبلة نرجسة القبر .

 

ياقافلات ا لبارود

خذن صوتي لمن لا إبن يأتيه ليلاً

وفي يديه مجمرة

لمن لا تجتاحه رغبة في امرأة

لمن خبرز الحقول بما يترسب من نار

لقلب ليس له إ يقاع الشطآن

وليس له أم تفلت ابتساماتها

وتلعب كصديق

ولمن يخيط بأشلائنا درعا ً

يتحصن به المغفلون .

 

ياقافلات المدى

اعطين له كل ما يمحي الأصداء

وفواخت قُطعت رؤوسهن

لكنهن يحيين معي أذرعة

تحمل ا لصفحة البيضاء كأجنحة . 

 

أضيفت في 28 /10/2006 / خاص القصة السورية

 

بياضٌ معصوب

 

مَن أنا يا رب ؟

بُح لي بما تعرفه الكائنات

انا خارج نفسي أمشي

فارفعْ   لي رأسي

وعلمني كيف أقرأ غرائزي

بعيداً عن ثقوبٍ تقصدني كل صباح

عن جسٍد ينهض مطيعاً لا نحنائه

لا تقدني  لبياضٍ معصوب العينين

الوقتُ يلفني با نفاسهِ

والأشجارُ مجرد أجراسٍ

لشارع  يتجول فيه الحراس

لم تخلقني يا رب لرحمة فأس

كائنٌ مثلي

لا يخشى غير القصيدة

وغفوتك

بمن أكتفي لا تطهر من هذا الظل

صلني بالجحيم

هو ارحم لي من بيت لا يبادلني وجهه

يداي يابستان

وذراعاي مشروعٌ مشلول

فكيف اتضرع لك؟

الغِ الموت عن كتفي

لأقفَ متزاحمة وصرختي القافلة

ألم تحن قيامتك؟

أنا المنسية منذ البدء

تلفني عفونة الداء

وغفوة التحول

ارم ِ بطهركَ

لأتهيأ لإخصاب سماواتكَ السبع

على شكل قصيدة من نساء

شعورهن ضرع

وضروعهن اتساع

فهات المشتهاة

لأجسّد حقيقة بيت أخضر

ولأركع بمائك يا رب

وعند فتح الباب أهدأ.

 

أسماء تخصكم

 

(1)

( نور )

على الشجرة ثوبٌ

اتلفه النسيان

له همساتٌ محمومة

ما اتسع من الهواء

والباقي من ادعاءات الليل .

 

كانت أنقى من عمّةٍ في محراب

حين مدّت ببضع زهرات

نور ..

حقيقة مؤجّلة

تعلقت بثوبها

كلُ وريقات الأشجار

أنيسةً للزحام .

 

(2)

(  علي )

كلما ضمني كونٌ

احتجتُ

أن يتقمصَ نافذة زهرة

أن يلعبَ

بزحام نسيماتي كناي .

 

( 3 )

( أبو الحشود )

اهتز بكرسيه

وعدّ على أصابعه .

اندلق اليوم الأول في القهوة

عشرة لاحاجة له فيها

انكسرت كسؤال

عشرون سيجارة

دخّنتْ عشرين احتمال

اختلطت الرؤية

اهتز

اهتز

وتضاءلت لديه الألوان

فما عاد بحاجة لأصابعه

ليعدّ فراغاً كل مافية فراغ .

 

( 4 )

( أ م الحشود )

 

رسمتْ سلّماً طوي..

ي ..

ي ..

ي ..

ي ...

لاً

وبصقتْ  .

رشوةٌ بزجاجة عطر

تلك الدرجة الأولى

كذبةٌ نفثت دماً

ثانية شيطان

ومضاجعةٌ باقي الدرجات

تفرّ بسويعات عاقر

أم الحشود وتبصق

تفٌٌ ..تفٌ ....تف

وتعاود رسم الواقع .

 

  

يوميات

 

(1)

في المطبخِ

شطيرةٌ من حروف

ومخيلة

كزرقة القلب في المقلاة

التكرار أعرفه

كيف ينعسُ في الملعقة

على غمّازة كأس ا لحليب

رصعة منه

كعادتها الأريكة تمتص قبلي

حبر الصحف

وتتغطى بمعطف التلفاز

جبريّ ٌ نبأ اليوم

اما أسوداً أختار

أو اسودَ

وكعادتي ألقي عليها ثقلاً

قد يشبهني

اوقد كنته

وفي الليل نضحك على شبيهتين

اختلفتا في ا لشبه .

  

(2)

مائيةٌ يدي

تغالب أ صابعها ا لبئريّة

وتحتفل

با ستعارة الصحو

مائية يدي

والشتاءات إباحية

لا تكتفي با لعري

لتغوي ذكورة الفصول

مطر اصابعي

أخفيه بين دفاتري

عن خريف يتلصص. 

 

( 3)

هي الساعات تدل بعضها عليّ

والباب فراغ ابله .

 

(4 )

كضيفة ادخل منزلي عصراً

أشاغل كذبتي

بما جلبته من سلاحف السوق .

 

(5 )

ليلٌ أعمى

أخرس اطرش

أخيّط فماً لاجدوى له

واكسر المرآة .

 

أضيفت في 30 /04/2006 / خاص القصة السورية

 

السجائر التي رأت ظلي


الرصيف ُ لا يقرأ الصحفَ
والمفتاح ُ يأكل بابَه
أمنح ُ الطريق َ صوتي
ألمح ُ الرعدة َعلى وسادة ٍ
تترصدني
والرصيف ُ هو الرصيف
وأنا لا أشبه أحدا ً
على دخان ِ السجائر رأيت ُ ظلي
تركته يبحث عن رائحة التصدّع
منذ أعوام ٍ وأنا أقطع حبله السرّي
ولا يسمّي مزماريَ بيتا ً
شلالُ الحبر ِ
يربط أطراف َ ثوب الأرض
فتصبحُ خارطتي شبرا ً
لا يعلمني الحب ...

لا بأس أيها الرصيف

كن المسافَة َ
انا لا استعجل ُ النجوم َ
المرصعة بالحبر
كلُ الأرصفة ِ
ملتصقة ٌ بي
أناديها كلما أبطأ النبضُ
فأرتعب
بين العرَق ِ والعرَق ِ
أنفطرُ ..
لا بأس أيها الرصيف
لا أجد الخبز الجسر
لا بأس إن لثغت القواقع ُبساحلي
أصنعُ نفسي لكل ِ جنون ٍ

وأقولُ الحقَُ الرشيق
أسافر في مملكة ِ الجلد ِ
أتهجاك حرفا ً حرفا ً
يا رصيفا ً يتنهد ُ في لبَن ِ الصبر
أعرفُ أن رئة َ الحزن ِ
تتنفسُ احتضارَ الماء
وتلتمس ُ معجزةًً واحدة ً
وأعرفُ أن في الغربة ِ حبَّة َ قمح ٍ
تلتقطها الوعودُ المسافرة
والريح ُ طائر ٌ
ينقرُ الطينة َ الملاك
الأبيضُ يخترق ُ سحابَه ُ
ويرسم ُ صورة َ امرأة ٍ
على كتفي ..
لا بأسَ أيها الرصيف
وجدتُني لا أعرف سيمائي

والعالمُ كلهُ مستنقع ..
تسقط الأيام ُ من يدي
وأصلي صلاة الغائب
ظننتُ أن يباركَني مسوحُ الحياة
ويردَّ لوجهي البراءة َ الأولى
يا قصيدة ً ُتخضع المحاجرَ للشرر
أقسمتُ أن أستنزفَ الأرصفة َ
والاّ أخافَ اعترافا ً
أشربَ كل َ كأس ٍ
يشتهي إنجيله
وأعشق َ
كلَ من يعطي للسكرة ِ المعنى
لمهجة ِ الأرض ِ سرا ً
وللدم ِ
راقصة ً
من عقيق.

أضيفت في 30 /03/2006 / خاص القصة السورية

 


 

 ندى الورد

 

مَن أنتَ

لأرتديكَ حين يسكنُ الهاتفُ

وينتابني رقصٌ مجنون

أدورُ كاحتراق الظلمة بين ا لجدران

وأردد كل الأرقام

لعلّي أجدكَ في هواء قرص الدائرة .

مَن أنت َ

لتلتصقَ بي كمخلبٍ في لحظة عارية

فأتعرى

لينهشني قدّاسُكَ وأغفو

كما الحصوات بعد  العاصفة .

مَن أنتَ

حتى أعتصمَ بأصابعكَ وأتخيلها سريراً

عنيدة أتابع سقفكَ

فتغفو ملائكةٌ على صدري الذي خانه الليل

لمَ يجمع الحزنُ قشّة الطعنات

ويكوّن لي عشاً

أما مواسم للبرتقال؟

فمَن أنتَ لتأتي بشاي ا لنسيان ومقهىً خاسر ؟

برغبات الشارع  وخيبة كمنجات ليلية

تضىء شموعاً لأجراس صلاتي

وتغسل مئذ نتي من صدأ ا لريح

منفرداً يأتي غفرانكَ

فأفرد ظلي كدليل أعمى

لا تبقَ كشجرة تجهل طعم ا لسكّر

تجهل ا لتعب الترحال وأ بيضاً لايعنيها

وشبعاد ا لتي أخافتها سحنة المطر

مغرورة أنا بعشق أحمق

وبعشيق يملؤني بكأسه حد النصف

ويتأرجح بشتاء الروح

لا تبقَ منحوتاً في خطاياك

ها انت بصارية يدي تمتدُ

ناراً تصرخ وتسافر

بين ا للحم وجرح الصحو

لخوفي منكَ اغتربتُ فيكَ

ولطخت قميصي برائحة الطلع

مشغولة باحتراسي منك عليك

أعيد عقارب حقيبتي وأ تخيلها ا لساعة

أتتركني لرأفة البحر

أهذا هو الطُُعم ؟

اصطدني إذاً

وفاجىء إيقاع الموج النائم في عيني

بكل الأسماء طفولتك

وقنديل تحمله أمي وقت ا لجرح

وتمشي بين ا لهمس ولمس ا لوقت

مبعثرة في وجهي ملامحكَ

فخذني الكذبة واطرق

اطرق باسم الصوم الأول

لأجوع وأ شبع فيك

أهذا المتكىء ككتف الباب هو أ نت؟

ألأنك خارطة عروقي سموك عراقاً ؟

لأغزل كل الأسماء تذكرتكَ واختصرت الوقت

أدرتُ مفتاح الطعنة واستصرختُ دفئاً يغرق

مَن غيرك كطعم الله بحبل ا لسرّة ؟

مَن هذا التابوت المرخي

مَن هذا الورد ا لذي يجمعني

ويستغفر لرقص ا للغم ؟

أ تقطع عِرقَ الجسر؟

هذي يدي اقطعها

واغتال ا للغم ليبقى ا لورد

لن يمشي ا لرعب على كفّي

قيّده كي يبقى ا لورد

هاكَ ا لقيدَ

منذ الحرف العابث بالتكوين

العنوان الأول

مقيدة فيكَ

قيّدني ما بعد ا لألف ليبقى ا لورد

أي موسيقى الزوبعة

رقص العذر

الورة المبللة بيسار الضلع

خطي سماءً زجاجية

وأرضاً مرايا

كي لا ينعكس غير ا لورد

ويدمع ندى ا لورد على الورد . 

أضيفت في03 /03/2006 / خاص القصة السورية

 

ٍ

البيت يمشي حافياً

 

رفعتُ صوتي

سحابا ً

وعمّدتُ جسدَ امرأة ٍ

بيني وبينها مسافة ٌ

تركتُ الحلم َ يهتزُّ

في ساعة ٍ حبلى

عبرتُ رجع َ الدمع

شجرةًٌ تشتري أساورها

من واهنات الزهر

جمعتُ الأرض

تقدّمي

يا من تعطي الضائعَ لؤلؤة ً

أتركي لي نفْسي

واللغم َ المطر

شدّي نيزككِ النقيّ

صوتكِ مصحفٌ

وبيتك ِ

يركض ُ حافيا ً

ليغبَ ويحضر الأخرون

أنا كلُّكِ

تربعي بين الرئات

واغلقي نفَسَ الهواء

حين تعودين ..

تتعرى المسافة ُ هائجة ً

خذي مثقب َ الحياة

والضمي عقدكِ

أنيريني زينة ً

أمواجُكِ شريعة ٌ

تستريح ُ بأندائها المدنُ

قرّبي أبعاد َ الطلق ِ

أحكمي

فالحصادُ يفرش سريره

لخارطة ٍ

تصوغ رملها وتضيق.

 

 

 تجلّيات الباب

 

أبواب

 

أبوابٌ كمثل ِ السرابِ

تتحركُ في المدينة

 

بابُ الدخول

 

أدخلُ غابته

أسري كالرمح

أشاركُني نصفَ غطاء

والرعدُ الأسوَدُ خريطة.

 

بابٌ مغزل

 

يا رحيلَ الهند العاري

أتجلسُ القرفصاءَ وحيداً

أم يشعلك الليلُ لفافة تبغ ؟

أيها المحترقُ بجرعةِ ماء

إني رنينُ مملكة جارية .

غريبة ٌ في ثقوبِ الثلج ِ

ليس لي أمّ ٌ

تنبثقُ منها رائحة ُ السنوات

والمكانُ انقطع

كخيطٍ بمغزل ِ السكون.

 

بابٌ للظمأ

 

على تمنّعي الساخن ِ

جثة ُ غيم

تفصلُ بين الأرض وبيني

سامحني أيها الظمأ

حيث أغريكَ بالسعالِ الخافت ِ

واعتقُ

الطفولة َعلى قفاك.

 

كتابة ٌ ترقصُ بباب

 

لا تنمْ على ورقي

رملة ٌ تركض بخوف ِ الصحراء

الطلعُ

له خيانة ٌ فاضحة

واللذة ُ المضيئة ُ بالجوع ِ

تبادلُ الأوطانَ بالرقص.

 

زهرة ٌ تطرق بابا ً

 

يا زهرتي المندلعة عارية

مَن يعطيني أكثر منك ِ دما ً؟

لورق ٍ نائم ٍ في الريح ..

أنتهبُ الليلَ الرصاصة .

 

للجمار ِ باب ٌ لا يهجع

 

مازالوا

يمدّون الشفة َ السفلى

تثاؤبا ً

وأمّي

لها رغبة ٌ تثير الأحضانَ

وتهزُّ أراجيح َ الضفيرة ِ

لجمّار ٍ

لا يهجع.

 

معطفٌ يرفع ُ ياقة َ باب

  

على عكّاز ِ غضن ٍ مكسور

أبلغ ُجنتي

أطمئن البحرَ

أنَّ في الرحم ِ مجنونا ً

كتب جملة ً فارغة ً

وصاح َ ...

أمّي في مأوها الفضيّ

ذليلة ُ الأضلاع ِ

والبردُ معطف ٌ

يرفع ياقته

ويدمغ ُ بوثيقتِها الأرصفة .

 

با بٌ للصفير

 

ثلاثون كفنا ً بروحي

تسقط ُ أيامُها في يدي

فأختلسُ عشقي

محدودية الشهيّة

كما يتراكم ُ الثلج

بقدح ٍ لمجهول ٍ سكران ...

....

........

لا أسمعُ سوى الصفيرَ على ظهري .

 

بابٌ متعرّج الصبر

 

أزرارُ الماء ِ

على امتداد الكون

تبكي وتضحكُ

ثم تبكي كجنين ِ بغي ٍ

ولا تنفتقُ

دخلتُ ثوبَ اللغة

خرجت ُ ملساءَ الجلدِ

السماءُ تشير لبطني

خٌذي طفلك ِ الأربعيني

واجمعي الندى

فجمعتكَ قطرة ً قطرة

تراجفت ُ بمراهقة ِ الهواء

صعدت ُ إليكَ

أخفضُ بصرَ الرعد ِ وألتوي

الشوارع ُ بربريّة الحزن ِ

تخنقُ حتى أزرارَ القميص .

 

بابٌ سرير

 

لم أجدْ

غيرَ سرير الريح المشبوه

وعطاؤكَ

يتضوَّر جوعا ً

التماثيلُ تخطو بلادا ً

والزحام ُ فم ٌ

خارج ٌ من غليون. 

 

باب ٌ للحصاد

 

يا عنقي المذبوح

هذه الراغيثُ

تستطيبُ النوم َ على القفا

فلنغرِّد لشاق ٍ مجهولين

ونتصاعدْ

فما ً يلتقط ُ المطر.

 

بابٌ لا نتباه النهر

 

استغيث ُ بأنوثتي

كاعبة َ الياقوت

أبحثُ عن توأم ٍ يسوِّرُني

لا أحسنُ الشكَّ

أيقن

أني أكسرُ الأفقَ

على ركبتيّ حطبا ً

لتنّور ٍ يتماهي بي

هذا الكمالُ

يتدبَّرُ كرْما ً لغوايتي

ما كنتُ إلا ّ لمسة َ التلهّف ِ

في الجمرة ِ الثائرة

لم يبق َ غيرُ نزوة ٍ واحدة ٍ

فتدبَّر أفقك َ

تأهبتُ بخواطر الفصول

أحرِّضُ المطرَ

لي احتدام ُ النزق ِ وهبوبٌ عصيّ. 

 

بابُ حلم الملح

 

على رابية ٍ للبياض ِ

ُطلَّ

فالحلم ُاغتيالٌ آخر

حتى الملح ُ أعنَّة ٌ أرملة.

رجوتكَ أن تطلَّ

صبية ُ الماء ِ

نسى أشكالها النهرُ

نسى صلاة َالدمع

وهاجسا ً مقنَّعا ً.

بذمتكَ أيها النهرُ

لو تطلع خلسة ً

دون الأمنيات

لفرّقتك َ لكل ِ مهرة ٍ

============

 

هي الأنوثة ُ البعيدة ُ

علمتنا الشرائع َ

صوتها الشاهقُ فتوى

وعلى رجعهِ

تشرق روح ُ الحجر.

على رابية ٍ عجلى

أشعلُ فيك التذكّر

واكشط ُ جلدَ الخساراتِ عن جسدي. 

دونك سأخرجُ أثقالي

لا تقل مالها

إن لم تثبْ

فاتحة ً لا تضيق

أو

تكبِّر

حتى يستغيثَ السكون.

 

بابُ البحر

 

من أين يجيء الصمتُ

وكلُ شجرة ٍ قولٌ

والنارُ إشاراتُ الدمع ؟

من أين يجيء

وهذا البحرُ ينسكبُ في الثلج

وينوحُ شراع ُ التفكير؟

هل نحن مسرح ٌ وازنه الليلُ

والمخرجُ فوق الماء الوهمي

يُبالغ له بالتصفيق ؟

إلهُ الروح يصفِّقُ مرتعشا ً

كالجمهور

من أين يجيىء الصمتُ

والدمُ مصلوب بالدم

والجروح وشى بالجرح

للجرح الشاخبِ بالصلب ؟

ما زلنا في المسرح يا سادة

عذاب ٌعكر المعنى

والمخرج أُميُّ الاعضاء

فمَن يكتب للمسرح

حضنا ً وحشيا ً

أو

يأتي كصبيةٍ

ثوبُها رفيقُ الريح

تستوقفه جنياتُ الغاباتِ

وتقدمه

جمهورا ً للمسرح؟ 

 

بابٌ كأنه يُشبهك

 

قل له

ثلاثُ شجراتٍ تؤدي إليكَ

أتطامن بالذي يشتهيكَ

أهديكَ النبذ َ المفاجئَ

واهتزُّ

ولو عن بعدٍ فسحةَََ بحر

أخترقُ قميصَ الرياض ِ

حتى ألامسَك.

قل له

الذي خبّأتهُ بالأوراق ِ

لم يجد رئة ً

كالشراع الذي تمدَّد 

من يومين على قامتي

ولم يجد لي اثرا ً

في غوايةِ البحر

قل له

في المياه التهجّي

أيها الإله الجميل

قطرة ُ السحابة

أمُّ

تلفُّ الضلوع َ

وعينٌ لا تضيق.

 

بابٌ بذرة

 

أدفعُ الأرض نحو الأعلى

وأتركُني كثيفة ً

أبزلُ النهر فوق سمائِه

أدركُني

أرفع الأرض مرايا

وهذا الذي لا يفارقُ

يمرّرني على نفسه

مشرَّد الطفولة ِ

يُثير أهواءَه

يمرُّ على مفاصلي

يرفع الأرض نحوي

ويترك مسافة ً لطائر ٍ

ينقرُ

بذرة ً بزندي.

 

بابٌ في المرآة

 

قارورة ُ المرآة ِ شهقتْ ..

لماذا كلُ ليلة ٍ أنحني

لطعمكَ الأول ؟

ثم

استدارتْ

راسمة ً شريانكَ

في مطري.

 

بابُ ورقة الإكتشاف

 

الهواءُ المتعالقُ بثيابي

يكتشفُ شيئا ً

ربما ..

أنوثة ُ ضحكة ٍأغرته

وهي تحاول الخروج

من زنزانة ِ القلب

أو ..

...

....

ثمة بياضٌ

لم تكتشفه ُ أنت.

 

بابُ المكان

 

أستجمع ُ العذوبة َ

ليأخذ الوقتُ شكلكَ

فالأرضُ عيناكَ

وأن هلّتا بالبكاء

كلما غنيتُ

لا يمرُّ عابرُ سواك.

في ثنايا الخواصر ِ

عالمُكَ الذي أوصلني إليكَ

والارضُ

التي أيقنتْ

إنها البلادُ الوحيدة.

 

بابٌ لا يدخل محرقة

 

سأبقى عذراء

أجهلُ متى يجيء نبيّ.

باسمك يا رفيقَ وجهي

أسكنُ الكلمةَ

لغة ً تفرّقها الرياح

وفي أبعاد الطلق ِ

تقرأ الضحى

فأنتَ قِبلة ُ شمس ٍ

لا تدخلُ محرقة.

 

بابُ ورقة المواءمة

 

الطريقُ عقيقيٌّ

يفضُّ الأبعادَ

لنلتقي

وكماء ٍلا يعرف ماءَه ُ

يستيقظ فينا نهرُ لقاء.

شموخُ الضدِ

يخافُ اعترافا ً

وعينكَ ما زالت

بين عيني وعيني

ماذا سيكون

لو قسمنا النهارَ نصفين

لي النارُ

ولك الثألّه.

 

شمسٌ وجزيرة ٌ وباب

 

كلُ القلوبِ اكتفت

بانهماركَ

حتى تكاد أن تقولَ الثواني

أنا هو.

ياقلقي الدائم

أعرِّقكَ في صدر الأسرار

فأراني

أتأرجحُ في ظمأي الرملي..

شُدَّ على ابتكاري

أيها المشتهى

ُمرْ هنا

حيثُ احتراقنا السرّي.

 

بابُ حليب الوسادة

 

قلتَ لي

ها هو الدربُ

قلتُ

يدي تكتبكَ.

قلتَ

شاخت الزهرة ُ

تبني معي حفنة ً

لشبابِ غابة

قلتُ

هو الكونُ يلبس أجفاني.

كنتَ وعيا ً

وبكلِ تكوينكَ المائي

تجهلُ القراءة.

 

بابُ اللقاء

 

كانت نفسي تتبع بعضَها

وجرينا كمهربين

كلما وصلتُ إليك

انطلق قلبكَ في الرحيل

 

مازلتُ أتكوكبُ فيكَ

يا سماءَ نفسي المعطّرة بالخبز

كلُ انهيار ٍ ثلجي

تردفهُ الشمس. 

 

إتساعُ باب

 

حين تغالطني الأقاصي

أتسع ُ..

ها هي صورتكَ في يدي

وأنا

في ساعةِ خلق.

 

بابُ ماء ٍ عاشق ٍ

 

أتراها لو كبرتْ الأشياء ُ بَعدكَ

تنعمُ بالرضا ؟

أحاول أن أغفو

مثل ماء ٍ عاشق ٍ

ينحني للشجر.

كأن الذي أخشاه بدأ

زدْ سعة ً

إجدل ْ خيطكَ

فهذه الأكفانُ لا تسعني.

ما أجهلَ الرياحُ التي

تجلبُ صورتك َ

أَوَ ليستْ تدري

أني أهديتها منذ الأزل

صورة َ الفصول ؟

 

 جنون الورق

 

أوراق

 

أغمرُ

جنين الو رق

بوطن ..

 

ورقة ُ ضدَّين

 

أعبدُ البحرَ

لو رضيتَ مرة أن تمرِّرَ إصبعك َ

في اقتحامه .

 

أعبدُ موعدا ً مجهولا ً

يُدمي أعصابي 

وظنا ً يتغلغلُ

في بابك.َ

قامتكَ ألهمت العالم َحضورا ً

ونزقا ً

وجنينا ً

ُمنتظَر.

 

ورقة ٌ جاهلة

 

لموعد ٍ مجنون ٍ مثلي

جبهة ُ أرض

قلق ٌ على الورق ِ

يعرف الله الحيّ القيّوم

ولا يدركُ

أن الجراحَ نبيّ.

لو جرّبنا الصلاة ..

لحضرتْ سجّادة ٌحمراء

ملتهبة ُ العتبة.

أيتها الجاهلة ..

البحرُ لم يمتْ

لكنه لا يعرف

من أين تبدأ المغفرة.

 

ورقة ٌ قبُلة

 

كلُ أبيض ٍ جميل

حمامة ٌ

قماط ٌ

كفنٌ

وأنا

فراشة ٌبضياء

تحيا برفض ٍ أبيض.

 

ورقة ُ كلّما

 

كلما لبستُ ظلي

سألتُ المكانَ مَن أنت ؟

كلما اهتز الزمانُ

فوق سريري

هرولتْ بكارة ُ التاريخ.

كلما مسحتْ جبهتي حصيرة ٌ

برق الرعد.

كلما مرقتْ برهة ٌ دونكَ

عاشرني المجهول.

 

ورقة ٌ للرجال

 

الرجل ُ

كالقلب

لا

ينبضُ

الا ّ

بالدم.

 

ورقة ٌ للملك

 

أغنياته ُ رمّان

غانياته شقائق

وله في الزمن ِالضرير ثلاثُ دقائق

حمراء َ

حمراءَ

حمراءَ تُشرقُ الحقائق

ورابعة اخرى تعاقرُ المشانق.

 

ورقة ٌ للمغنّي

 

لا بسا ً حلة َ الرياح

في حقيبة ِ السفر.

سمعتُ الغصون تولول

عمّن يعبّي ء الفخار

ويعتق السيفَ باللهب. 

 

ورقة ٌ دون لون

 

دفترُ المواعيد

...

 

إني حبلى بأشيائي

فمتى

 

يكسرُ اناؤك مائي ؟.

 

للغضب ِ أوراق

 

ح...

ح ......

مبحوح ٌ يا غضبي

تجتازُ الأسوارَ

وتنفيني فيكَ

أُلهمُكَ

كوحشيٍّ يبكي ثقبا ً ..

حتى الثقبُ المبحوح ُ حرام .

 

حبرٌ و ورق

 

أغافلُ التاريخ َ

أشاغله ُ بحبر ٍعنّابي

أعطيه مفتاحا ً

وأسقط في اللحظة ضيفا ً

يترصَّدُ الغائبَ

يعيدُ الشكَّ ..

وأكتشف ُ

أني مثقلة ٌ بالحبر .

أسافرُ بين العرق ِ ومسام الجلد

أتحررُ من نقيض ِ الشكل ِ

بين الرعدة ِ والغيمة

أسافرُ

سارقة ً شفة َ النسيم

بين التوبة ِ والله

أفجِّرُ الحنجرة

وأكتشفُ أني مثقلة ٌ بالحبر.

بين الهاجس ِ والظن ِ

أفتحُ شبّاكا ً

ألهو برئة ِ أرض ٍ بكر

أرمي شراعي في لج ِّ التكوين

وأكتشف

أني مثقلة ٌ بالحبر.

 أيُ هذا الحبر

اخترقْ قرارَكَ

البسني صورتكَ القُدرة

أزحْ خروجَكَ واسفرْ

لعلَّ الأصابع تدوّخُ حبرها

إضرب على سورك

لا أرضى بغير النار سورا ً

أدمغ ُ بها ورقي

أجري مجاهيلَ الرمال ِ الحبالى

أصيِّرُ

كلَ رملة ٍ سحابة ً

أزفُّها تحت وطن ِ نجمة ٍ

كلَ مساء ٍ للبحر

وأتركه يكتشف .

 

عناقُ لون ٍ لورقة

 

 

أعانقُ خوفي

أخاصمهُ

أقبلُ ماشئتُ فيه

وما شاء فيَّ ينحني لبيعته ِ

أنثر شَعري غجريّ الهوى

أرى التباسَ الرقص ِ فيئا ً

وخدّي رمّانة ً طائشة

تعانقُ خوفي

تخاصمهُ

تحضنُ متعة َ عطر ٍ فاتحة

فأخافُ من عناق ٍ يخاصمني

وأنكسرُ ..

أجملُ ما في الناي

شبَههُ لزهرة ٍ

تنبت ُبصدري

تعانقُ خوفها ً معراجا ً

وتصعدُ لغرفة ٍ تجفل من ضوء

أقبّلُ ما لم أشأ فيها

لأرى ظلي مشنوقا ً

يؤاخي حائطَهُ

حتى

يحلَّ ظلآم ٌ آخر

يعانقني

ويغتربْ.

 

نبوءة ٌ فلتتْ من ورق

 

لستُ رحمة َ شمس ٍ

لبصيص ضحى

لستُ ثمرا ً

أو أجنحة ..

أطمع

أن تلتصقَ بي النوايا

وتصبحَ فكرة ً

أنطلقُ في الزحام

وأُدميه اخضرارا ً .

 

الدليلُ لورقة

 

سأغلقُ آفاقي ..

يكفيني

بفمي

حقنةُ حياة ٍ

تسوّر مَن يعطيني المعنى.

 

 

نسيجٌ يسائل ورقة

 

غطّى الغيمُ وجهي

وتساءلَ ..

أيُّنا فصلٌ

وفراشُ زمان ؟ 

غطيتُ السماءَ بشَعري

فاختنق الحوار ..

كلُ ما فعلتُه

فتحتُ أزرارَ الكون .

 

ورقة ٌ زنّار

 

تقاسيمُ الأمكنة ِ

بأمر الله تهذي في الورق .

سافرتُ إليك َ

أوكلتكَ نفسي

وزنّار السحاب.

 

ورقة ٌ

 

ما لهذه الفسحة ُ لا تضيق

لقد محتْ الدروب َ

وأوسعتني. 

يا حريَّتي الغريبة

أنا هنا

كالطفل

لا يكفي أن تتبعُني وردة ٌ

أنا هنا

عندما يتحركُ الحقلُ أضطرب.

 

ورقة ُ المبادلة

 

ضوء ٌ

وسَّعَ الدنيا بباب

وضوء ٌ

صيَّرني عتبة ً

لذاك الغياب .

 

ورقة ٌ سجن

 

كدتُ

أن أُمسكَ صوتَ الجرح ..

ليلا ً

تخيلتُ الزرقة َ بردا ً

تدفقتُ

أمضي ..

أين ؟

تغطيتُ بخيط ٍ عريان ...

 

ما أوسعني

حين أُسجَن ُ بخيط.

 

 

ورقة ٌ قالت

 

أصرخُ بالهواء

انهضْ

الغرفة ُ ليست قبرا ً

تصرخ فيه الشمسُ

أتعرف ما قالت ؟

النارُ تجبن قرب الماء

وقالت ْ..

لو كل نجمة ٍ تصبحُ ثديا ً..

..

.. .

 

ورقة ٌ واقتراب

  

ما اصعبَ أن أكونَ سواكْ

ما أصعبَ أن أخرجَ منك

واحييّ

ثقة َ المطر ِ بظن ِ الورد.

 

سمّيتُ الزمانَ رملا ً

فاستتر البحر

ملأتُ جيوب الرياح بحروفكَ

وقلتُ لها ...

يا سفنَ المرايا

في جسدي أرضٌ

وأكداسُ جذوع

لا ترى الاّ وجها ً

كلما افترقتُ عنه اقتربت.

 

نجم ُ ورقة

 

أفتِّشُ

كم حبَّة َ صبح ٍ في الليل ..

خذني إليكَ

نلضمُ عِقدا ً إنجيلا ً

حبَّاتُ اللؤلؤ

تعرفُ معنى الله

والنجمَ الثاقبَ بالقلب.

 

( و .. ر .. ق)

 

بأي شكلٍ أكتبُ إليك َ

وقلمي بجهلُ الصلاة

وشط ُّ الدواة في سفر؟

 

ورقة ُ عشتار

 

أعرف أن يديكَ هناك

حيث أرضي المثمرة بالنجوم

الليل ُ

يتطايرُ أخضر

وفي صوتي

صرخة الرجوع

أطوف حاملة مائي

أفترش السماء َ السابعة

عالقة بكَ

أعيركَ وجعَ جسد ٍ شراع

فيصبحُ الوصلُ شبّاكا ً

وأناملُ الريح وسادة ً

أتبعكَ

حيث الأرض السابعة

أحملُ حميمكَ المائي

وأزرعُ

لكلِ غصن ٍ جنين. 

 

ورقة ٌ في صندوق

 

أركضُ بين حلمين

والنافذة ُ

تثقبُ العسلَ بالليل

أركضُ

أركضُ

وتحت وهج ِ العين ِ

شفق ٌ صحراوي

أركضُ بين حلمين

كلما فتحتُ صندوقا ً

تبادلنا التحايا

وجمعنا ومضة َحزن ٍ رسول

مازلتُ صامتة ً

أخافُ أن ينزلَ المطرُ

عاقر المعنى

ويتطاير

بين حلمين مازالا يركضان

ويعلقان صورتي على الجدار

إذ ليس هناك إطارٌ

في جيبه شجرة

ُتسقطني على ذراعيها

قطرة َ ماء ٍ

تكتمل .

 

مرفأ ٌ للموتِ وورقة

 

قبل أن يموتَ

وهبَ الهواءَ خفَّة ً

وألهجَ بالدعاء

فاتسعتْ المياه ُ

والحياة ُ مدخلٌ ذاهل .

 

قبل أن يموتَ

منح الترابَ يقينَه ُ

ضمَّني متسائلا ً

عن قميص ِ الطرقات

هل مازال يضايق العبارة؟

القميصُ المندّى برغبتي الطارئة

شممتهُ وخجلتُ

من خيانة ِ صبح ٍ دافئ

كلُ البنات ِ

ارتجافٌ نهريّ

ورائحة ُ الخبز ِ ( المسَمَسم ِ)

عرَقٌ ومحبّة .

قبل أن يموتَ

تنهَّد عن عنوان ٍ لنبتة ٍ

تعرف أن اليقين َ

في (سوق المغايز)1

حيث لهفة الغناء

راكضة ً لصيد ٍ مجهول

نبتة ٌ بيدها الصيحة العالية

جسرٌ يدلُّ الإشارة

يوقد فضاءَ الملتقى

كيديه

حين نضجتْ حياة ً في يدي

 

سوق في مدينة البصرة

  

وبردتْ

تقودُها عادة ُ طلقة

رأيتُه ممدّد الحياة

هامسا ً في أُذن البصرة

جبهتكِ

أيتها الملاك

في لحظة التجلّي

في الزمن ِ المحترق ِ

إله ٌ

وحده يدري

بين جسمي ودمي

دفٌّ يتعذب

سليه

كيف احترق. 

 

ورقة ٌ دمعة

 

يضحكُ البكاء ُ ويقرأ ُ

جنون َ دمعة ٍ سرقت أبوابا ً

خارجة ً من روح

ودقت فيها مسمارا ً ..

وحدي أعبرُ دمعتي ولا أراها

لربما

كان وجهي ممتلئا ً بالنار.

 

 

فهم ٌ لا يفهم ورقة

 

 

ما أفضع َ ثوبا ً

لا يفهم وجه َ القول ..

ما أفزع َ ماء ً

ليس له إناء.

ما أفضعَ ثورة ً

توخزُ ومضها

وتغمضُ

في قرآن ِ القلب.

أيها الحلمُ المعشعش

في سقف ِ الأيام

أعمدة ُجسرك

لا ترضع ُحليبي

ويحكَ

لست ُسيدة َالشجر الاخرس.

 

 

ورقة ُ طائر الليل

 

غائبٌ

حاضرٌ

ولدتُ في اهدابه

مدارا ً للبروق.

 ألهذا نغنّيه

ونأخذ سكتته

ثم ننصِّبه خيمة ً في الجمجة ؟

لستَ اللائقَ لرأسي

حلقْ وحدك.

 

ورقة ٌ تصريح

 

أيها الباديءُ

البارئُ

حين يعلوني الجناح

أصرّح ُ

بأن أنفاسكَ الرياح. 

 

 ذاكرة الصوَر

 

صوَر

 

أرحلُ نحو المكان

فأجدكَ الزمان

بلل أطرافكَ بي

وخذ ْ معراجكَ

لملمتُ انبعاثي

و...

فتحتُ لك العالم.

 

صورة ٌ مسروقة

 

أنا

رحم ُ هواء مسروق

فما أغنى النهرَ

إذا ً ..

يا سوايَ

أنا

هنا.

 

عذرٌ وصورة

 

حين رأى الله رمحيَ

صاح :

رافقيني

خط ّ في اللوح

وقال :

عذرك ِ.

 

صورة ٌ لكَ

 

لك َ

كما الجدار ِ

صمتُكَ

ولي

كما المطر ِ الشهيق

هل علّمتَ الطريقَ

كيف يخلق الطريق؟.

 

صورة ٌ لوفاء

 

الله ...

الله ...

...

ما أجملَ أن أعيشَ

في أعماق ِ إله ٍ

و

أحرثَ

لفحولة ِ اللغة

المطر.

 

صورة ٌ قدسيّة

 

إطلقْ سراح َ الذاكرة

واجعلْ العالمَ في ثيابكَ صرخة ً

ُشقَّ صدرَ التاريخ

حتى تحلم َ الكعبة ُ

وتألهكَ الجراح

الله عن بعدٍ

يرقبُ صورتَك.َ

الأرضُ أرضك َ

وشرارة ُ الموت ِ طفلة ٌ

كلما أدمتها الرماحُ

استجدّت وثبة ً

تدلّ ُ الألأة إليها

عندي الفُ جبهة ٍ يتبعها البحرُ

فلماذا الطريق ُ إليك َ قوس ٌ؟

يا سيّدي المصلوب

كفنكَ يلهمني الكتابة َ

إني ذاهبة ٌ لنافذتكَ البئر

أعمِّق ُ السؤالَ

أدخلكَ

ليس غيرُكَ احتراقا ً

هم ليسوا أنتَ

وأنتَ

أنتَ الذي يرقبه اللهُ

يا أصعبَ اللحن

إذا السماءُ انفطرت ْ

خلف عينيكَ القراءة

وخاصرتكُ الهواء

سيِّر جبالكَ النبضْ

فهذا الجليدُ مريضٌ

إمسكْ زمن ً ضريرا ً

ُقده ُ إليك َ

فإذا زلزلتْ الأرضُ زلزالها

خرجَ النهر ُ جنة ً ومياها ً

يا طفلي المقدّس

لمثلكَ

حتى الذي رمدتْ عينُه

يصحو ربيعا ً من لهب

جدْ لي جوارك دارا ً

فالعمرُ بعد الموت ِعبادة ٌ

توحِّد الضياعَ

أرضُنا العذراءُ ألقتْ خِمارها

وجسدي يجمع جلدكَ وطنا ً

ومراكبَ اتساع

دَع عذراءَكَ تضيء الدمعَ

قل لها

كلُ ملوك العصرِ قبّرة ٌ

وأنتِ مئذنة ٌ لرحم ِ السماء

يا ولدي

ليس غيرُكَ حضنا ً

فثمة َ حاجة ٌ للبرق ِ في ناظريك َ

صرّحت ْ

بأن الرمحَ اختراقٌ

والثكالى شجرٌ

وأن الدماءَ الثمار

وأن الصلاة َ

قرب الدماء ِ انبعاث ٌ ملاك

لم يبق َ لي غيرُك

وشمعةٌ

يرقُبها اللهُ

فيا عينُ الله

بين أجفانِكَ والطريق ِ مهديٌّ

وأنا

بعضُ ذاك المُنتظِر.

 

ركنٌ كأنه صورة

 

رقصتُ

رقصتُ

سقطَ الوشاحُ مفتولا ً

كيف تبحثُ خيوط ُ الماء ِ عن ملجأ ؟

عن خبز ٍ للريح

وفضاء ٍ جائع ٍ

عن ..

..

عفوك ضمير الرقص

لماذا

لا يتجنَّح ُ طبلُك؟.

 

تهجئة ٌ وصورة

 

بقليل ٍ من الرمل ِ

مر َّ بيَ البحرُ وتلاشى

أغمضتُ عيوني الخضر

وأستطلعتُ نجمة ً

تمشي قافلة ً للطلع.

شيءٌ رائع ٌ كالرجاء

شيءٌ يكاد أن يكون كفرا ً

لا أحدَ يرحّبُ به مثل الحزن .

الليلة ُ

في خرائب ِ الليلة ِ

ردّدتُ إسمكَ

ونمتُ دون غطاء .

كم أشعلنا شموعا ً

وصلّينا

لكن

هل سبّحنا لطائر ؟.

في زاويةِ النعق ِ مرايا

أينما توجهتَ

لك النحرُ مسبِّحا ً

يرفع ُ يديه إليك.

كيف يستوحشُ قلب ٌ

يحيا مجروحا ً؟

كيف يكون الصورة َ

ولا يثملُ بالدم ؟

كيف يبني الجسرَ لبيت الداء

ولا يعلّم تأتأة الجرح

كلَ الأشياء.

رئتي في حضنك ماءٌ

أيها المرتقب

ما الذي يحدث

لو جمد الماء ؟.

خيط ٌ أسوَدٌ في الضوء

لا يتمّرد

أشبّهه ُ بالتأويل

وأتفاعلُ

أسمعُ لعصيٍّ دائم ٍ

وأتكوَّن .

تعلمتُ أن أغطّي أضلاع َالليل

وأنتسبَ

لنسيج الروح

مازال المغزل في التكين .

 

بابٌ هو الصحراء

أأدخل بتاريخ ٍ مثلي !

إني أتحاور

في كأس ٍ مكسور.

سمعتُ حجلَ النخلة ِ يدندنُ

رطبٌ

رطبٌ

رطبْ

فأدركتُ

بأن اللهَ صائغ ٌ جميل .

حين صُلب المسيح

نبتت شجرةٌ في الأرض

على قشرة الطريق

كم

حسينٌ نبتَ

لمجرّتي ؟.

 

صورة ٌنسيت

 نسيتُ أن أخبرَكم

أن في الشقِّ الصغير ِ

في الحائط ِ الصغير ِ

الذي لفَّ وشاح َ نسمة ٍ صغيرة ٍ

وشم َّ

رائحة ً بكر

منقارٌ

أدار هدبَ بيضتهِ

ونقر الحُب

كما

نسيتُ أن اخبركم

أن ثوبي

طار البارحة

وبفمه حبّة قمح.

 

صورة ٌلا تنتهي على أصابعي

 

لأبي

صدرٌ مرمّم ٌ بالطين

وعينان مكوّرتان

أحبهما الله

فتكوّرتُ في شمسيهما.

 

يدُ أمي

مطلية ٌ بالدروب

وغروب البسطاء

خلف السنابل ِ ضوءُ جزيرة.

واضحة ُ الماء

كلُ من أحبّها تاه.

أخي

يربط الثواني بالثوان

 

يرمِّم ُ العتيق

وعلى قارعة ِ غمية يستفيق .

أختي

خلية ٌ من أمان

حين تمضي

تموت الثوان.

زوجي لؤلوة ُ الولادة

فنمتْ على شفتي

العبادة.

إبني

وجدتُ أجفانه كوني

فأمليتُ الحقيقة َ الكتابة

وعلى زنودالمكان

خلقتُ الزمان. 

ابنتي ن

على أعمدة ِالضوء ِ

بنيتُ بيتا ً

بحفنة ٍ من نون ..

يا بيتَ نبوءتي

إهمسْ لنصلّي .

ابنتي ل

ماذا أكبرُ من أرض ؟

أخشى أني ضيّقتك ِ؟

يا أشرعة المد

حين ذكرتك ِ

تحشرج صوت ُالميزان

واختنق الحد.

 

صورة ُ بيت أعزب

 

للجدار الذي يتمزق

نبيٌّ عار

نبيٌّ لا نرضاه نبيا ً

ونبيٌّ ضائع ٌ

ونبيّ

رأيته

متعثرا ً

تجلده حنجرة ُ الجدار.

 

بيت ٌ يكتم صورة السر

 

يكفيه أن ينصهرَ

أن يبقى أخرسَ

بيتٌ

يكفيه أن يضاجع كفّيه

مصادقا ً

إلهَه ُ البصير.

 

صورة ُ جثة

 

أومأتْ لي

وحين رأتْ سفرَ صحني

أعلنتْ

صيامها الطول.

 

صورة ٌ وحّدت ْ نفسها

 

بيننا

شفرة ُ الخطوات ِ

حين بلغتْ ميعادها

أوحتْ

بأن عرشها اختنقَ

في بخوره ِ ومات.

 

صورة ُ بيت رقم 5

 

يجلدونه حتى يفيقَ

يخلقون عجينَ غرائزهم

ويخنقون في الخبز ِ الشهيق.

 

صورة ُ بيت رقم 10

  

صرخ

لمرة ٍ واحدة ٍ

بقامتين

قامة ٌ تشتهي أن تموتَ

وقامة ٌ

في احتراق الوجه

متشحة ٌ بالسكوت. 

 

بيتٌ وصورة ٌ للجرح

 

طرقتُ بابه

سقطتْ نجمتان

وزهرة ٌ وحمامة

انطلقتُ في وجنةِ المفتاح

طرقتُ

أدرتهُ

حلم طفلٌ خلف البابِ

أن يتسلقَ الجدار

ويُشرعني.

 

صورة ُ بيت حطبة

 

جسدي نهرٌ

ويدي نحلة

أنفردُ ريحا ً

شهبا ً

وأمشي على مائي

أتضوّع عصفورا ً

يهتزُّ

أجرد كالقصبة

القصبة ُ صارت بيتا ً وحطبة. 

 

بيتٌُ لسؤال الصورة

  

لماذا لا تكفيني عيني

لا أرى ما لستُ أدريه

أجمعُ حولي يتاماه

وأعطيه

أجيبيني

أو

صيري خيلا ً لمن لا تكفيني

وأضيئيني

أو

لفيني خيطا ً

يلتصق ُ بشمع ٍ

يثمرُ في تكويني

يميتني

ثم يعيد بتكوينه يحييني.

 

بيت ٌ ملئ كيانه صورة

  

في أول ِ الشهر ِ

قال لي الجرح ُ اهربي

كرهتُ أن أكون عبدك ِ

أو تكوني مطلبي.

 في آخر ِ الشهر ِ

حبا دمي كالأنجم ِ

صيَّرتُه

وصحتُ يا سماء ..

تفتقتْ في راحتي

شفة ٌعجلى

وزهرة ُ الأشياء.

 

بيتٌ له باب ٌ وصورة

 

في اللوحة ِ الأخيرة ِ

رسم فأسا ً

محبرة ً

وأميرة

واستنفرَ مطرا ً

سحق الريشة َ الضريرة.

 

صورة ُ قِدر

  

أمّ عناد (1)

العتمة والبلور

أصابعها طيّارة ٌ ورقيّة

وحرزٌ

وأفراسٌ

وهديّة

قِدرُ الفول ِ يا مولانا

لا تقلْ سوى ضمّتها

وبحيرتها العطشانة.

1- بائعة فول في مدينة البصرة

 

صورةُ بيت زينب

 

ماؤها قلبٌ

وقلبُها ماء

في حقل ِ الله

نبتتْ

كالحسين

في حضن المطلق.

 

صورة ٌ لشاعر

 

تيهكَ غناء ٌ

ماذا تفعلُ في بلدٍ

ُيقتلُ فيه حتى الموت؟

حصانُك َ بحرٌ

يختالُ

وخصم ٌ لا يمدح.

 

صورة ُ بيت سميّة

 

لم يحك ِ عنها

حين اندلقت ْ

في جفني قسرا ً

غرسا ً في أحداق الأشواق

لم يحك ِ عن دمع ٍ

رأى وجهَها وراق

عن فرس ٍ

تطوِّق الوثاق

قيَّدها الشوكُ وضاق

في زنزانتها

سميّة شعب ٌ

وامرأة ٌ

وعراق

صعب ٌ أيها الرفاق

أن أصف َ اختلاق.

 

موكبُ صوَر

 

سبعة ُ أطفال ٍ في العشرين

نظراتهم تشرين

في حرج ِ الصورة

من مدن ٍ تقرِّح الجدران َ

تشرِّق ُ

تغرِّب ُ

تشرع ُ

الأزقة الضيقة أوطان

سبعة ُ أضرحة ٍ في النسرين

وسبعة ُ أطفال ٍ

مازالوا في الستين.

 

صورة ُ بيت أمل

 

الرملُ إناء ٌ..

...

إدركني يا أملي

الأرضُ امرأة ٌ

خلعت ثوبها للأنداء.

 

صورة ُ نخلة

  

أولى النوافذ ُ طرفي

وأسيرُ

خائفة َ الحلم

بين المرايا وبيني ،

النخلة ُ ..

أغنيتي البسيطة

عفوكَ

أنت َ

خلقت َ

أغنيتي.

دفوفٌ لا تتقن التصوير

قد تخونني

كما خانت

ورميت كوبين

للصدى

والسكون.

 

صورة ُ معتقل

 

قصبة ُ الأهوار

أيَّ ظهر ٍ

ثقب ٍ

زواية ؟

لا أحد يصدقني

حتى الموت

حين بادر

اعتقلوه.

 

صورة ٌ قراءة

 

كل ُ آن ٍ

يخضخض صفصافة َ الطغاة

ونهود َ العصافير ..

حدثيني أيتها النهود ..

ما الفرق

بين شجر ٍ أعمى

وأعمى شجر ؟

تلك قراءتي الأخرى.

 

صورة ٌ تمادت

 

أيها الوضوح

كن الحق َ

لم تُخلق لوطن خرقة

أنت الخالقُ

فتمادى باكتفائِك.

 

صورة ُ رجل ٍ واطفال

 

طفلة رقم واحد

 

الرذاذ ُ عاصفة ٌ

لو الرذاذ ُ عاصفة ٌ

لكان الشيطان ُ أنبل َ من أمريكا

الشيطان ُ لم يغسل الدموع َ

وأمريكا تغسل الشارع من الأطفال

الرذاذ ُ عاصفة ٌ

ودجلة ُ الصهلة ُ الأجمل

بغداد ُ وإن تثاءبت ْ أجراسُها

تبقى العابدَ المعبود

انطفئ وحدكَ أيها الفضول

إبعدْ عن خرافتنا

نحن الإنجابُ الخالِق

لا وقت لنا للكره

ويحكَ

لا تتثاءب أمام الرب

مازال الوقت

حتى الآن

لم ينتحر.

 

 

طفلة رقم 2

 

بابا .... بابا

وسقطتْ نبيا ً يتيما ً

بابا ...

بابا ...

وانقسمتْ

تماما مثل خجلي

أمام طفلة ٍ تتساءل

عن مهرجان ٍ للجماجم

عن علم ِ سقراط

ثم تلاشت ْ...

قال لها ملوّحا ً

بابا ...

بابا..

ونهق

في بركة الثقافة.

 

طفلة رقم 3

 

سيهملك ِ شارٌ

فقد َ نصفَ الكون

لا .. لا تقولي بابا

لمسة الريشة لا تحلم بقاتل

الحزنُ سيّد ُ المطر

وأنا أبكي لحظتكِ

واشطبُ حلمَ أمة ٍ تلطم للحسين

وتنتحبُ أميرا ً أعرجا ً

ايتها الشمعة انخرطي

حافظي ملء جهدك ِ

على سلامة ِ النسرين

بئر التاريخ

قادك ِ مبكرا ً للصمت

كوني الدليلَ إليكٍ

ايتها المقدّسة الحسنى

لمثلكِ أمزّق ُ وثائقي

وأدمنكِ

حتى أشعرَ

بأنك ِ القوس ُ والقديس

ربما سنجد بابا يبكي قلبا ً

مدي يدك ِ

لو انسحب الطريقُ

من قدميه

لست ِ الفراشة َ القاتلة.

 

طفلة رقم 4 لصورتي

 

صوتُ النساء ِ

شلالٌ مثقوب ٌ

برصاص ِ العشق ِ

خذي ضريحك ِ

يا امرأة حلبها الضريح

وأفطميني

قولي لهم ..

الحليبُ لا يعرف الهدم

إنه حرائقُ المهد الجسور

ورعشة ُ التين

أنا لا أتذكر من أنا

سأهربُ بالنسيان

كي أتذكرُني

النواح ُ نبتة ٌ ضائعة ٌ

وأنا

إذا حزنَ الخضرُ عمّدتهُ

والتقطتُ امرأة ً من عينيه

أمّاه

الألم ُ الاعزلُ

قربانُ إسورتي

مَن تُرانا سيحاسب الآخر؟

لا مكان لمن يجهلُ

لمعة َ سفينة ٍ

في تاء ِ التأنيث

اللحظة ُ إمام ٌ

وباءُ البله ِ

ستسجدُ

ليكتمل المشهد.

 

صورة ُ زورق

 

زورقي طفلٌ

يشتهي أن ينام َ النهرُ

على دفتيه

على كف ِ الكون أرمي شباكي

دجلة ُ سمكة ٌ

كلما جُن الماءُ

أبعدها الديكُ مثقلة ً بالدمع ِ

لا شيء أحبَّ من زورق ٍ طفل ٍ

يبتسم ُ حزنا ً

ويلثم براءة َ خبزة

ينعسُ رسولٌ على كفه ِ

ويبرقُ الماء.

زورقي طفلٌ

أدلّله

ليعشق نخلة ً

مبللة ً بالحياة.

رائحة ُ الجمّار ِ

اتسعتْ

وبقدرة ِ الله ِ

هبطتْ ملائكته في عيني

شدّني الطلعُ المعلق بثوبها

انفلتَ زورقٌ

يفضح ُ أمومة َ الأمكنة

خفتُ أن التقي مرّة ً بباب

ورائحة ُ جسدي

تستنطقُ الألوانَ

خشيتُ أن أكون حمامة ً

تلاحقُ رحمَها

وتعبئه ُ برائحة التراب

بلّغتُ الوجود َ بحبلي

وجنينيَ الموشوم ِ بالعبق ِ

غير أن زورقي

صحا على شاطئ الريح

تسلق أسلاك لندن

حين لاحقه الماء

رأيته الوحيدَ في متحف ِ الشمع

الوحيدُ الذي لا تكفّر ذنوبَه

راح يسمّى نفسَه نفْسا ً

لعله يوقف البحر َ

لعل السائحات ِ ترشُّ عليه ماء َ الورد

لعل حمامته تبذرُ الطلقَ

في وداعة ِ الصمت ..

لكل زورقي طفلٌ

حبس نفسه بزنزانة المساء

وعلّق يافطة ً

...

...

للريح الزائرة غدا ً

أصرُّ العراء َ

ذاك الذي

رسمني فيه واختنق

على ثوب ِ فرات ٍ غانج.

 

صورة ُ سؤال ٍ ثان ٍ

 

يزهو بيَ التشوّقُ

عمري لم يزل نهرا

وقلبي

بهم القلب ينهضُ

وألقتْ أوزارها

مؤججة ً

بنزق ٍ يتملصُ من شهقتِه

حورية ٌ

طهّرت ْ ظنونها

في غربة ( المزراب)

وشكت

عن حب ٍخجول ..

في اشتباكي بها

ضمّدتُ دهشتي

جرجرتُ تجاعيد َ المكان

دخلتُ في طغيان المحو

نسجتُ صرختي في معابدَ ضالة

وقفتُ متحفزة َالأسلاكِ

ألهبتُ مجاديفَ الحقائب ِ

انسرحتْ دمعة ٌ آملة ٌ

ودمعة ٌ حدّقتْ بالعروق

وبحّة ِ التراب

في معبد الجفن

واستمطرتْ خبزا ً

حورية ٌ

دقتْ عاصفتها الصبور

حتى ضاق َ الطريق

حورية ٌ

ُتنقع ُ التين بأصفادها

أحببتُ كسلتها (1)

والتواء َ المغني

بدشداشة ٍ ترتع

بذؤابات الروح

كالزئبق ِ الراعش ِ

انفلتت ْ

رسائلي البكر

تعانقُ عزفَ وريدها ..

ما قيمة الدنيا دون ثانويّة ِ العشّار(2)

واغتسال ِ قميص ٍ بشط ِ العرب؟

يزهو بيَ التشّوُق

مطر مطر حلبي

الكسلة . عيد نوروز

العشار. منطقة في البصرة

ما بك َ وبي

ُيضني إبنة الجلبي

بضباب ِ الشجون ِ

والليل ِ الذئب

مستعطيةٌ عذراء ُ شارع الوطني (3)

ومثلُ أيٍّ أغنية ٍ

تفقد وترَ التجمّر ِ

يزهو بي التشوّقُ

فأنهر الزمن َ

يا شمس يا شمّيسة

عيشة ُ في ملح الإدام ِ

تنزف ُ بالطيوب

وتربط ُ الجياع َ بالابتسام

شارع في مدينة البصرة

يستطيلُ الفراق ُ بقلبي

والاباء ُ يضج ُّ بالشحوب.

وشهامة ُ الامل ِ

على جسر ِ الخورة (1) مشنوقة ٌ

عبد يا عبد

يمكحّل اهداب الورد

يا ناظرَ الغصون َ

ُهزَّ الجرح َ الجموح

ليثُ الغرام ِ

في (حديقة الأمة ) يلوّح ُ

وكوثر ٌ من حميم ٍ

يشتهي الطرقات ..

يزهو بيَ التشوّق ُ

أرمِّم ُ ( جسر الخندق)

جسر في مدينة البصرة

ناولني قدحا ً

أيها الفرح ُ المعتم ُ

أسئلة ُ ( حيّ الحسين )

لا تغفر ُ لمقصلة ٍ

في طعم الشاي

وابريق الوضوء ..

أيُّ حنين ٍ يهزني

وغفوة ُ الدف ِّ

هاربة ٌ من ناي لناي؟

العناقُ جميل ٌ

هل العناقُ جميلٌ ؟

فما سرُّ انتظار النساء ؟

مَن يَضبط ُالإيقاعَ

صبّـت على وجعي غربتي

وسجني بحزني سجين ..

كلما نأى الوترُ

جرجرتُ رسن َالبرد لدفئي

وصحتُ :

على صدر ِ السكون ِ

عذق ٌ مدلل ٌّ

يصبو لشيء يزهو

يهزني

ويعسّلني بالرطب .

أضيفت في01 /01/2006 /  خاص القصة السورية

 

 

 

 سفرة أولى باتجاه كلكامش

 

الرياح ُ الأربع ُلا تنشر الحياة َ

إترك رداء ك َ

أوشكتُ أن أغيبَ

أسلمت ُ أيامي لوجهكَ

لي ثلاث ُ مقاصير ٍ

رحيل ٌ ورحيل ٌ

ورحيل ٌ يحرثه الرحيل

إلى أين ذاهب ٌ انت يا كلكامش؟

من غربة ٍ عالقة ٍ بالنفس

إلى غربة ٍ تنغلق ُ عليك

شامخة ٌ فيكَ النخيل ُ

وفواختُ يحملها الماء ُ

أبعدَ من أقاصي

أعمقَ من هزيمة

* * * 

إسكنْ أمواجكَ وكن الشراع

الفعلُ شلال ٌ أبيضٌ

يكبرُ فيه التجديف

جلدكَ يتهيأ لنزع ِ كوكبه

ثديٌ يطعنُ صدرَه ُ

ويردّدُ النشيج

لي غرفة ٌ ذئبٌ

وثلاثُ مقاصير

طقسٌ رفضٌ

وجنينٌ يابسٌ في أحشاءِ الرفض

ومزاميرُ لم ُتقرأ

البس طبعكَ واثمل بكَ

أنت خضرُكَ

والماءُ دفترٌ لمسافرٍ غريب

أبعادُكَ الفأسُ

تعوِّدُ الفؤوسَ على الذهول

والجرسُ الخفي

بين التصحّرِ والحصى

له سمتي ومجمرتي الودود 

* * * 

اسكن الأكواخ َ

كن الرفيقَ والقصبة

قصبة ٌ وحشية ٌ

فتوحّشْ لميعادها واعلُ

كن جلجلة َ الرغيف

الماءُ لم ينحسرْ

فاستدرْ

باركْ جبهتي واغرقْ

يمّمْ وجهكَ صوبي

سوف أكشف لك عن مفاتنَ

تضجُّ بنارها

كما ضجَّ بها تاريخٌ أصفر

أنت البعثُ الذي لم يكن

فلا تدعْ الخطيئة َ غواية ً

والغواية َ ارتخاء ً يطول

ُقد نفسكَ وزمنا ً مثلي

بصيحته ِ الرجوع 

* * * 

سأكون ُ حيثُ أنتَ

أجنّحُ بالنخيل

غيري لم يعدْ قمرا ً

وأنا

أنا أنتَ

فإلي أين يا كلكامش؟

لمسُ خطاكَ يُضيء المجاهيل

إعرفْ ..

أن الجرحَ النافرَ فراتٌ

وأنكَ الغامضُ الأليف

فإلى أين يا كلكامش ؟

سيدة ُ الضلع ِ يؤلمها الضلعُ

بأمركَ

يعمِّدُ القلبُ دمَهُ

صرتُ النداءَ فيكَ

وغطيتُ المرايا

كي لا ارى هُدبيَ تعرقُ

 

* * * 

بساحر ٍ سواك

رسمتكَ لسنة ٍ عجفاء

فتوالتْ السنون في مرآتي

ما زلتُ يَربكني الصدى

ما زلتُ أتجمّلُ للريح

أرى العالمَ أنحناءة ً

وأنت وحشيُّ السهل ِ

وحكيمُ الأفق

جذوتي موعدٌ منسيّ

تسندُ قامتها عليها

ثم تبكي بخاصرة ِ الضحك ِ

ولا تتسللُ إليها الفاتحة

إلى متى أسجنُ مائي بمائي

وأجمعُني على سرير ٍ مشبوه

كوكبا ً غيمة

تبرّئ الضياع؟

بريىء أنت مني

 

* * * 

بريئةٌ من بحرٍ مصلوب

من نهدٍ يلبسُ  زي َّامرأة ٍ

ويرقص ُ

لجرّة ٍعاقر

بريئة ٌ من خيط ٍ مرثيّة ٍ

ووطن ٍ لا إسم له في عينيك

فاتركْ أهدابي

منذ أن نأى عنها شكلُكَ

مشتْ على ورقي

جسداً مشلولا ً

وتلويحة َ وداع

فالى أين

أين يا كلكامش ؟

إلى أين أين ابتعد

ما عدتُ

أميرة َ الفراغ. 

* * * 

 

أضيفت في 03/12/2005/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتبة

 

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية